قصة مكالمه مهمة
ذهول. كانت تبدو رائعة، وكأنها كانت تنتظر اللحظة بقدر ما كنت أنتظرها.
بينما كنت أقف هناك، مصدوما ومذهولا، أدركت أن الأيام الثلاثة التي قضيتها في القلق والحيرة، كانت مجرد سبيل لها لتحضير هذه المفاجأة السعيدة لي. كانت قد استغلت غيابي لتحضير مفاجأة لا تنسى تعوضني عن الأيام الثلاثة التي قضيتها بعيدا عنها.ثلاثة أيام من الانتظار، القلق، والشوق، كانت قد انتهت، وأنا الآن واقف أمام باب منزلي، مترقبًا ما سيحدث. وما إن فتحت زوجتي الباب، حتى تألقت أمامي بأبهى حلة. كانت تبدو كالأميرة في قصة خرافية، تستقبلني بابتسامة مشرقة وحفاوة لا توصف.
ومن ورائها، ظهر ابني الصغير، وعيناه كانتا تتراقصان فرحا. ركض نحوي بكل حماس، وأنا كالمخدر، لا أستطيع أن أفهم ما يحدث حولي. كان الدهشة تملأ قلبي، ولكنها بدأت تتحول إلى غضب. لقد كنت قلقا وكادت الظنون تأخذني يمنة ويسرة.
أخيرا، وجهت سؤالي إلى زوجتي، متسائلا عن سبب هذا التجاهل الذي كدت بسببه أن أقطع سفري وأسرع بالعودة. ردت علي بكل هدوء، ألم تتصل بوالدتك؟ كانت السؤال غير متوقع، فأجبتها بتوتر، لا أدري ربما؟ لا، لا اتصلت بوالدتك لأطمئن عليكم.
وفي تلك اللحظة، قالت شيئًا أصابني في قلبي: "رأيت كيف كان شعورك في هذه الأيام؟". لقد كانت زوجتي قد خططت لهذه المفاجأة الكبيرة لتعلمني درسًا قيمًا عن الاهتمام والحب. والدرس كان بالفعل فعالا، فقد تعلمت أن الحب والاهتمام يجب أن يكون متبادلًا، وأن القلق والشوق يمكن أن يكونان شعورًا مزعجًا.بعد ثلاثة أيام طويلة من الانتظار والتوتر، واجهتني زوجتي بحقيقة صادمة. لقد كانت تحاول على مدى الأيام القليلة الماضية، تذكيري بمدى تأثير غيابنا وصمتنا على أحبائنا. الأيام التي أمضيتها في التشويش والتساؤل، كانت نفس الشعور الذي تعيشه والدتي عندما لا أتصل بها لأيام طويلة.
مع كل يوم يمر ولا أسمع صوتها، تتنامى الوساوس في رأسها، وتتصاعد مشاعر الشوق والحنين. والدتي، تلك المرأة العظيمة التي تحتفظ دائما بالحب لي رغم غيابي الطويل، هي الآن تعاني من الشوق الذي يله0بها.
زوجتي، المرأة الذكية والصغيرة التي أحبها، لقد حاولت كثيرا تنبيهي لهذا،