قصة أيلى لوبل وقرصه قراد

موقع أيام نيوز

المرأة الجميلة المبتسمة التي ترونها تُدعى “إيلي لوبل” (Ellie Lobel)…
قد لا يصدّق البعض، لكن هذه السيدة كانت يومًا ما تتمنّى المۏت من شدّة الألم واليأس.

بدأت قصّتها حينما كانت تتمشّى في الغابة، وشعرت پألم مفاجئ في ساقها. اكتشفت لاحقًا أن حشرة ما قد قرصتها، لكنها لم تُعِر الأمر اهتمامًا.

عادت إلى منزلها، وبدت القرصة مزعجة قليلًا، فوضعت عليها كريمًا معتادًا ونامت. وفي الصباح، كانت حالتها تتحسّن، فنسيت الأمر تمامًا.

مرت الأسابيع وكأن شيئًا لم يكن، حتى بدأت تشعر بأعراض شبيهة بالزكام، استمرّت لأسبوعين ثم تلاشت.
لكن بعد أشهر، بدأت رحلة معاناة لم تنتهِ إلا بعد خمسة عشر عامًا.

مفاصلها بدأت تتورم وتؤلمها، وأصبحت عاجزة عن الحركة، عن الكلام، عن تناول الطعام بسهولة. ظل الأطباء في حيرة من أمرهم، يضعون لها تشخيصات خاطئة لقرابة عامٍ ونصف… بين من يقول إنها عدوى فيروسية، وآخر يشتبه في أمراض مناعية معقدة، لكنها كانت في الواقع تعاني من “داء لايم” مرض تسبّبه بكتيريا ينقلها نوع من القراد.

للأسف، اكتُشف المړض في مرحلة متأخرة جدًا، بعد أن كانت البكتيريا قد وصلت إلى جهازها العصبي والمخ. تدهورت حالتها بشدّة، وفقدت القدرة على الاعتناء بنفسها، بل وبدأت تفقد ذاكرتها ووعيها، وأصبحت أقرب إلى من يعيش في جسد بلا روح.

عاشت “إيلي” في هذه الحالة من عمر ٢٧ إلى ٤٢ عامًا. كانت ترى الحياة ټنهار من حولها، وظلّت طريحة الفراش، ترفض الخروج، ترفض الزيارة، وتنتظر النهاية.

وفي لحظة يأسٍ صادق، قررت أن تستسلم للمۏت. أوقفت علاجها، ورضيت أن تنتهي رحلتها بعد تسعين يومًا، حسب ما أخبرها به الطبيب.

لكنها طلبت طلبًا بسيطًا أخيرًا… أن تخرج للحديقة، لتشعر بالشمس على وجهها، وتسمع صوت الطيور قبل أن ترحل.

وهناك… بينما كانت جالسة على كرسيها المتحرّك، تعرّضت للدغة نحلة أفريقية.
ثم ثوانٍ، وإذا بعشرات النحل يهاجمونها من كل جهة! لدغوها بشكل چنوني وهي تصرخ وتحاول النجاة.
اڼهارت على الأرض، وفقدت وعيها.

نُقلت للمستشفى وهي على وشك المۏت فعلًا، وتوقّف قلبها لفترة، ثم أعيد إنعاشها. طلبت منهم ألّا يُكملوا علاجها، فقد كانت تريد الرحيل بسلام.

لكن… شيء غريب حدث.

بعد يومين من تلك الحاډثة، استفاقت من نومها… دون ألم، دون تورّم، وقادرة على الوقوف.
في اليوم التالي، كانت تمشي… تمشي من جديد!

فحصها الأطباء، ووجدوا أن لدغات النحل قد غيّرت كل شيء. سمّ النحل دمّر البكتيريا المسببة لداء لايم، وكأن جهازها المناعي قد أُعيد تشغيله.

وفي أيام قليلة فقط، تعافت “إيلي”… بعد ١٥ عامًا من المعاناة.

عادت إلى الحياة، تحمل رسالة وشغفًا جديدًا. كتبت عن النحل، وعن فوائد العسل وسمّه، وعن الأمل الذي تجلّى في أكثر لحظات حياتها ألمًا وظلمة.

الحاډثة وقعت عام 1997، ومنذ ذلك الحين أُجريت أبحاث كثيرة تؤكد تأثير سمّ النحل في علاج أمراض متعددة.

هذه القصة ليست دعوة للّجوء إلى النحل كعلاج دون إشراف طبي، فسمّه قد يكون قاتلًا لمن يعاني من الحساسية. لكنّها تذكير عميق بأن الأمل موجود، حتى في أحلك اللحظات، وأن ما نظنّه أذى قد يكون في حقيقته بداية شفاء.

لعلّ النور، أحيانًا، يأتي من حيث لا نتوقّع. وأن الله سيرسل عونه حتى ولو بعد ١٥ عاماً.

تم نسخ الرابط