روايه فاطمه منقوله

موقع أيام نيوز


ومصلحتك وزفت أنا عارف مصلحتي كويس أوي ومستعد أضحى بحياتي كلها في سبيل عيلتي تعيش في أمان ماتكنش مھددة من أي جهة لكن حضرتك ظابط وبتعمل شغلك ومستني الترقية اللي هتم في أخر العملية قول للي تبعك ده لازم اخرج دلوقتي محتاج أودع أهلي لآخر مرة قبل ما أسافر مش عارف مقدر لنا نلتقي تاني ولا لأ
شعر حمزة بالخجل من حديثه فهو محق بكل كلمة قالها واخبره بحالة والدته عندما تسرب لها خبر ۏفاته شلت الصدمة حواسه وبعد لحظات قال سليم پغضب جامح
أمي لا... ماتفقناش كمان أن عيلتي تدخل دايرة اللعبة حياة أمي في خطړ وكل ده بسبب انانيتكم يا سيادة الرائد أهلي خط أحمر لازم يعرفوا دلوقتي أن بخير وأنا رايح بنفسي ومافيش داعي تكلف حضرتك بحراسة أنا مش ههرب من وعدي نتقابل في المطار في الميعاد سلام يا حمزة بيه

أغلق الهاتف وجذب حياة من رسغها وابعد الضابط من أمامه ليستقل سيارة ريان التي لا زالت بحوذته يستقلها وجلست حياة جانبه لينطلق إلى حيث المشفى..
في ذلك الوقت وصلا سراج المشفى وظل بجوار أسر الذي كان في حالة إعياء شديدة وج سده ينتفض يرتجف عندما وجد صديقه أمامه عانقه بقوة وهو يهتف بلوعة
سليم يا سراج سليم ماټ اخويا ماټ ومعتش هشوفه تاني
انسابت دمعة سراج هو الآخر رغم معرفته بكذب ذاك الخبر ولكنه محتفظا بالوعد الذي قطعه على نفسه أمام سليم بعدم معرفة أي شخص مهما كان الأمر جلل..
دلف عليهم سليم بثباته جذب شقيقه إليه وهو يشدد في عناقه قائلا
أجمد يا أسر اخوك لسه على وش الدنيا أياك تتهز
صدمة شلته وجعلته يفقد القدرة على النطق ليخرا ج سده ويسبل عينيه في سقوط أرعبهم ولكن قبل أن يسقط أرضا منعه سليم من الارتطام 
وصړخ سراج مناديا لطبيب يتفحصه فهو منذ علمه بالخبر المشئوم وهو في حالة من التشتت والتحيه
ولكن لم تستمر فرحتها بعدما شاهدت أسر فاقدا الوعي وتم نقله لغرفة بالمشفى.
بعد أن أطمئن سليم على وضع شقيقه ترك الغرفة ليذهب إلى والدته داخل غرفة العناية ارتدا ثياب التعقيم ودلف لداخل وقف عند فراشها يطالعها بحزن بسبب ما مرت به من لحظات قاسېة عليها عندما وقع الخبر كسهم مسمۏم أصاب فؤداها وجعلها طريحة الفراش الان لا حول ولا قوة لها ج سد ساكن تكاد تنبض نبضاتها معلنة عن أنها لا زالت في تعداد الأحياء.
جلس على ركبتيه بجانب رأسها ودنا منها يهمس بصوته الدافئ
أمي.. أنا بخير أنا قدامك يا روح قلبي وبين أيدك دلوقتي أنا أسف يا حبيبتي على الخبر اللي سمعتيه أوعدك هحافظ على نفسي وأن شاء الله أرجعلك تاني سامحيني يا قلبي لازم أبعد لازم أسافر في حياة ناس كتير متعلقة في رقبة أبنك وماحدش هيخلصهم غيري
لم تشعر به مغمضة العينين ساكنة بعالم أخر انهمرت دموعه ودنا منها يق بل جبينها ثم نهض واقفا مستعدا لمغادرة المشفى بعدما ودعهم وأخبر أسر أن يهتم بوالدته وطلب من سراج أن يقص على أسر ما هو يصارعه الان من أجل كيان عائلتهم وان يظل بجوار أسر ويهتم بالعمل داخل مجموعة السعدني ثم عانقهم ورحل وهو ممسك بيد زوجته ظل أسر واقفا مكانه يطالع ظهر شقيقه الذي يبتعد عنه رويدا رويدا إلى أن أختفى طيفهم عن الانظار أجلسه سراج بركن بعيدا يحدثه عن الخطړ الذي زرعه والده وعلى سليم

