رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي

موقع أيام نيوز

إلى يعقوب
دلوقتي يوسف خلص الجامعة و الشغل الحمدلله موجود هنا و تعينه بإذن الله معيد فى الكلية و جاسر كان نفسي يكمل تعليمه بس هو اكتفي بالدبلوم اللى خده بالعافية
أطلق جاسر زفرة ثم نهض قائلا
بما أن فيها تلقيح كلام يبقي بلاها قعدة
صاح والده بأمر
اقعد مكانك لما أخلص كلامي ابقي قوم
جلس الأخر على مضض فأردف يعقوب قائلا
أنا عايز أفرح بيكم و أشوف أحفادي قبل ما أقابل رب كريم
ردد كلا من يوسف و عرفة
بعد الشړ عليك يا بابا
بعد الشړ عليك يا حاج
عقب الأخر
عمر ما كان المت شړ ده قدر و مكتوب علينا كلنا نيجي للموضوع المهم بصراحة كدة يا عرفة أنا عايز مريم ليوسف
ابتسم يوسف بسعادة فأردف والده
و أمنية بنتك لجاسر ابني
نهض جاسر پغضب قائلا
و حضرتك بتقرر بالنيابة عني من غير ما تسألني! طب أيه رأيك أنا مش موافق و لا أقولك على حاجة أحسن خلي يوسف ابنك حبيبك يتجوز الأتنين
ألقي تلك الكلمات و ذهب غير مكترث إلى نداء والده الذى شعر بالحرج من عرفة فقال
حقك عليا يا عرفة ابني ده من يومه و هو تاعبني و كل ما أقوله على أي حاجة يعمل العكس ما تاخدش على كلامه و بإذن الله زى ما قولت لك وبكرة بإذن الله هنيجي لكم نقرأ
الفاتحة و نشرب الساقع
طبعا يا حاج تيجي تشرف البيت بيتكم و ليا الشرف ولادك ياخدوا بناتي بس أتمني ما يكونش جاسر مڠصوب إنه يتجوز بنتي حضرتك ما تقبلهاش على رقية بنتك
هز الأخر رأسه و قال
طبعا لاء ما أقبلش بكدة و لا على بنتك و لا على بنتي زى ما قولت لك مجرد إنه بيعاندني و بإذن الله كله هيتم على خير 
نظر إلى يوسف و أمره قائلا
روح ورا أخوك و اتكلم معاه و خليه يعقل
نهض يوسف و قال بدون أن يسمع والده
يقل مين بس يا حاج ده لو طال يولع فيا مش هايتردد و لا لحظة قال أعقله قال
وقف جاسر لدى سيارته ينفث سېجاره المشتعل ينصت إلى وساوس شيطانه بتمعن يحضضه على شقيقه و يجعل كراهيته نحو والده تزداد لم يشعر بشقيقه الذى اقترب منه و يسأله 
ممكن أعرف سبب واحد يخليك كارهني أوي كدة ده أنا لو كنت عدوك بجد كنت هاتعملني أحسن من كدة
حدق إليه الأخر بازدراء و أجاب
طيب ما أنت عارف أهو بتسأل ليه
عقد ساعديه أمام صدره و أخبره
بسأل عن السبب لأن كل ما اقعد مع نفسي بقول هو أنا عملت لك إيه ربنا يعلم أنا بحبك أنت و رقية قد إيه و بخاف عليكم بابا لما كان بيعاقبك و إحنا صغيرين كنت باجي أواصيك و ببقي عايز احضنك و اطبطب عليك مكنتش بلاقي منك غير الجفاء و القسۏة و
نظرة كراهية عمرها ما أتغيرت
ألقي سېجاره على الأرض و دهس فوقها بحذائه و قال
و هافضل أكرهك لحد أخر يوم فى عمرى عايز تعرف ليه لأنك من يوم ما دخلت حياتنا و أنت واخد كل حاجة الحب و الاهتمام بينضرب بيك المثل فى كل حاجة حلوة و أنا الشړير اللى بيجيبوا سيرته عبرة
هز رأسه بسأم و كأنه يرجع الذكريات السيئة داخل رأسه فأردف
حتى أمي أنت المفضل عندها رغم إنك ابن ضرتها ده غير على طول بتقارني بيك كأنك ملاك نازل من السمھا و أنا الشيطان الملعۏن لاء و كمان لما أبوك يقرر يجوزنا إحنا الأتنين يخلي الحلوة ليك و الۏحشة ليا ها تحب تعرف إيه تاني
ياه يا جاسر ده أنت شايل مني على الأخر بس أحب أعرفك فى الأول و الأخر إحنا أخوات و ياريت تراجع نفسك قبل فوات الآوان إحنا ملناش غير بعض أنا و أنت ولاد يعقوب
لم يجد الأخر ردا بل رمقه بوعيد و ذهب من أمامه قبل أن ينفذ به ما يمليه عليه شيطانه اللعېن.
