قصة رد الجميل
المحتويات
كان يا ما كان في قديم الزمان أن ملكا خرج إلى الصيد في
غابته فألقى القبض على رجل بري بدلا من صيده المعتاد. أخذ
الملك هذا الرجل البري إلى قلعته وحپسه بغية السلامة في
سجن تحت الأرض. ثم أعلن أن كل من يجرؤ على إطلاق سراح
الرجل البري عقوبته المۏت.
تحت غرفة نوم أصغر أبناء الملك. وكان الرجل البري لا ينفك
يبكي ويئن مطالبا بإطلاق سراحه وكان لهذا النحيب الذي لا
يتوقف أن يثير في النهاية حفيظة الأمير الشاب فنزل ذات ليلة
وفتح باب السچن وأخرج السجين.
وفي الصباح دهش الملك والحاشية والخدم لعدم سماعهم
أصوات العويل المعتادة التي كانت تصدر عن السچن فنزل
ما حصل لأسيره. وحين وجد الزنزانة فارغة استشاط ڠضبا
وطلب بشدة من يفترض أنه قد عصا أوامره وأطلق الرجل البري .
أما أفراد الحاشية جميعا فقد أصيبوا بالهلع لمرأى الڠضب على
محيا الملك فلم يجرؤ أحد منهم على أن ينبس ببنت شفة ولو
كانت التأكيد على براءتهم. غير أن الأمير الشاب ابن الملك
تقدم في النهاية واعترف بأن بكاء المخلوق البائس المثير للشفقة
كان يزعجه طيلة النهار والليل مما دفعه في آخر الأمر إلى أن يفتح
له الباب. وحين سمع الملك ذلك جاء دوره في الأسف إذ وجد
نفسه مجبرا على معاقبة ولده بالمۏت أو نقض ما سبق له أن أعلنه .
واضطرابه أتوا وأكدوا لجلالته أن الإعلان يكون قد نفذ فعلا إذا
سر الملك كثيرا لإيجاد هذا المخرج من المعضلة وأمر ولده
بأن يغادر البلاد فلا يعود إليها قط وأعطاه في الوقت ذاته كثيرا
من رسائل التوصية إلى ملك مملكة نائية ووجه واحدا من خدم
البلاط كي يمضي مع الأمير الشاب ويقوم على خدمته. وعندئذ
انطلق الأمير البائس وخادمه في رحلتهما الطويلة.
وبعد فترة من السفر ظمئ الأمير ومضى إلى بئر رآه
دلو أو أي شيء آخر لمتح الماء مع أن البئر كانت ممتلئة .
وحين رأى الأمير ذلك قال لخادمه أمسكني من عقبي
الخادم كما قال له.
حين أروى الأمير ظمأه وأراد أن يرفع رفض الخادم قائلا
الآن أن ألقي بك في الجب وسوف أفعل ذلك ما لم
ومكانتي. فأكون الأمير من الآن فصاعدا وتكون خادمي.
بوسعي
رأى ابن الملك أنه قد وضع نفسه بغباء في قبضة الخادم فوعد
بتنفيذ كل ما طلبه ورجاه أن يرفعه وحسب .
غير
أن
بفظاظة عليك أن تقسم يمينا معظما ألا تفوه
بكلمة لأي كان
عن المبادلة التي سنقيمها.
وبالطبع فإن الأمير الذي لم يكن بوسعه أن يفعل شيئا أقسم
اليمين في الحال فرفعه الخادم وتبادلا الملابس. فارتدى الخادم
الشرير ثياب سيده الفاخرة وامتطى حصانه وانطلق في رحلته
في حين تنكر الأمير المنكود في ثياب خادمه وراح يسير بجانبه.
مضيا على هذه الحال إلى أن