أن يذهب ويزيل هذا الخطړ..
حل المساء وتقابل سليم مع كرستين وباسل داخل المطار كرستين التي لم تتمالك نفسها في الركض إليه وعناقه وسط ذهول من باسل وحمزة وطأطت حياة رأسها خجلا من تصرف هذه الفتاة فتلك لم تكن المرة الأولى التي تقابله بحميمة كذلك.
تسمر سليم مكانه ولم يبادلها العناق بلا أكتفى بأنه ربت على كتفها وقال بهدوء
أنا بخير لا تقلقي كريست
ابتعدت عنه وهي تبتسم له ثم اقتربت من حياة تقبلها برقة وتعتذر عن ما بدر منها وأوضحت لها بأنها كانت مفتقداه وذاك الخبر جعلها حزينة من أجله ولم تستطع السيطرة على نفسها بادلتها حياة الابتسامة لكي يمر الأمر رغم أنها تكبح ڠضبها وغيرتها بسبب تصرف الفتاة الأحمق ودت لو لقنتها درسا تخبرها بأنه زوجها وحدها ولا يحق لها التطلع إليه ودت لو وضعت يافتة وخطت عليها بأنه ملك لها ممنوع الاقتراب منه.
أنت وحدك إللي خاطفة قلبي وسكناه وممنوع دخول لاجئين قلبي وحياتي وعمري كله ملكك أنت وحدك يا حياتي.
اقلعت الطائرة الخاصة من مطار القاهرة الدولي إلى مطار برلين لتبدا المهمة...
الفصل الثامن عشر
داخل المشفى.
جلس سراج بجانب أسر يقص عليه حقيقة سفرسليم وما دفعه لفعل ذلك ولما تعرضت حياته للخطړ قبل تلك الحاډث عدة محاولات اودت بالفشل ولكن تم إصابة هو بدلا عن شقيقه.
سرد له كل شيء عرفه من سليم وعن المذكرات التي تركها والده كل ذلك تحت نظرات أسر الصاډمة عينان متسعة مندهشة جاحظة تكاد تخرج من بؤبؤتها أثر الفجعة الغير متوقعة.
بعد لحظات أستغرق فيها أسر أستعابه همس بصوت مبحوح
بابا أنا يطلع منه كل ده أبويا اللي عشت عمري كله شايفه بطل وقدوة ومافيش حد في الكون زيه يطلع بال..
صمت ثواني وعاد يسترسل حديثه بحزن وإنكسار
لوى ثغره بضجر وقال
حتى الكلمة اللي كنت بفتخر اقولها بقت مش قادرة تطلع من بوقي يا سراج أنا حاسس أني في حلم لا حلم أيه انا حاسس اني في كابوس ونفسي اصحه منه بقى.
اشفق سراج على حالة صديقه وكم الۏجع الذي يشعر به ويتسلسل داخله ربت على كتفه وقال في حنو
أسر انت راجل ولازم تكون قد المسئولية سليم سافر وربنا معاه واحنا لازم ننزل نباشر الشغل ومانوقفش عمل الناس في المجموعة محتجالنا الشركة دي بتاكلنا كلنا عيش ولازم نحافظ عليها زي ما سليم كان دايرها صح نكمل مشواره وربنا يرجعه بالسلامة دلوقتي انت هتفضل جنبك والدتك يوم ولا اتنين وترجع الشغل مافيش كسل من انهاردة وعشان حياة سليم الخبر ده هيفضل بنا
طالعة بنظرات حزينة ضائعة وهمس قائلا بحزن عميق 
سليم هيرجع مش كده
ربت على كتفه برفق وقال بصدق
ان شاء الله هيرجع وربنا هينصره ونخلص من الکابوس ده..
في ألمانيا..
هبطت الطائرة ب مطار برلين الدولي وبدء باسل وكرستين في الترجل أولا لتأمين المغادرة من المطار وفي غضون دقائق ترجلاسليم وحياة خلفهم
غادروا المطار سريعا مستقلين جميعهم سيارة كانت تنتظرهم متوجهة بهم إلى شقة سكنية تحت تأمين الشرطة الفيدرالية.
عندما صعدوا الشقة ات إلى كرستين اتصالا هاتفيا يدعوها لمركز الشرطة الان ومعها الرائد باسل
على الفور لب نداء العمل وتركوا سليم وحياةداخل الشقة. 
زفر أنفاسه بضيق وجلس أعلى الاريكة وضع رأسه بين كفيه ونظر أرضا في حزن. 
جلست حياة بجواره وسحبت كفيه إليها لتجعله ينظر لها وجدت مقلتيه العسليتين انطفى بريق عسلها وجف ينوعها وكساهم جمر متوهج مشتعل بحمرة غاضبة ممزوجة بحزن دفين 
تعلم بما يدور داخله من حزن وقلق وتوتر على حالة والدته وحالتهم هنا تعلم أيضا أنه يسارع من أجل السلام وبقاء عائلته حوله ويا ليتها لا تعلم بأنه على أستعداد دفع حياته الثمن لكي تتحرر قيود الماضي وتنفك الاغلال المتسلسلة حول عنقه. 
الجبل الصامد عصفت به الرياح من كل جانب حتى شعر بأهتزاز الأرض حوله ولم يعد ثابتا مكانه على أرض صلبة 
تشعر به قبل أن ينبس بشفه كلمة عيناه تصرخ بالكثير وعينها بحر يغدقه بالأمان سماء صافية يسبح في فضاءها الشاسع بستان أخضر يزدهر حوله هي وحدها القادرة على رسم أبتسامة في عز لحظات الضعف والانكسار عيناها تشع بالأمل والصمود والمثابرة يديها الرقيقتين تحاوط كفيه بنعومة ورفق تجعله يذوب بها عشقا ويتوغل داخل أوردتها فهذه الفتاة ليست كغيرها ملاك على

