قصة اعترافات ساح0رة تائبه كامله
ﻟﻦ ﺃﻛﺬﺏ ﺇﻥ ﻗﻠﺖ ﺃﻧﻲ ﺃﺻﺒﺖ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ.. ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺧﺸﻰ ﺃﺣﺪﺍ ﻭ ﺃﺣﻘﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻤﺎﻟﻲ ﻭ ﺧﺪﻣﺎﺗﻲ ﻭ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺻﺮﺕ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ وﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﻋﻠﻰ ﻭ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻋﻘﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺃﺑﺪﺍ
لكل شيء ثمن···
هكذا علمتني الحياة، فلا تستغربوا إذا عرفتم أنني أم لخمسة رجال أفنيت عمري من أجلهم منذ أن كانوا صغارا حتى كبروا وتعلموا فنون الحياة والاعتماد على النفس، ثم فانسحب كل واحد منهم ليستقل بحياته الأسرية حتى خلا البيت منهم جميعا، ثم تركني والدهم ورحل هو الآخر إلى جوار ربه، وبقيت وحيدة ومنسية·
فقد انفض الجمع ولم يعد أحد منهم محتاجا إلي·
قد تسمون ما يفعله أولادي عقوقا···
بالتأكيد هو عقوق·
ولكن لماذا يعقني جميع أولادي الخمسة بلا استثناء؟
لماذا لم يجعل الله الرحمة في قلب واحد منهم على الأقل؟
أتعرفون لماذا؟
الجواب لدي···
إنه دين، نعم هو دين عليّ أداؤه، قبل أن أترك الدنيا وأرحل عنها·
أعتقد أن الله سبحانه وتعالى يحبني لذلك عجل لي العقوبة في الدنيا على كل ما اقترفته في حياتي·
لست مجنونة ولم أخرف بعد على الرغم من وصولي إلى سن الستين·
أنا بكامل قواي العقلية، أؤكد لكم أنني راضية وسعيدة لأن أولادي لا يسألون عني ولا يكترثون لي·
صحيح أنا أتأذى من ذلك لأنني أشتاق إليهم كثيرًا، ولأنني لم أقصر يوما في الاهتمام بهم ورعايتهم وتلبية كافة احتياجاتهم حتى آخر لحظة، ولكن كما قلت لكم···
الأمر دقيق ومعقد ولكنه واضح ومفهوم·
معظم الزوجات يكررن نفس الخطأ تجاه أهل أزواجهن···
ولهؤلاء النسوة أروي حكايتي لعلها تكون لهن نبراسا وضوءا يكشف لهن الحقائق التي ربما تغيب عن أذهانهن·
اسمحوا لي أن أروي حكايتي التي تتكرر باستمرار دون أن ينتبه إليها أحد·
كنت فتاة جميلة ومدللـة·
لم أتعلم من أسرتي الكثير قبل الزواج·
فقد تزوجت في سن مبكر لم أستطع فيه فهم الحياة الزوجية بشكلها الصحيح·
كان زوجي وحيد أمه وله ثلاث أخوات بنات أكبر منه·
والده متوفى، وقد تزوجت أخواته وبقيت أمه تحت رعايته ومسؤوليته·
منذ بداية زواجنا لمست حب زوجي لي وتعلقه بي وانصياعه الكامل لإرادتي، ذلك كله جعلني أتصرف معه بدلال شديد·
خططت في أول الأمر لإخراج أمه من حياتنا، واصطنعت الحيل الماكرة المتعددة حتى تم لي ما أردت، وذهبت المسكينة لتعيش في بيت إحدى بناتها·
والله إني أتألم عندما أتذكر يوم رحيلها من عندنا·
كانت تبكي وهي منهارة ومحطمة، ليس لأنها ستفارق بيتها الذي سيطرت عليه ولا لأنني انتزعتها من المكان الذي سطرت فيه ذكريات حياتها مع زوجها وأولادها، ولكن لأنها ببساطة كانت متعلقة جدًا بولدها، ولا تطيق مفارقته·
توسلت إلي أن أعقل وأن أبقيها في البيت لتراه ولو من بعيد وهو رائح وغاد، ولكنني رفضت ذلك بإصرار·
منظرها الكئيب كان يستفزني وإن لم تؤذني، وإن لم تجرح مشاعري بكلمة واحدة···
أردت أن تغادر هي البيت لأكون فيه السيدة الوحيدة···
يا له من تفكير·
كم ألوم نفسي على كل ما فعلته···
كم أتمنى أن تسامحني تلك المرأة الطيبة رحمها الله·