رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي
المحتويات
رفض عرض الزواج منها الذى فرضه عليه والده و الآن تري السبب الجلي لرفضه.
بعد مرور ثلاثة أيام العزاء حان ميعاد إعلام الوراثة اتصل المحامي المسئول عن الشئون القانونية الخاصة بمتاجر يعقوب و اولاده طلب من أفراد العائلة أن يجتمعوا جميعا فكان هذا الاجتماع داخل منزل يعقوب.
أمسك المحامي بمجموعة من الأوراق و بدأ الحديث قائلا
قاطعه جاسر بعدما انتفخت أوداجه قائلا
نهض يوسف غير مصدقا و عقب على هذه المهزلة
إزاي! بابا عمره ما كان بيعمل توكيل لأي حد فينا
نظر المحامي إلي جاسر بجدية و قام بسؤاله
عذرا في السؤال يا جاسر بيه فين إثبات حضرتك
كنت عامل حسابي
أخذه الأخر و ألقي نظرة على محتوي التوكيل ضبط وضع عويناته ثم قال
التوكيل سليم مية فى lلمية و عليه إمضة و بصمة الحاج و ده بنسميه فى القانون توكيل للبيع للنفس أو للغير يعني ممكن بالتوكيل ده يبيع لنفسه كل الممتلكات و تبقي باسمه و ده اللى واضح فى الأوراق المرفقة للتوكيل و ممكن برضو يبيعها لأى حد
مستحيل بابا يعمل كدة و التوكيل ده بالتأكيد مزور
صاح بها يوسف غاضبا فأجاب شقيقه بصوت جهوري
قصدك إن أنا نصاب و مزور عيب يا يوسف ده أنا أخوك الكبير
كانت رقية تتابع في صمت فهي كالجماد الساكن و عندما شعرت راوية أن الجدال سيحتدم بين الشقيقين صړخت قائلة
سألها باستنكار لما يحدث
يعني عاجبك يا ماما راوية اللى ابنك بيعمله!
عقب الأخر بسخرية و ينظر إليه بتشفي و انتصار
ماما راوية! أمك اللى أبوك أتجوزها على أمي ماټت و هى بتولدك و اللي خلاك عايش
في وسطنا و بيربطنا بيك خلاص م١ت و اللي كنت منتظره فى إعلام الوراثة خلاص بح كل حاجة بقت باسمي و حق أمي و أختي محفوظ عندي يعني من الأخر ملكش حاجة هنا غير حبة الهدوم بتوعك تاخدهم و تتكل على الله
ازدرد يوسف غصة كمر العلقم أومأ إليهم و يهم بالرحيل من هذا البيت الذى أصبح كالكهف الموحش منذ أن رحل والده إلى بارئه و تركه في ذلك العبث فقال إلى شقيقه
أنا عمري ما أذيتك و كنت على طول بدور لك على سبب واحد تكرهني عشانه لو عشان أنا ابن الست اللى أتجوزها أبويا على مامتك ده مش سبب مقنع أبدا الموضوع أكبر من كدة و دلوقتي فهمته أنت ما بتحبنيش عشان أنا عقدة حياتك على طول شايفني أحسن منك فى كل حاجة لأنك إنسان حقود و أناني و نرجسي
شوفوا الباشا بيشتم أخوه اللي أكبر منه بتسع سنين و فى بيتي كمان
كان صياح جاسر و الذى أجاب عليه شقيقه بسأم من هذا الجاهل
أنا مش بشتمك يا أخويا يا كبير دي صفاتك و عيوبك عموما أنا هامشي و هاسيب لك تعيش و تتهني في حق غيرك و الدنيا دوارة النهاردة ليك و بكرة عليك و افتكر كويس يوم
ما الدنيا كلها تبقي ضدك أنا هابقي أول إيد تتمد لك مش عشانك عشان أبونا الله يرحمه سلام عليكم
غادر على الفور فنهضت راوية التي أجهشت في البکاء و قامت بالنداء
استني يا يوسف استني يا بني بس نتفاهم
أوقفها ابنها و قبض على رسغها يمنعها بنظرة لأول مرة يحدقها بها و كأن الشيطان بذاته يقف أمامها مما دب الرڠب في أوصالها
ابنك هو أنا و بس ده لو عايزاه يفضل عايش
اخترقت كلماته روحها و اصابتها بالرڠب تجاهه إلى هذا الحد أنجبت شيطانا رجيم!
جذبت يدها من قبضته و حدقت نحوه و كأنها تري مسخا قائلة
كنت بكدب نفسي من زمان و دلوقتي أتاكدت إنك خلفة شيطان و ربنا كان بيعاقبني بابن زيك يا خسارة يا ابن يعقوب
و قبل أن تذهب من أمامه بصقت على الأرض و عادت إلى غرفتها نهضت ابنتها و كانت تنظر إلى شقيقها بازدراء فسألها بسخرية
مش عايزة أنت كمان تقولي حاجة
أجابت بحزن و استياء
أنا مشفقة عليك و صعبان عليا ربنا سلط عليك اللى ألعن من الشيطان سلط عليك نفسك اللي هاتخسرك كل حاجة حتي أنت
عادت هي أيضا إلى غرفتها و أصبح هو بمفرده مع المحامي التي زينت ثغره ابتسامة ثعلب
ماكر قائلا
معلش ده تأثير الصدمة بس عليهم بكرة لما ياخدوا حقهم هينسوا نفسهم
مشهد سابق...
في أول يوم بعد وفاھ الحاج يعقوب يجلس جاسر أمام مكتب المحامي و وضع أمامه حقيبة داخلها مبلغ مالي
دول اتنين مليون جنيه عشان تخلي التوكيل موثوق و لو رفع التاني قضية عليا و الوكيل اتقدم للنيابة يلاقوه سليم مية في lلمية
أومأ إليه الأخر مبتسما ثم نظر إلى التوكيل فسأله
دى فعلا بصمة الحاج و امضته
حدق إليه الأخر بدهاء و أخبره عن خدعته
لما عرفت إن أبويا تعب و راح المستشفي لاقيت إن ده أنسب وقت أبصمه على التوكيل لما الدكتور قالنا إنه م١ت و لو حبينا نبص عليه بصة قبل ما يتغسل و يتكفن استغليت الفرصة و مسكت صباع البصمة
و من الحبر على ورقة التوكيل على طول و الإمضة سهلة و أهو كله بالحب و الفلوس بتمشي كل حاجة
خلع المحامي عويناته و وضعها أمامه فوق الأوراق ليخبره
اعتبره اتعمل و بتاريخ قديم من شهر كمان و عشان تضمن إن أخوك ما ياخدش و لا مليم هايبقي توكيل ببيع للنفس بس بشرط
هز الأخر رأسه بسعادة و أجاب
عينيا ليك يا متر أؤمر
كالضبع الذى يأكل ما تبقي من السبع أجاب بدهاء
هاخد محل من فروع السلسلة و أتنين ميلون جنيه غير دول
و أشار إليه بعينيه نحو حقيبة النقود و بدون أن يتردد أجاب
موافق بس يوسف ابن رقية ما يطولش و لا مليم
يا أبتاه ماذا أفعل بعد رحيلك في هذه الحياة يا أبتاه أنت ظهري
و من ألجأ إليه من أذي الناس و ۏحشية الحياة.
يجثو على ركبتيه أمام قپر والده و جواره قپر والدته دموعه تتساقط كالغيث الذى هطل على
متابعة القراءة