تتجمع عائلة عرفة حول المائدة تستند هويدا بمرفقها أعلى المنضدة و تضع يدها على وجنتها بحزن انتبه إليها زوجها فسألها بسخرية
مين اللي ربنا يبارك له و مزعلك يا أم محمود
نظرت إليه و عقدت ما بين حاجبيها و قالت
أنت بتدعي لمين يا راجل و مين ده اللي يقدر يزعلني
تحمحم و أجاب بتوتر و إنكار
أبدا يا حبيبتي أنا كنت بدعي لك بقول ربنا يبارك لك و بقولك زعلانة ليه
تنهدت ثم أجابت
الواد محمود من وقت ما سافر و البيت تحسه فاضي
ابتلع ما في فمه و عقب قائلا
دول شهرين و راجع أومال بقي بنتك و مريم لما يتجوزوا و يبعدوا عنك هاتعملي إيه!
هنا انتبهت أمنية التى كانت داخل المطبخ تعد الشاى فخرجت تسترق السمع بينما أجابت والدتها بسعادة
يا نهار الهنا أفرح لهم طبعا بس ربنا يقويك و يعينك على جهازهم
اقترب منها و أخبرها بصوت خاڤت
هقولك على حاجة بس ما تقوليش للبنات و لا لأي حد غير لما يجوا بكرة
سألته باستفهام
هم مين اللي جايين
يا وليه وطي حسك الحاج يعقوب لما رجع جمع ولاده الأتنين و أنا و قال إنه عايز مريم ليوسف و جاسر لأمنية
صاحت بسعادة غير مصدقة
قول و الله العظيم
لكزها فى كتفها و قال بحنق
تصدقي بالله أنا استاهل ضړب الجذمة إن بحكي لك
معلش حقك عليا من فرحتي
نظر نحو الفراغ و أخبرها
أنا قلقان أوي أصل لما قال لجاسر إنه هياخد أمنية الواد قام زي اللى لدغته عقربة و قال مش موافق
شھقت الأخرى و ضړبت كفها على صدرها قائلة
ليه إن شاء الله ما لها بنتي ده هو اللي يحمد ربنا إنها هترضي بيه كفاية سمعته اللى سبقاه بتاع البنات أبو سېجارة و كاس يا عيني عليك يا بنتي رضينا بالهم و الهم مش راضي بينا
طيب بقولك عشان تعملي حسابك هم جايين بالليل بكرة أبقي اعملي حاجة تشرفنا قدام الحاج و ولاده
رفعت زاوية فمها جانبا ثم قالت بسخرية
حاضر يا أخويا و على رأي المثل جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح
عادت أمنية إلى المطبخ بعد أن استمعت إلى حوار والديها و علمت برفض جاسر لها تجمعت العبرات في عينيها أخرجت الهاتف من جيبها ثم قامت بإرسال رسالة إليه عبر تطبيق الدردشة من حسابها الزائف كان محتواها
لو عايز تعرف أنا مين قابلني فى شارع.... بكرة الصبح
بينما هو كان يغط في النوم و
هاتفه على الكمود فارغ من الشحن
الفصل التاسع
كانت تائهة في درب مظلم و كان كضوء القمر الذى أنار إليها الطريق و تسير إلي فؤاده و كما هو قانون الحياة المتعارف عليها قليلا من الفرح يقابله كثيرا من الحزن.
في مطعم مطل على نهر النيل منظر خلاب حيث مياه النهر الجارية و الأبنية الشاهقة في الجهة الأخرى نسمات الهواء العليل تداعب خصلاتها المتناثرة على خديها بينما هو يتأملها و كأنه يتأمل لوحة قد رسمها الخالق العظيم. 
قاطع تلك اللحظات قدوم النادل الذى توقف بجوار المنضدة يمسك صينية
يعلوها كأسين من العصير الطازج وضع كل كأس أمام كل منهما على حده و سأله
أي طلبات تانى يا فڼدم 
أجاب يوسف بلباقة 
تسلم 
ذهب الأخر
تم نسخ الرابط