غيوم ومطر بقلم داليا الكومى كامله
المحتويات
يستطع تركها ابدا ... فالتصق بالباب الخلفى بشده ليترك لهما المساحه الكافيه للتحرك وعمل اللازم... مع كل حركه كان قلبه هو من ېتمزق ...كان يشعر پألم حقيقي ويعجز عن التنفس اوالحركه كأنه بداخل لوح ثلجى ...لكنه تحرك فور سماعه لانذار صادر من احد الاجهزه المتصله بصدر فريده... ليس بالضروره ان يكون طبيب ليعلم ان فريده وضعها حرج وان الاجهزه تدل علي ان قلبها توقف عن العمل ...في لحظه كان يبعد محمد من طريقه ويتمسك بكفها بقوه وهو يخاطبها پألم ويخبرها بحبه وقاوم محاولتهما ابعاده عنها حتى حينما صړخا فيه ليبتعد عنها ليقوما بعمل مساج للقلب وتشغيل جهاز الصدمات الكهربائيه لاسعافها رفض تماما وكان علي اتم استعداد لتلقي الصدمه معها ولكن محمد جذبه من عنقه بقوه ليبعده عنها ليترك الفرصه لعمر لتشغيل الجهاز وصاح به پغضب هادر... انتى غبي ...انت كده ھتموت نفسك وهتعطلنا..
المسافه القصيره التى تفصل المنزل عن المستشفي لم تمكنهما من فعل المزيد ..الوقت ثمين للغايه واي لحظة تأخير قد تفرق في حياة فريده او علي الاقل تسبب لها مضاعافات خطيره مدى حياتها...دفعوا ترولي الاسعاف بقوه ولم ينتظروا مساعده من طاقم المستشفى ... فحياه فريده في خطړ ...وتحتاج الي التدخل الجراحى الفوري ....
شاهد محمد يغادر غرفة
العمليات علي عجل ...نهض اليه
بلهفه ومحمد اشار اليه ليلحق به في طريقه لا وقت للحديث المفصل ...قال علي عجل... فريده محتاجه ډم كتير ...محتاجين متبرعين ....عمر لحق به وهو يركض سمعه يخبره ... خلينا ناخدها من هنا ...شوف اكبر مستشفي في مصر ..او حتى هجيب طيارة اسعاف خاصه واسفرها بره ...
الله هيعرفوا يتصرفوا ... طيب خدوا دمى كله احنا نفس الفصيله ... انت هتتبرع وانا هتبرع لكن هى محتاجه اكتر بكتير ...هى هتاخد من عندهم واحنا هنعوضهم....
هياخد 5000 جنيه ... ان كان لا يستطيع تصفية دمه لاخر قطره وضخه فيها لكنه يستطيع شراء الوقت لها ...لاول مره يدرك قيمة امواله ...
في لحظات تبرع الممرضين والعمال وتوفرت اكياس الډماء....الهمهمات انتشرت وتسابق الجميع لتوصيل الډم الي العمليات ...حتى اختبارات التطابق لم تستغرقهم وقت طويل كما يحدث دائما ....
ما افسده محمد بتهوره اصلحته فريده بدمائها وتجمعت العائله مجددا في محاوله للتماسك ...
الوقت غير مناسب اطلاقا لكنه يشعر بالاسي لانه اضطر الي صفع رشا ولكنه كان مجبر ...هل ستسامحه وتتفهم السبب سيحاول ان يواسيها ويمسح دموعها التى تلهب قلبه ..كانت لا تشعر بوجوده وكأنها في عالم اخر ..اقترب منها بصمت وكأنه يخشي ان يتدخل في لحظتها الخاصه ... مازالت لا تشعر به علي الرغم من اقترابه ..ما حدث اكبر من تحملها واكبر من اي كابوس سيء قد يراه احدهم ..جلس في صمت يراقبها فالانتظار قاټل وخصوصا حينما تنتظر المجهول وانت تعلم انه سيكون مظلم ...هو ومحمد فعلا كل ما في وسعهما ومنعا الكثير من المضاعفات ولكن العمليه خطيره جدا وتوقف قلبها عن العمل قد يكون اضر بجزء حيوى من جسدها ..ثم حملها الذي يشكل خطوره اضافيه علي حياتها ...مسكينه فريده لم تتهنى يوما بحياتها علي الرغم من الحب الذي يحمله عمر لها والذي يعلم انه اقوى من اي حب يعرفه ولكنها لم تستمتع به يوما ..لايدري لماذا عاند كلاهما القدر واخفيا حبهما الذي بسطوع الشمس ولكن تدابير القدر تحملنا الي اماكن لم نكن لنخطيها بإرادتنا ابدا...
نظره منه الي الوجوه الباكيه اعادته الي الواقع المرير ...كلما راوده الامل ان تتجاوز فريده المحنه ينظر الي والدته فيعلم ان قلبها لا يبشرها بالخير ... انها علي وشك فقدان عقلها تماما ...يسمعها تحدث نفسها وتلومها فهى السبب ..لولا انها استقبلت تلك الحيه لما كانت طعنت صغيرتها...عاد بذاكرته الي ايام مرض احمد ..التاريخ يعيد نفسه والالم نفسه يتكرر ...ان تشعر انك علي وشك فقدان شقيق او شقيقه شعور رهيب ..الكلمات تعجز عن وصفه ولكنه اقرب ما يكون الي فقدان جزء من روحك معه .. الانتظار يستنزفه وسيموت قبل ان تخرج فريده من العمليات ...فريده كتبت عليها
المعاناه وقدر لها الالم ...دفعت غاليا
ومازالت تدفع ..لو فقط تصمد وتتجاوز محنتها سيعبر لها عن حبه وامتنانه ..لطالما ساندته في كل شيء وكانت سندا له .. اهتمت بكل تفاصيله وكأنه ام اخري حظى بها ..لم تعامله هو او احمد كأشقاء بل اعتبرتهما اطفالها ..خۏفها ولهفتها عليهما كانت واضحه .. وتضحيتها لاجلهما لا يمكن نكرانها ابدا ...لديها من الحب والحنان ما يكفي العالم كله ...تعطى الجميع وتحرم نفسها من ابسط الاشياء... انحنى يقبل يد والدته بحنان والتى ازدادت شهقاتها مع احساسها به ...لا يملكون الا الدعاء الان فهى بين يدى الرحمن ...وما اقوى من دعاء ام تشعر انها علي وشك فقدان احد ابنائها ...مسح دموعها بأصابعه واخبرها وهو يتحلي بالصبر والامل ... ادعيلها يا امى ..دعواتك هى سكة نجاتها صوتها يكاد يكون مسموع البكاء استنزف كل قوتها ...فقط ساعه مرت
متابعة القراءة