" ما هو الشي الموجود في" أجسادنا ولايوجد في جسد سيدنا ادم عليه السلام
عبادتنا، إذًا ما المقصود من عبادتنا؟
والجواب: إنَّ الله عز وجل يحبّ أنْ تظهر أسماؤه الحسنى، يحبّ أنْ يظهر كرمه ورحمته، جبروته وقوته وحلمه، وكيف تظهر أسماء الله الحسنى دون مخلوقات؟ فخلق الخلق لتظهر أسماؤه.
سجود الملائكة لآدم عليه السلام
أخبر الله ملائكته بإرادته أنه يريد أنْ يجعل خليفة في الأرض، ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ فكان جواب الملائكة ﴿قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾، يا رب تريد أن تخلق من يفسد كما فعلت الجن سابقًا؟
والسؤال الآن: هل هذا اعتراض من الملائكة على إرادة رب العالمين؟
والجواب: حاشاهم أن يعترضوا على أمره سبحانه وتعالى، ولكنهم سألوا الله لسببين:
- أنهم عاينوا سابقًا ما فعل الجن في الأرض من الإفساد العظيم.
- خوفهم من قبيل الاستفهام حول تقديسهم لله، هل قصروا في التسبيح والتحميد فأراد الله استبدالهم؟ فأجابهم الله بقوله ﴿أعلم مالا تعلمون﴾ سيكون هذا المخلوق مختلف عن الجن، أما عن تقديسكم لي وتسبيحكم فأعرفه، لكني أخلق لهدف آخر.
ثم إن الله عزوجل قال للملائكة ولإبليس سأنفخ فيه الروح ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾، طبعًا كان الأمر للملائكة وأيضًا أمرٌ مخصوص لإبليس بالسجود عند نفخ الروح ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾.
فأصبح الملائكة يتهامسون فيما بينهم: (فليخلق الله ما أراد أن يخلق، فلن يخلق خلقًا إلا كنا أكرم عند الله منهم وأعلم).
كيف خلق الله آدم عليه السلام
- لما أراد الله خلق آدم أرسل الملائكة إلى الأرض، فقبضوا قبضة من كل أرجاء الأرض، كما في الحديث: «إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ مِن قبضةٍ قبضَها مِن جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، فجاءَ منُهمُ الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلِك والسَّهلُ والحَزْنُ والخبيثُ والطِّيبُ».
- من أجل هذا كان التنوع في ألوان البشر والاختلاف في طبائعهم، فكما أنّ الأرض فيها الطيب وفيها الخبيث، فيها السهل وفيها الصعب، كذلك البشر فيهم الطيب وفيهم الخبيث، منهم السهل ومنهم الصعب، منهم الكريم ومنهم اللئيم، بحسب اختلاف طبيعة الأرض التي خلقوا منها.
- ابتدأ تشريف البشر بخلق الله آدم بيده، يقول الله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾، فكرم اللهُ الإنسان ورفع منزلته وقدره، وفيه لطيفة: (بأنك يا ابن آدم مخلوق بيدي، فأكرم نفسك باتباع أوامري)، وخلفه على أحسن صورة:
- بدأ من تراب، بُلِّل فأصبح طينًا، ثم بُلِّل فأصبح طينًا لازبًا متلاصق، ثم تُرِك هذا الطين حتى جفّ فصار صلصال، ثم ترك فترة طويلة ما يقارب 40 يوم كما يقول ابن عباس رضي الله عنه، ثم نفخت فيه الروح.