لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
يفضل جوا بوقك بلاش فضايح مش هكرر كلامي تاني .
هدى حاضر.
بعد مرور بضع دقائق هبط عمران إلى أسفل وتقدم بخطوات ثابتة نحو مكتبه ثم دخل وأغلق الباب خلفه أقترب من مقعده وجلس عليه مقابل زوج شقيقته أستند بيديه على المكتب وهو يقول بهدوء
طمنى عملت اللى قولتلك عليه.
مد رامى يديه بملف فأخذه الأخر منه ليتفحصه بدقة
فأتاه صوت الأخر يقول
متقلقش أنا ورجالتي وصلنا للزفت عزوز وحبسناه فى مكان محدش يعرفه لأن لو وديته السچن الخونة هيقدروا يهربوه .
تنفس الأخر بأرتياح وهو يغلق الملف بعد ما حصل على تلك المعلومات التى كان يبحث عنها ليقول بغموض
نظر إليه رامى بعدم فهم ليقول
هى مين دى اللى هتاخد حقها منه.
أجابه عمران وهو يتذكر هيئة فيروزة التى ألمته فقال بحزن أنسانة غالية عليا ولازم أجيب حقها من الحقېر رائف هخليه يتمنى المۏت وميطلهوش هعذبه زى ما عذبها وبعدها هبقى أنهى روحه بس لما أفش غليلي منه الأول.
فى الجامعة وتحديدا كلية الهندسة وأمام مدرج ٣ كانت تجلس روفيدة على السلالم تشرح إحدى المسائل المستصعبة ل لارين و سهر الذين كانوا ينصتون إليها بشدة أنهت حديثها بأغلاق تلك الملزمة ثم قالت
من تانى.
نظرت إليها سهر قائلة بذهول
لا دا كدا تمام أوى مكنتش أعرف أنك بالشطارة دى ياروفيدة بجد أبهرتيني.
تحدثت لارين بأبتسامة هادئة فقالت
ماشاءالله عليكي يافوفة جايبة الشطاردة دى كلها منين شكلك كدا بتاخدى كورسات برا.
ضحكت روفيدة بخفة وهى تجمع شعرها على جانب ثم قالت ببعض من الغرور وهى تشير بأصبعها عن نفسها
جيبها من العبد لله وبعدين ياست لارين هو فى أصلا كورسات للمواد بتاعتنا دى ده لولا شرح الدكتور كنا اتسوحنا.
أنا كدا خلاص ضمنت أني هنجح السنادى وبتقدير كمان .
قطبت لارين حاجبيها قائلة
أقتربت سهر من روفيدة وهى تضع ذراعيها على كتفها لتقول مش أحنا معانا روفيدة يبقى خلاص اطمني أننا هننجح أنتى مش شايفة شطارتها وذكائها يابنتي.
نظرت إليها روفيدة بطرف عينيها ثم قالت بهدوء
ياخوفي يافواز ياخويا من ثقتك الزايدة دى لأحسن نسقط كلنا.
أردفت سهر بكل ثقة ووقار الثقة فى
الله نجاح.
بعد ثوان أقترب منهما صديقاتهم إحدهم تدعى ياسمين والأخرى تدعى هند كانتا يرتديان ملابس خادشة لا تليق بفتاة جامعية همست سهر بأذن روفيدة قائلة بضيق
استغفرالله هما ايه اللى حدفهم علينا الساعة دى هى ناقصة تناحتهم.
مدت هند يديها لتلقى السلام عليهن ثم دنت من روفيدة وهى تقول بأبتسامة مصطنعه
ايه الشياكة والأناقة دى يافوفة دول شباب وبنات الجامعة معندهمش كلام غير على لبسك الحلو والقيم.
رددت عليها روفيدة بكل هدوء
وليه يتكلموا على لابسي أنا على فكرة اللبس بتاعي شكله عادى جدا وكمان مناسب للكلية ف مش محتاج كل الهيصه اللى بتقولي عنها .
رمقتها الأخرى من مقدمة رأسها إلى أسفل قدميها ثم قالت بغيرة الصراحة هو يستاهل أن يتعمل عليه ضجة لأن شكله غالي أوى ومخلى ليكى قيمة.
تحدثت هذة المرة سهر وقالت بضيق
والله ياهند روفيدة هى اللى محليه اللبس وبعدين أنتى مركزة أوى مع لبسها ليه !.
صمتت دون أن تجيبها فتحدثت صديقتهم الثانية ياسمين وتسألت بكل سماجة
وياترى بقا أنتى بتجيبي هدومك منين ومين اللى بيدفعلك أصل اللى أعرفه أن باباكى مېت مش كدا.
نظرت إليها روفيدة لتجيبها بضيق من حديثها
صحيح أن بابا مېت بس ربنا عوضني بأحسن أخ فى الدنيا وهو اللى بيصرف عليا ومش مخليني محتاجة أى حاجة وبعدين أحنا مش فقراء للدرجاتي أحنا الحمدلله ربنا كرمنا من وسعه .
