قصة سيدنا سليمان
قصة سيدنا سليمان عليه السلام
الجزء الخامس
جاءت الأخبار لسليمان بوصول
رسل بلقيس وهم يحملون الهدية..
وأدرك سليمان على الفور أن الملكة
أرسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه..
ونادى سليمان في المملكة كلها أن يحتشد الجيش..
ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججة بالسلاح..
فوجئ رسل بلقيس بأن كل غناهم وثرائهم
يبدو هباء وسط مملكة سليمان..
وصغرت هديتهم في أعينهم.
وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا..
وأدركوا أنهم أمام جيش لا يقاوم..
ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس على استحياء شديد.
لكننا لا نريد القتال
وهذه الهدية علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها.
نظر سليمان إلى هدية الملكة وأشاح ببصره
فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحونالنمل
كشف الملك سليمان بكلماته القصيرة عن رفضه لهديتهم
وأفهمهم أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال.
يستطيعون شراء رضاه بشيء آخر
ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين
ثم هددهم
ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون.
وصل رسل بلقيس إلى سبأ..
وهناك هرعوا إلى الملكة
حدثوها عن قوة سليمان واستحالة صد جيشه..
أفهموها أنها ينبغي أن تزوره وتترضاه..
وجهزت الملكة نفسها وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان..
جلس سليمان في مجلس الملك
وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده وعلمائه..
كان يفكر في بلقيس.. يعرف أنها في الطريق إليه..
تسوقها الرهبة لا الرغبة.. ويدفعها الخۏف لا الاقتناع..
ويقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته
فيدفعها ذلك للدخول في الإسلام.
فسأل من حوله إن كان بإمكان احدهم
ان يحضر له عرش بلقيس قبل أن تصل الملكة لسليمان.
قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين 38النمل
كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة
وكانت حجرة العرش وكرسي العرش آيتين في الصناعة والسبك..
وكانت الحراسة لا تغفل عن العرش لحظة..
فقال أحد الجن أنا أستطيع إحضار العرش
قبل أن ينتهي المجلس
وكان عليه السلام يجلس من الفجر إلى الظهر
وأنا قادر على حمله وأمين على جواهره.
قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين 39النمل
لكن شخص آخر يطلق عليه القرآن الكريم
الذي عنده علم الكتاب
قال لسليمان أنا أستطيع إحضار العرش
في الوقت الذي تستغرقه العين في الرمشة الواحدة.
واختلف العلماء في الذي عنده علم الكتاب
فمنهم من قال أنه وزيره
أو أحد علماء بني إسرائيل
وكان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب.
ومنهم من قال أنه جبريل عليه السلام.
لكن السياق القرآني ترك الاسم وحقيقة الكتاب غارقين في غموض كثيف مقصود..
نحن أمام معجزة كبرى وقعت من واحد كان يجلس في مجلس سليمان..
والأصل أن الله يظهر معجزاته فحسب
أما سر وقوع هذه المعجزات فلا يدريه إلا الله..
وهكذا يورد السياق القرآني القصة
لإيضاح قدرة سليمان الخارقة
وهي قدرة يؤكدها وجود هذا العالم في مجلسه.
استودعكم الله
اذا أتممت القراءة صل على النبى