لم تكن يوما خطيئتى
المحتويات
متأففا بمقت
هو في ايه مالكم انت تقولي شيرين وادهم شيرين والسيد نشأت شيرين... انا وشيرين انتهينا خلاص
صاح بحنق رغما عنه فأطلق كامل أنفاسه متنهدا
كلنا متعاطفين معاها ياشهاب... شيرين اتغيرت
ليهب واقفا بعدما ضجر من ذلك الحديث الذي كان منذ ساعات يحادثه به أدهم
ايه ياكامل مش ديه شيرين برضوه اللي كانت مبيعجبكش تصرفاتها.. مش ديه شيرين اللي كانت سيرتي لبانه في بق الصحافه بسببها.. مش ديه شيرين اللي بأهملها موتت ابني
عمره ماكان لاقي منها حنان كانت بتستعر منه... الهانم مكنتش متقبله ان بنت الوزير تخلف طفل من متلازمة داون
اطرق كامل رأسه بخزي مجبرا نفسه على الصمت فصديقه يحمل الكثير لها داخله
كامل ياريت متفتحش معايا تاني موضوع شيرين... انا اتجوزت عشان اقطع الأمل ده وتنسوا ان ممكن ارجعلها
قمر ياحببتي
ابتسمت بآلم وهي تبعد يدها عن خدها
كان زمان يابابا
لو كانت الحاله تسمح زي زمان مكنتش استخترت قرش واحد فيكي يابنتي
التمعت عيني السيد صابر بالدموع
وهو يشعر بالعجز
ومحت الحسره من عينيها لتبتسم وهي تسأله
ريحة الفول والطعمية تجنن..انت مش جعان ولا ايه
واردفت بحماس
ويلا نفطر عشان متأخرش على الشغل.. ده اول يوم ليا ولازم ياخدوا عني انطباع كويس
ضمھا إليه صابر بحنو وقلبه يعتصر آلما على وضعهم ... فلولا طمعه في تكبير تجارته ماكان حدث لهم كل هذا لقد عاد لنقطه الصفر وعاد لاصوله في الصعيد ولولا البيت الذي كان ارثه من والده ما كان وجد مكانا يعيشون به
شعرت بالضجر من الجلوس في غرفتها فهى ليست معتاده على تلك الحياه...ورغم كل سبل الراحه التي امامها الا انها لم تشعر بأن هذا البيت مملكتها الجديدة
هبطت لاسفل تنظر لبهو الفيلا الفارغ.. لتتحرك صوب المطبخ فتجد السيده فاطمه منهمكه في اعداد وجبه الغداء والخادمه الأخرى تساعدها
ابتسمت قدر وهي تقترب منهم تنظر إلى ما تعده السيده فاطمه
بلاش هانم ديه... انتي في مقام ماما الله يرحمها
ابتسامه بشوشه ارتسمت فوق شفتي السيده فاطمه
الله يرحمها يابنتي... بس العين متعلاش على الحاجب
قوليلي اي حاجه غير هانم.. كلمه بنتي صدقيني افضل ليا
رمقتها السيده بحنو فلم تكن تتوقع أن تكون سيدتها الجديده بذلك اللطف فقوقعتها على حالها الايام الماضيه جعلتها لا تعرف كيف تحدد طباعها
اقتربت منها الخادمه الأخرى تبسط يدها اليه فزجرتها فاطمه بعينيها لتسحب يدها تمسحها بثيابها
والله ايدي نضيفه ياست فاطمه
مدت قدر يدها مبتسمه تصافحها
عاشت الاسامي يافتنة.. اسمك جميل زيك
تهللت اسارير فتنة وهي لا تصدق ان سيدة المنزل تلاطفها
ده انتي اللي جميله ولسانك بلسم
ها قولولي بتطبخوا ايه... انا طباخه شاطره
لتشهق فاطمه مصدومه وهي تجدها تشمر عن ذراعيها
ميصحش ياهانم... احنا مخلصين كل حاجه
تاني هانم... ما قولتلك انتي زي امي
واردفت بعبوس مصطنع تتأمل ما حولها
انا لازم اعمل حاجه لاحسن اموت من الملل.. يرضيكم كده
تعلقت نظراتهم بها ف سيدة المنزل ليست لطيفة وحسب وانما ذات حس فكاهي وبسيطة
وهكذا انقضى باقي اليوم معها... لتسرع نحو غرفتها تزيل عن جسدها رائحة الطعام وتبدل ملابسها
ضاقت أنفاسها وهي تراه يتدخل في كل صغيرة وكبيره تخبر بها المزارعين بعد فحصها للتربه والمحاصيل
احتدت نظراتها وهي تراه يعطي اوامر مخالفه لتزفر أنفاسها بضيق
يااستاذ عاصم مينفعش اللي بتعمل ده... انا بتكلم في حاجات ان درساها وعلى درايه بيها
امتعضت ملامحه وهو يشير نحو اذنه
على ايه يابشمهندسه... لا شغل المتعلمين ده وكلامهم المكلكع مبيعجبنيش
