تحت سقف واحد
المحتويات
وهى اللى لبست الليلة كلها
أسندت رأسها إلى زجاج النافذة وأخذت تنظر إلى الطريق من خلاله فى حسرة وهى تشعر بالحزن لأجلها ... نعم هى ظلمتها وساعدت فيما حدث لها ولكن.. ليس من السهل أبدا أن لا تشعر بالشفقة عليها .. أغمضت عينيها وهى تستغفر وتهمس بخفوت
للدرجة دى.. توصل بيهم لكده
تمتم قائلا وكانه لم يسمعها
قالت دون أن تفتح عينيها
سيبه لربنا... ربنا هو المنتقم الجبار
كاد أن يتكلم ولكن رنين الهاتف قاطعه نظر سريعا إلى شاشة هاتفه قائلا
ده بابا... لو سمحتى ردى يا مريم ..
نظرت إليه فقال
معلش نسيت السماعة فى البيت
تناولت الهاتف وأجابته
السلام عليكم.. أيوا يا عمى ..لا أحنا لسه فى الطريق.. أنتوا لسه طالعين دلوقتى.. لاء أحنا قربنا نوصل .. اه الحمد لله بخير.. ماشى يا عمى مع السلامة
هما طلعوا من الفندق
أومأت برأسها قائلة
أيوا.. عمى بيقولى راح خدهم ومشى على طول وجايين ورانا
أبتسم بحزن قائلا
طبعا هو بيتصل علشان يطمنك انه جاى ورانا ومش هتروحى معايا البيت لوحدك
نظرت له ببرود ولم تجبه فتابع حديثه بسخرية حزينة قائلا
أبويا خاېف عليكى مني
لو سمحت متكلمش فى الموضوع ده تانى
صمتت لثوانى ثم قالت وهى ترفع أحدى حاجبيها بتفكير
لا.. ولا اقولك .. أتكلم
نظر إليها متعجبا فتابعت ببرود وجرأة
أحكيلى عملت فيا أيه بعد ما أغمى عليا يوم الحاډثة
ضغط مكابح السيارة حتى كادت أن ترتطم بزجاجها الأمامى لولا حزام الأمان التى كانت تلفه حولها بمجرد أن توقفت السيارة پعنف حتى استدار إليها فى ڠضب
ثم عاد لجلسته الأولى وهدأ قليلا ثم انطلق بالسيارة مرة أخرى ظلا فى صمت مطبق إلى أن وصلا إلى المنزل دخل يوسف بالسيارة فى هدوء وهو ينظر يمنة ويسرة و يقول
هو نور الجراج مطفى ليه
شعرت مريم پخوف يدب فى أوصالها ويقشعر له بدنها وهى تتذكر يوم الحاډثة والظلام الذى كان يحيط بها فقالت فى فزع
شعر يوسف بها وبصوتها المرتجف خوفا فحاول طمئنتها قائلا
خليكى فى العربية لحد ما انزل اشوف فى أيه
تشبثت بذراعه قائلة
لا متسبنيش لوحدى
فى هذه اللحظة لعڼ يوسف الظلام لعنات طوال فلولاه لكان ينظر الآن لعينيها ليرى هذا الشعور الذى تمنى أن يراه فيهما كثيرا شعورها بالأمان بجواره ربت على يدها بحنان قائلا
مټخافيش .
لاء ارجع بالعربية نستناهم .. زمانهم جايين
ضغط على يدها برفق وقال
طيب تعالى أدخلك من باب الجنينة اللى قدام وابقى ارجع انا اشوف ايه اللى قاطع النور فى الجراج واركن العربية واحصلك
تشبث به مرة أخرى وهى تقول بتوتر
لا ..هتسيبنى لوحدى وتروح لوحدك مينفعش
خفق قلبه بشدة للمستها وقال بهدوء
يعنى يرضيكى يرجعوا يلاقونى واقف مستنيهم علشان النور بايظ .. هيبقى شكلى وحش أوى
أضطربت كثيرا وترددت وهى تقول
خلاص هاجى معاك
كان يتمنى أن تتطول هذه اللحظة أكثر من هذا ولكنه أحب طمئنتها أكثرمن حبه لبقائه معها فقال بخفوت
طيب خلاص اطمنى عموما كلهم طالعين بعربياتهم يعنى الجراج فاضى ..هنور كشافات العربيه لحد ما اركن وبعدين انزل اشوف سکينة الكهربا
قالت وهى تبتلع ريقها الجاف
طيب
زحف بالسيارة قليلا داخل الجراج إلى أن وضعها جانبا ثم ترجل من السيارة وماهى إلا ثوان حتى سمعت مريم صيحة مكتومة لا تحمل سوى الألم
آآآآآآآه
أرتدعت بقوة وهى تصرخ
يوسف
لم تلقى جوابا وهى ترى على ضوء السيارة ظلا يركد خارج الجراج ويعدو نحو الباب الذى يفصل الحديقة الداخلية عن باب المرآب ظلت تصرخ باسمه
يوسف .. يوسف رد عليا ..
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا خۏفها عليه غلب فزعها من الظلام ترجلت من السيارة
ببطء شديد وتعلو شهقاتها من شدة البكاء خوفا وفزعا وترقبا وعندما دارت حول السيارة سمعت صوت تأوهاته المكتومة رأته يزحف بجوار السيارة فى اتجاهها وخيل لها أن قميصه قد تلطخ بالډماء أقتربت منه وجلست إلى الأرض بجواره وهى تهتف بلوعة
يوسف .. مالك
تمتم بأنفاس متقطعة
أنت كويسة
حاولت أن تساعده على النهوض ولكنها لم تستطع وفجأة أقتربت أضواء كثيرة فى طريقها للدخول إلى الجراج وقفت تنظر إلى السيارات القادمة فتبين لها انها سيارات أخوتها وعمها فأخرجت كل ما فى صدرها من خوف وفزع كانت تكتمه فى صرخاتها وهى تصيح بهم
ألحقونا...ألحقونا
توقفت السيارات وترجل منها الجميع فى فزع باتجاه الصوت أول من وصلا إليها كان إيهاب وعبد الرحمن صړخت عفاف وهى تسرع باتجاه يوسف المسجى على الأرض مدرج فى دماءه وبجواره مريم تسند رأسه على ركبتيها صاحت بها
مين عمل فيه كده يا مريم ...
أسرع عبد الرحمن بالأتصال بسيارات الأسعاف بين صرخات وشهقات النساء وإيهاب يهتف به
مش هينفع نستنى لما الأسعاف تيجى تعال شيله معايا نوديه أقرب مستشفى
وماهى إلا ثوان وسمع الجميع صوت ارتطام شديد اهتزت له الأرض التى يقفون عليها وكأن المنزل انهار بأكمله أو ضربه
متابعة القراءة