تحدثت ياسمين بأستهزاء ومدام أنتو مرتاحين أوى كدا ليه بتدرسى فى جامعة حكومية.
أجابتها سهر قائلة پحده والله دى حاجة متخصكيش وبعدين ياأستاذة مش شرط أن كل اللى معاه فلوس وغني يدخل جامعات خاصة وده كمان لأن الجامعات الحكومية أوقات كتير بتبقى أفضل مليون مرة من الخاصة .
تحدثت هند بتوتر خلاص يابنات أهدوا كدا أحنا مش جايين نتخانق.
التفتت إليها لارين وقالت بمزيج من السخرية
والله أحنا اللى هاديين لكن معرفش أنتو اللى مالكم عمالين تفركوا حوالينا ليه.
بهت وجههم فأرتسمت شبه أبتسامة على خد روفيدة لتقول بهدوء وهى تلمم أغراضها
أنا هدخل أحضر محاضراتي يابنات هتيجوا معايا ولا ايه ظروفكم.
سحبت لارين سهر من معصهما فقالت
أستنى هنيجي نحضر معاكى.
الفصل السادس عشر والأخير
فى المساء
أستيقظت فيروزة من نومها ولكنها مازالت ترقد على الفراش تنظر إلى السقف بشرود فبدأت تلك المشاهد تتزاحم فى عقلها واحدة تلو الأخرى لتنهمر عينياها بالدموع وهى تتذكر كل ماحدث ورجائها لرائف أن يتركها وشأنها.
فلاش باك.......
لا هستفيد وجامد أوى أنتي أصلك متعرفيش حاجة.
أتسع جفن عيناه پصدمة فقد كان وقوع هذا الخبر أثر كبير على مسمعه.
أبتعد قليلا وهو ينظر إليها پصدمة ألجمته ثم قال
أنتى قولتى ايه...حامل أزاى.
تحدثت فيروزة پبكاء هو ايه اللى أزاى مش أنا مراتك فطبيعي يحصل حمل.
رائف مين قال أنك مراتي أنا فى اليوم اللى أتجوزتك فيه طلقتك فى وقتها وخليتك تمضي بكل بساطة على الورق من غير ماتخدى بالك أصل أنا ميشرفنيش أناسب حد زي أبوكى.
يعنى أنت كنت بتقرب مني فى الحړام أنت ايه يأخى معندكش لا رحمة ولا دين ربنا
ينتقم منك يارائف.
نظر إليها بضيق قائلا ماخلاص ياست الشيخة هتعملي فيها الخضرا الشريفة دا كفاية أوى أنك بنت قتال قتلة.
فيروزة أفهم بقا مية مرة اقولك أني مش بنته ليه مابتفهمش يعنى أنتقامك منه فيا ملهوش لازمة أنا مش فارقة معاه ولا مع حد يعنى لو قتلتني دلوقتي محدش هيزعل عليا ف سبني فى حالي لو مش علشان خاطري علشان خاطر أبنك اللى فى بطني ايه ذنبه
أنك تقتله هو كمان....حرام عليك يارائف بجد حرام اللى انت عملته فيا أنا مستحقش منكم كدا.
بينما هو أردف بجدية قائلا وأنا مش عايز الطفل دا لان هو أصلا جاي عن طريق ژنا واڼتقامي منه هيفرق كتير أصلك متعرفيش هو هيتوجع قد ايه لما يشوف بنته اللى من لحمه ودمه واللى كان فاكرها مېتة مدمرة قدام عينه أو بالأصح هيعيش نفس التجربة والشعور اللى مر بيه مرة لما أفتكر أنها ماټت وهى صغيرة ومرة لما يشوفها مېته قدامه وهى كبيرة.
القت نظرها إليه بعدم استيعاب قائلة
أنا مش فاهمة
أنت تقصد ايه بكلامك دا.
رائف ببرود أنك أنتى هى نفسها كارما يعنى يافيروزة أنتى بتكونى بنت عامر..........
باك..
مټخافيش أنتى هنا فى بيت بابا ياحبيبتي ومحدش هيقدر ېأذيكى تانى.
بينما هى وضعت يديها عن أذنيها محاولة عدم سماع تلك الأصوات التى تنبعث من داخلها فصړخت بقوة
بس بس أسكتوا مش عايزة أفتكر أى حاجة التفتت لأخيها فقالت بهستيرية وهى تبكي وتخبط على رأسها
أنيس خليهم يبطلوا أنا دماغي بتوجعني مش قادرة أستحمل مش قادرة حاسه أني ھموت من كتر الۏجع.
أمسك يديها ثم تحدث بشفقة وحزن عليها
كفاية يافيروزة كدا هتأذى نفسك فأهدى .