داخل قصر الكابو
بعد ليلة حافلة قضاها في الإحتفال بانتصاره وتنعم بين أحضان العاھړات فهو لم يتزوج إلى الآن رغم تجاوز عمره الخمسون عام لكنه رفض الزواج لكي لا يظل شبح الماضي يلاحقه لديه عقدة طفولة لم يتخلص منها بعد بسبب ما فعله والده ووالدته معا بعد ليلة عشق صاخبة تمت في رومانسية حالمة تعج بعزفها المنفرد على أصابع البيانو ورقصة خاصة تتوهج بمشاعر فياضة من التلاحم الج سدي وتتوق والدته ابيه أسفرت تلك الليلة السوداء عن حمله وأصبح منبوذا عند ولادته يلقبه الجميع كما قال عنها والدها عندئذ أتت إليه تزف له ذاك الخبر التي كانت تظن بأنه سيتزوجها بعد معرفة بحملها في رحمها طفلا منه ولكن حطم والده آمالها منذ تلك الليلة السوداء كما أسماها هو نتيجة ش هوة خطأ لم يقترفه ولا ذنب له بذلك ولكن عاش طوال عمره بسبب أنتقام أهوج تخلى الاب عن ولده البكري وظل كما هو في الخفاء عاش عمره في الظلام الدامس لم يشعر بوجوده أحد ټعذب كثيرا وعان مرارات فاجحة ولا زالت چروح الماضي ټنزف دما ولم تلتئم بعد حتى بعدما فاز بمنصب الزعامة لم تدخل قلبه الفرحة العارمة التي كان يتتوق لها لهفة وشوقا في تحقيق أنتصارا ذاتيا وعند مقټل ابن شقيقه غاص في بحر المحرمات لعله يجد نفسه بين الساقطات العاھړات اللاتي أخذ لقبهن وهو طفل صغير عندما كان يشار إليه يهتفون بأنه ابن طفلا غير شرعي رفض والده الاعتراف به وهذا ما جعله يجن جنونه عڼيف قاسې القلب متحجر يوهج مثل النيران التي تلتهم بالسنتها المسترعة تقضي على كل من يقترب منها. 
أنسدلت دمعة فاترة من داخل مقلتية الزرقاء التي ورثهما عن والده كلما نظر لنفسه داخل المرآة يجد شبح والده أمامه يحاول أخفاء ملامحه بشتى الطرق لكي لا يتذكر والده يريد مح صورته كما محى أسمه من الوجود يظل دائما مرتديا النظارة السوداء لكي تحجب الرؤية عن زرقاويتيه يرتدي قبعات أعلى رأسه وظل محتفظا بها رغما أنه يصبح شبيه والده أكثر ولكنه أراد أن يثبت للعالم أجمع أنه كبير عائلةمارتن الطفل الذي نقمه والده عند ولادته أصبح اليوم يمتلك أسطورة ألبرت مارتن وحده وهو الاحق بكل ذلك. 
محى دمعته التي خانته پغضب فهو لم يذق ذلك الشعور من قبل شعور بالضعف والاستسلام لقد قضى سن المراهقة خلف القضبان الحديدية عندما أوقع نفسه في چريمة سړقة والشرطة امسكت به ووضعته بالأحداث وذهبت والدته تستنجد ب ألبرت الذي تركه يعاني داخل سجن الأحداث عدة سنوات وأخرجه وهو في عمر الخامسة والعشرون تركه يقضي عشرة أعوام خلف القضبان وتوفت والدته بسبب حزنها على فراقه قسى عليه والده كثيرا ذاق مرار الحياة وحده لم يحنو عليه
 

تم نسخ الرابط