تأففت ضجرا لتشيح بأنظارها بعيدا عنه وچثت فوق ركبتيها تلتقط حبات الطمي تشمه ليهتف ساخرا
احنا هنقضيها شم... افرض حست الشم عند حضرتك مش تمام نضيع بقي شغلنا
تجاهلت عبارته تنظر للمزارع
ياريت السماد هنا يقل
وهكذا انقضى يومها الثاني عائدة الي المنزل تلقي بجسدها فوق الفراش تدعي على عاصم وأمثاله
ورغم تأخيره للتاسعة مساء الا انها ظلت تنتظره.. تسطحت فوق فراشها تقرء إحدى القصص البوليسية حتى غفت عيناها دون شعور
شعرت بلمسة خشنه فوق ذراعها لتفتح عينيها الناعسة تفركهما
قدر... قدر
هبت فزعا حينا أدركت ما ترتديه في غرفتها... ضمت جسدها بذراعيها مما جعله يجفل ويتراجع للخلف
هستناكي نتعشا
وانصرف دون اضافه كلمة أخرى فهكذا حديثه دوما معها مجرد بضعة كلمات لا اكثر ولكن نظراته كانت توحي بالكثير
أغلق باب غرفتها فوقف لبرهة يمسح فوق وجهه... لقد جعلته يقف لدقائق يتأملها وهي نائمه دون أن يشعر بالملل.. مشاعر لا يريدها بحياته لذلك نفض رأسه من أفكاره وهبط لاسفل ينتظرها على مائدة الطعام
بضعة دقائق مرت ليجدها تهبط بثوب منزلي بسيط وقد غطت شعرها بحجابها... كان لأول مرة تجمعهما مائدة الطعام.. اقتربت منه ..فشرع في تناول طعامه
فاطمه قالتلي انك متغدتيش ومستنياني
ده المفروض اللي يحصل... اتربيت ان الزوجه بتستني جوزها
راقه كلامها فأرتسمت ابتسامه صغيره فوق شفتيه.. ليتذوق طعم الشربه بتلذذ متمتما
تسلم ايدك
كان على علم انها من اعدت الطعام معهم.. فالسيدة فاطمه لم تتركه الا وقصت له كل شئ بسعاده فمخاوفها من سيدة المنزل الجديده كانت تقلقها فقد عاشرت شيرين وشتان ما بين الامرأتين
عجبك الاكل
انا في العادي مبتعشاش بس اظاهر بعد كده هتبقى عاده عندي
اتسعت ابتسامتها شيئا ف شئ ليبتسم هو الآخر وكأن ابتسامتها عدوة تصيبه
تعرفي ان شكلك ميدكيش غير سن العشرين
مضغت طعامها تقاوم ضحكتها
انت كده صغرتني عشر سنين... انا كلها شهر وأتم التلاتين
انا عجوز عليكي بقى
امممم تسعه وتلاتين مش كبير اوي
ليميل نحوها مما جعل أنفاسهم تتقارب يسألها بمكر
وعرفتي عمري منين
ارتبكت من اقترابه فأطرقت عينيها نحو طبقها
من السيرة الذاتيه بتاعتك...
واردفت بخجل فجذبت عينيه عليها
انت رجل أعمال وسهل الاقي معلومات عنك
ضحك رغما عنه وهو يرى اللون
الوردي يزداد على وجنتيها من آثر خجلها المفرط
شكرا على الأكل ياقدر
لطيف قاسې شهما حنونا... لا تعرف على اي شاكله يكون هذا الرجل
تجمدت عيني حامد وهو يسمع ما يخبره الطبيب بأسف
للأسف الجنين اتولد مېت... ربنا يعوض عليك
الطفل الذي انتظره لثلاث سنوات هكذا ذهب ببساطه... استند بجسده فوق الجدار ليقترب منه عاصم يربت فوق كتفه
ربنا يعوض عليك ياحامد... بكره تجيب بدل العيل عشره
تعلقت عيني حامد به يغمض عيناه يتسأل لما هو سعادته لا تكتمل
طالعت السيده سميرة المكان بفاه متسع تقترب من الارائك تمسد عليها مذهولة من فخامتها
ايه العز ده كله
زجرها منير بذراعه نادما أشد الندم انه اصطحبها معه
انا غلطان اني جبتك معايا
أخص عليك ياسي منير.. كده عايز تحرمني اشوف الحاجات الحلوه ديه
ياوليه اسكتي.. يقولوا علينا ايه جاين نحسدهم
لوت شفتيها ممتعضه من تلك الكلمه تضع كفوفها أمام عينيها تفرد اصابعها الخمس
الله اكبر.. ده انا عيني مليانه ياخويا
وقبل ان تستطرد حديثها كانت قدر تتقدم نحوهم بسعاده
وحشتني ياخالي... كده متسألش عليا الفتره ديه كلها
ضمھا منير اليه بحب سعيدا لرؤيتها
قولتله ياقدر انك هتزعلي مننا... وهو يقولي عرسان وعيب كده... ده انا كنت جيالك الصباحية
متابعة القراءة