تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز

..عموما إيهاب أحلى من مريم بكتير
ونظرت إلى إيهاب قائلة
مش كده يا هوبة
أومأ برأسه ممازحا 
طبعا يا حياتى
نسيت مريم أمر ضمة يوسف وهى تقاطع فرحة وهى تقول بمشاغبة
ياسلام بقى إيهاب أحلى مني.. تصدقى فعلا انت معزة
ضحك يوسف وطبع قبلة على رأس مريم وهو يقول
أيوا كده يا حبيبتى قطعيها
طرق الباب ونهض يوسف متوجها إليه لا تعلم مريم لماذا شعرت بالفراغ بعد أن أرسلها يوسف من ضمته ولا تعلم لماذا تولد هذا الشعور لديها بمجرد أن فارقها وأنها كانت تود لو أنه بقى أنزعجت كثيرا من هذا الشعور ونفضته سريعا من عقلها ولكن بعد أن عاد بأكواب العصير كانت تتبعه بنظرها وتتوقع أن يعود إلى جلسته الأولى وخفقات قلبها تسابق خطواته ولكنه لم يفعل جلس بعيدا عنها ولكن على نفس الأريكة كادت أن تشعر بخيبة أمل ولكن قطبت جبينها وهى تحث نفسها على ترك تلك الأفكار الغريبة تناول إيهاب العصير فى سرعة ونهض واقفا وهو يجذب فرحة قائلا
يالا بقى كفاية كده.. اخوكى خلاص قرب يطردنا
هتف يوسف مداعبا
بصراحة اه .. ولااقولك أعتبرنى طردتك خلاص
بعد أن خرجا وأغلق الباب خلفهما واستدار إليها وجدها مازالت جالسة فى مكانها وشاردة فى أفكارها المتصارعة وفجأة هبت العاصفة وقفت مريم فى اضطراب وانفعال وقالت بارتباك
هه ازاى.. أنت بتستغل انهم قاعدين يعنى وعارف انى مش هقدر اتكلم
حاول أن يتحدث قائلا
أنا مكنش قصدى حاجة ..
قاطعته وهى تصيح به 
لا انت كان قصدك .. لازم تعرف انى مش طايقاك
وتلعثمت أكثر وهى تهتف
مش طايقاك انت فاهم ولا لاء
حاول يوسف أن ېكذب الشعور الذى راوده من نظراتها الزائغة وارتباكها ولكن انفعالها وتلعثمها جعله يقترب منها ببطء وهى تصيح بكلماتها الغير مترابطة وهى تتحاشى النظر إليه وهو يتفحصها بنظراته بعمق أنتبهت إلى قربه منها فأسرعت إلى غرفتها الداخلية وأوصدت الباب بسرعة لم يكن هناك شىء مجهد فى الأمر ولكن أنفاسها كانت تتلاحق وصدرها يعلو ويهبط فى قمة الانفعال وقف خلف الباب يستمع إلى صوت أنفاسها المتقطعة وكأنها تبذل جهدا لتتنفس وجد نفسه يطرق الباب قائلا
مريم.. أفتحى
صاحت من الداخل 
مش هفتح أبعد عنى
قال مهدئا للموقف
طب خلاص أهدى شوية بس وحاولى تنامى
صاحت مرة أخرى 
ملكش دعوة بيا.. مفيش كلام بينا
أصلا
طب انا آسف طيب لو كنت ضايقتك
لم ترد عليه ودخلت فراشها وضمت ساقيها بيديها وأرخت رأسها عليهما وهى تقول بهمس
فوقى يا مريم فوقى متنسيش هو عمل فيكى أيه
ما هذا الشعور الغريب الذى يدور بين الكره والحنين !
جلست علا أمام وليد فى مكتبه وهى تقول 
ياحبيبى ما انا أثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
قال باستنكار
بأمارة أيه.. بأمارة ما جبتى معاكى أختك وامك
مطت شفتيها وهى تقول
طب وانا اعمل ايه.. هند هى اللى شبطت فينا وبعدين راحت قالت لماما
قال بلامبالاة
خلاص تعالى معايا النهاردة
قالت على الفور
ليه مش انا شفتها خلاص .. وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى.. أعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقة
ألتفت إليها بحنق قائلا
شفتى بقى .. شفتى خاېفة مني ازاى
نهضت علا باضطراب وقد شعرت بأنه وضعها بين المطرقة والسندان وقالت
انت عاوز ايه مني بالظبط .. قلتلى تعالى شوفى الشقة علشان تقولى رأيك وافقت وشفتها خلاص وأى تعديل هتعمله انا موافقة عليه ..عاوز ايه تانى
شعر وليد بالضيق فهو أصلا لايحبها وإنما خطبها لهدف معين فى رأسه وهى لا تعطيه فرصة لتحقيق هذا الهدف فنظر لها وقال بجمود
خلاص براحتك وكويس انى عرفت اننا مش متفقين من دلوقتى بدل ما كنا نتجوز وبعدين نطلق
أستدارت له بجسدها كله وحاولت تدارك الموقف قائلة
وليد انت عارف معنى كلامك ده ايه
نظر لها وهو محتفظ بنظرته الباردة وقال
أسمى وليد بيه.. واعتبرى الخطوبة اتفسخت
تجمدت مكانها فهى لم تهزم طيلة حياتها فلقد كانت الأذكى دائما الشعور بالهزيمة مؤلم فلم تجد مفر من

أن تقول
يعنى انت مبتحبنيش يا وليد
شعر باللين فى صوتها بعض الشىء فقال
طبعا بحبك أومال خطبتك ليه.. لكن انت مش فاهمانى واحنا مش متفقين فى حاجات كتير يبقى الأحسن ننفصل من دلوقتى
صمتت لبرهة ثم قالت ببطء 
خلاص يا حبيبى انا موافقة
ألتفت إليها يتفحصها قائلا
موافقة على ايه
نظرت له بحب وابتسمت قائلة
موافقة آجى معاك..علشان تعرف بس انى واثقة فيك واننا مش مختلفين ولا حاجة
أرتسمت ابتسامة نصر على شفتيه وأخذ مفاتيح سيارته وأمسك يدها قائلا 
طب يالا
أخذت حقيبتها وسارت معه أستقلت سيارته وظلت طوال الطريق صامتة تحاول أن تجمع شتات نفسها لتجد مخرجا مناسبا للموقف فهى لا تريد فسخ الخطبة وتريد أن تتم هذه الزيجة بأى ثمن ولكنها تعلم أنه سيتركها فى كل الأحوال لذلك لابد من أن تبحث عن مخرج مربح حتى لا تخرج منهزمة وخاسرة من جميع النواحى وضع سيارته بهدوء فى الجراج وأخذها وصعد بها شقته بحذر فهو يعلم أن البيت لا يتواجد فيه فى هذا الوقت سوى أمه وزوجة عمه فقط.
فتح الباب بهدوء وبدون أن يصدر جلبة ولكنها أسقطت حقيبتها المفتوحة فوقعت على الأرض
تم نسخ الرابط