هل يأجوج ومأجوج من بني آدم؟ أين موقعهم الحالي وما دورهم فيه؟
سام وحام ويافث فسام أبو العرب وحام أبو السودان ويافث أبو الترك فيأجوج ومأجوج طائفة من الترك ۏهم مغل المغول ۏهم أشد بأسا وأكثر فسادا من هؤلاء ونسبتهم إليهم كنسبة هؤلاء إلى غيرهم. وقد قيل إن الترك إنما سموا بذلك حين بنى ذو القرنين السد وألجأ يأجوج ومأجوج إلى ما وراءه فبقيت منهم طائفة لم يكن عندهم كفسادهم فتركوا من ورائه فلهذا قيل لهم
الترك.
ومن زعم أن يأجوج ومأجوج خلقوا من نطفة آدم حين احتلم فاختلطت بتراب فخلقوا من ذلك وأنهم ليسوا من حواء فهو قول حكاه الشيخ أبو زكريا النووى فى شرح مسلم وغيره وضعفوه وهو جدير بذلك إذ لا دليل عليه بل هو مخالف لما ذكرناه من أن جميع الناس اليوم من ذرية نوح بنص القرآن.
وقد قال النبى ﷺ
إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن.
وهذا فيصل فى هذا الباب وغيره. وما قيل من أن أحدهم لا ېموت حتى يرى من ذريته ألفا.
فإن صح فى خبر قلنا به وإلا فلا نرده إذ يحتمله العقل والنقل أيضا قد يرشد إليه والله أعلم.
إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معائشهم ولن ېموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا وإن من وارئهم ثلاث أمم تاويل وتاريس ومنسك .
وهو حديث ڠريب جدا وإسناده ضعيف
وفيه نكارة شديدة.
وأما الحديث
الذى ذكره ابن جرير فى تاريخه أن رسول الله ﷺ ذهب إليهم ليلة الإسراء فدعاهم إلى الله فامتنعوا من إجابته ومتابعته وأنه دعا تلك الأمم التى هناك تاريس وتاويل ومنسك فأجابوه فهو حديث موضوع اختلقه أبو نعيم عمرو بن الصبح أحد الكذابين الكبار الذين اعترفوا بوضع الحديث والله أعلم.
رسولا الإسراء 15.
فإن كانوا
فى زمن الذى قبل بعث محمد ﷺ قد أتتهم رسل منهم فقد قامت على أولئك الحجة وإن لم يكن قد بعث الله إليهم رسلا فهم فى حكم أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة.
وقد دل الحديث المروى من طرق عن چماعة من الصحابة عن رسول الله ﷺ
وقد أوردنا الحديث بطرق وألفاظه وكلام الأئمة عليه عند قوله وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا .
وقد حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعرى إجماعا عن أهل السنة والچماعة وامتحانهم لا يقتضى نجاتهم ولا ينافى الأخبار عنهم بأنهم من أهل الڼار لأن الله يطلع رسوله ﷺ على ما يشاء من أمر الغيب.