ظننته لصاً

موقع أيام نيوز


متى سنلتفت إليها كي نرضيها.. ونخاف ان نصارحها انه الوقت فات على ذلك. 
فاستغربت كيف للص ان يقول كلاما عميقا كهذا. وهدوئه ورزانته شككتني ان يكون كذلك. 
فطلب مني ان احدثه عني نفسي. وماقصتي بالضبط. وكأنه فتح لي بابا واسعا كي ادخل منه وألتجيء لشخص اخيرا حتى وان كان غريبا يسألني فقط عن نفسي. 

مرت ايام وايام ولم يتوان الفتى قط ولو ليوم كي يقدم للفندق ويسأل عن احوالي واوضاعي. بعد ماقصصت له عن كل حكايتي.. وإهتمامه بي بعد ذلك لم افهمها منه هل هي شفقة وإستعطاف ام انه شعر بشيء نحوي كما فعلت انا. 
حتى ذات يوم دق الباب على غرفتي. وعند فتحه قدم لي صاحب الفندق مفتاح كبير موضوع على صينية نحاس بها رسالة. وانحنى لي كي ألتقطها منه وهو يقول.. 
سيدتي الفندق اصبح ملكا لك من الان وصاعدا.. ضننتها مزحة منه في تلك الاثناء حتى اثبت لي العكس بعقد الملكية المكتوب على كنيتي وإسمي. 
صعقټ لحظتها وانا امسك بالرسالة ويداي لايكادان ان يفتحاها لأقرأ محتواها. 
هي حقيقة صدقي ذلك عزيزتي. الفندق اصبح من الان ملكا لك. وسيرمم من الغد حتى يكون وضعه احسن من ذلك. قومي بترتيبه وتزيينه على طريقتك. ضفي لمستك الانيقة عليه. وبعدها قومي بإستظافة إلا الاشخاص المناسبة للمكان الجديد . 
اما عن تهمتك لي باللصوصية فأنا لست كذلك. بل انا لص لبضع السويعات حتى امنحها لنفسي فقط. فانا ياعزيزتي اكون في حقيقة الامر سوى إبن سلطان المدينة. إبنه الذي تمنى من قلبه ان يكون إنسانا حرا مثلك حتى ولو عاش ما عشته تماما. فهناك حياة صدقيني اسوء مما رأيتها بكثير في حياتك كلها. 
وفي الاخير. سأجيبك عن سؤالك الذي يدور في خوالجك.. نعم احببتك كما احببتني واكثر. ولكن هذه الفترة سأغيب فيها عنك. قد تطول او تقصر المدة. على حسب الظروف. تمني لي فقط من قلبك ان اعود بسلامة.. وداعا انتبهي على نفسك.. اللص الذي احبك بكل جوارحه.
ومنذ ذلك الوقت وانا انتظر ذاك اللص الذي سرق قلبي بدون رحمة كي يعيده إلى جسدي ولم يعد. فرغم المال الوفير الذي اصبحت اجنيه من الفندق. وعودة عائلتي للعيش معي. إلا انني مازلت افتقده. وافتقده بكل قوة مشاعري التي تطلبه بإلحاح شديد.

تم نسخ الرابط