فى تلك اللحظة أتى عامر ونازلي ليندهشوا مما رأوا فتقدم أبيها منها وهو يقول بقلق
فيكي ايه ياحبيبتي أهدى ومټخافيش أنا هنا معاكي ومش هسيبك ابدا ياقلب أبوكي...
القلب أبعد عني وإياك تقرب مني أنت مش أبويا...تعرف أنا بكرهك...بكرهك أوى لأن أنت السبب فى كل اللى حصلي وعمري ما هسامحك..
تصنم عامر بمكانه وهو يشعر بأنه قلبه ېحترق ألما فرت دمعة هاربة من عيناه ليقول بحزن بنتي أنا.....لكنها قاطعت حديثه وهى تصرخ
أنا مش بنتك مش بنتك أفهم بقى وياريت تطلع من هنا لان مش حابة وجودك ولا عايزة اشوفك نهائيا لأن انت بالنسبالي مېت.
بنوتي الجميلة كفاية عياط وانا هعملك كل اللى انتى عوزاه بس علشان خاطر ماما أهدى وارتاحي لأنك لسه تعبانه.
ماما خليه يخرج من هنا أنا مش متحمله وجوده معايا.
نظرت نازلي إلى زوجها بأسف فكان يهز رأسه برفض لا يريد أن يترك ابنته فى هذة الحالة فاقترب أنيس ليربت على كتفه قائلا بأسى وحزن
بابا علشان خاطري تعالى نطلع برا وسيبها لحد ما ترتاح لأن وجودك هنا هيأثر عليها بالسلب.
تحدث عامر بدموع اسيب بنتي ازاى دى بقت تكرهني ياأنيس قولى هقدر أزاى ارجعها زى الأول أنا ډمرت بنتي بأيدي أنت فاهم انا بقول ايه أنا دمرتها وډمرت نفسي معاها.
هى مش واعية هى بتقول ايه فيروزة عمرها ماهتكرهك لأنها أكتر واحدة فينا متعلقة بيك هو بس اللى حصلها كان صدمة كبيرة ليها واحنا لازم نقف جنبها لحد ماتتخطى دا ونستحمل اي ردت فعل منها.
القى عامر أخر نظرة إليها ثم غادر الغرفة جلست نازلي بها على الفراش فضمتها فيروزة أكثر وقالت وهى على وشك النوم ماما ممكن ماتسبنيش لوحدي علشان انا خاېفة.
مسحت على شعرها وهى تقول بحزن
نامي ياحبيبتي ومټخافيش وأطمني أنا عمري ماهسيبك.
بعد مرور ساعتين
كان يجلس فى شرفة غرفته حزينا يضع رأسه بين يديه ولج إليه أخيه أحمد ليضع يديه على ظهره مربتا عليه قائلا لعله خير ياعامر كله هيعدي وبنتك هترجع أحسن من الأول إن شاء الله.
صمت قليلا ثم أردف بصوت متحشرج بأثر الدموع
أخذت الدموع تتساقط من عيناه ليكمل پقهر
أنا اسوء أب فى الدنيا مفيش أب يعمل فى بنته كدا ولا يوديها للمۏت برجليها أنا موجوع اوي ياأحمد ومش قادر اتخطى اللى حصل تعرف أنا نفسي أخدها فى حضڼي واقولها حقك عليا ياقلب أبوكي والله حقك عليا متزعليش بس مش عارف اقربلها واخدها فى حضڼي وأشبع منها .
أول مرة اشوفك ضعيف بالشكل دا ياعامر طول عمرنا ياخويا بنستقوي بيك
عيزاك تفوق وترجع الجبل اللى عمره ماكانت تهتز له شعريه علشان تجيب حق بنتك وأوعدك أني هكون
اول واحد هيقف معاك زى ماتعودنا من واحنا صغيرين أننا ايد واحدة وهنفضل طول عمرنا سند لبعض.
نظرت إليه بعيون ممتلئة بالدمع لتقول بصوت مهزوز
عمران
...فأرتمت بين ذراعيه وقالت باكية
انت ليه سبتني مش قولتلك ماتسبنيش ياعمران ليه خلتني معاهم ومشيت أنا مكنتش عايزة حد معايا غيرك أنت.
أحتواها بقوة بين اضلعه ليقول بحنان
أنا أسف حقك عليا مش هسيبك ابدا مهما حصل ياقلب عمران.
فسمع صوتها الباكي الذى ألمه تقول
مهما حصل ماتسبنيش أرجوك.
اوعدك اني مش هتخلى عنك ولا هسيبك.
بعد خضون دقائق....
نظرت إليه بحزن قائلة بأرهاق
مش عايزة أكل ممكن تعرفني فين الأوضة اللى هنام فيها لأن انا تعبانه ومش قادرة أقف.
أخذها من يديها ليدخلها غرفتها ثم قال وهو يشير على الدولاب
بصي دي ياستي أوضتي وهتلاقي فى الدولاب دا هدوم بتاعتي حاولي تخرجي
متابعة القراءة