قصة رد الجميل
حتى ارتفع
الحمام ارتفاع غيمة في السماء ثم اختفى في قمم الأشجار .
فكر الأمير في نفسه لا شك في أن هذه المهمة يائسة على
الرغم من جرسي السحري الصغير لأن الحمام سرعان ما يبتعد
فلا يسمعه.
ولذلك جلس الأمير من جديد على الشجرة الساقطة وراح
يندب حظوظه العائرة ومصيره البائس.
غير أنه لم يكد يبدأ النوح حتى برز الرجل البري ذاته من بين
الأجمات وسأله عما أحاق به من بلية جديدة. فروى له الأمير
قصته الحزينة. وما كان من ذلك المخلوق إلا أن أعطاه جرسا
ثالثا وقال حين ترغب في أن يعود الحمام إلى أقفاصه ما عليك
سوى أن تقرع هذا الجرس الصغير. وهذا ما حدث بالفعل
حوله. فرجع إلى حدائق القصر وأعاد الحمام إلى أقفاصه المختلفة
دون أي عناء.
هذه المرة كان حشد غفير قد اجتمع منتظرا عودة الخادم
المذهل لأن أخبار مواهبه العجيبة كانت قد شاعت. وكان على
رأس ذلك الحشد الملك ذاته.
وحين تم التأكد من وجود الحمام إلى آخره تقدم الملك من
الشاب وهدر قائلا من أنت حقا حتى تقدر أن تفتن وحوش
البرية وطيورها.
فقال الأمير ما دمت تطالبني بالحق أيها الملك فليس
أمامي سوى أن أطيع. وسوف أخبرك بكل شيء. وروى الأمير
عندئذ كيف عصى الملك والده فنفي إنقاذا لحياته وكيف غدر
من الشړاك التي نصبها له الخادم الشرير .
وحين سمع الملك كل هذا بهت وتعجب غاية العجب .
وأمر في الحال أن يلقى بالخادم المفضوح في سجن تحت الأرض.
أن أحدا لم يسر بانقلاب الحوادث هذا كما سرت ابنة الملك
التي كانت قد وقعت خفية ليس في حب الأمير الضيف الذي
كان الجميع ينتظرون زواجها منه بل في حب خادمه الوسيم
واللطيف والغامض. أما ما طلبه الأمير من الملك هدية زفاف
فكان إطلاق جميع البهائم الحبيسة في الجنائن الملكية .
وعاش الأمير والأميرة في هناء مديد. وحين قضى الملك
حموه ترك لهما معا مملكته وكنوزه جميعا.