فرح للكاتبة ملك إبراهيم
نظرت والدة فرح حولها تبحث عن الوزير، اقتربت من يونس وهمست اليه مرة أخرى قائلة له.
ـ هو مين معالي الوزير اللي الراجل دا بيكلمه؟
نظر اليها يونس بحزن، لا يعلم لماذا يشعر بقبضة بقلبه، لا يريد الذهاب من هنا، وكأن هذا المكان الذي ولد به وعاش به طفولته واجمل سنين حياته، لماذا تعلق بهذا المكان إلى هذا الحد، لماذا لا يستطيع تركهم، لماذا لا يريد العودة الى حياته السابقه.
وقف السفير ومعه مدير الامن ومندوبي السفارة والرئاسة، تحدث مدير الامن باحترام.
ـ اتفضل حضرتك السياره جاهزة تحت
نظر اليه يونس ومازال عقله يعمل، يفكر في كل شئ، يقارن بين حياته في فرنسا وحياته هنا، يعلم ان حياته بفرنسا الافضل في كل شئ، لكن هناك شئ يفتقده بفرنسا ووجده هنا، وقف وهو ينظر إلى والدة فرح، تحدث اليها بابتسامة حزينه.
ـ كنت بتمنى اعيش معاكم اكتر من كدا
نظرت اليه والدة فرح بعدم فهم، اقترب يونس من اسلام وتحدث اليه بحزن.
ـ اسلام، انت افضل صديق انا قابلته في حياتي
لمعت الدموع بعين اسلام، تحدث بحزن.
ـ مش عارف هعيش لوحدي ازاي بعد كدا، انا كنت خلاص اتعودت عليك
ابتسم له يونس بحزن، نظر إلى السفير ومن معه، اقترب من والدة فرح مرة اخرى وتحدث اليها بتأكيد.
ـ انا مضطر اسافر، لكن دايما هكون قريب منكم
لم تفهم والدة فرح حديث يونس مع السفير الفرنسي، لكنها شعرت انه حزين، لا يريد تركهم ولا يستطيع البقاء معهم.
حركت رأسها له بالايجاب قائلة.
ـ انا عارفة ان انت مش هتغيب عننا كتير، بس قبل ما تمشي انا عايزة اوصيك على فرح
تأملها بصد@مة، يفكر في فرح، زوجته، ماذا يفعل الان، كيف يعود إلى بلده ويترك فتاة تحمل اسمه هنا.
ارتفع صوت احد الضباط عبر اللاسلكي يخبر مدير الأمن ان يسرعوا في الخروج بعد ان تجمع حولهم بالاسفل الكثير من الصحفيين واهالي المنطقة والمناطق المجاورة.
تحدث مدير الأمن إلى يونس واخبره ان عليهم الذهاب فورًا.
بالاسفل.
وقف صابر برقوقه بجوار عماد زوج عزة وتحدث صابر بفضول.
ـ هي ايه الحكاية، كل الحكومة دي طلعوا شقة الواد اسلام، شكل الواد صحبه اللي اتجوز فرح طلع هربان من حاجه كبيره
تحدث عماد بدهشة.