فارسي
المحتويات
يدلف إلى حجرة الكشف ورأى والدته وهى تجلس على المقعد بجوار مكتبه الخاص تنتظره أقبل عليها وانحنى بابتسامة وهو يرحب بها جلس على المقعد المقابل لها وهو يقول
خير يا أمى أيه اللى نزلك وانت لسه تعبانة
أبتسمت بمكر وهى تقول
جاية اشوف عبير.. مش هى برضة جاية النهاردة
ضحك بلال ضحكة رنانة وقال
ينهار أبيض يا أمى.. طب أنا غلطان أنى حكتلك
ضحكت ثم قالت
هو انت يعنى كنت عاوز تقول.. ده انا اللى سحبت الكلام منك سحب
مال إلى الأمام وهو يقول بأهتمام
أمى الله يكرمك الناس زمانها جاية.. وأنا مش عاوز أحرجهم
ته أمه على قدمه وهى تقول
وامشى بس ..كأنى كنت قاعدة معاك عادى
أبتسم وهو يضيق
عينيه ناظرا إليها وهو يقول
طب وأيه لازمتها لما هتمشى على طول
رجعت للخلف وهى تستند إلى مقعدها قائلة
نفسى اشوف مين دى اللى لفتت نظرك يا بلال ..ده انت اتعرضت عليك بنات كتير مفيش واحدة فيهم لفتت نظرك.. وبعدين عاوزه اشوف أهلها.. أنا برضة ليا نظره
طرق الممرض الباب ودخل ووضع الملف أمام بلال على مكتبه قائلا
أدخل الحالة يا دكتور ولا استنى شوية
قالت والدته على الفور
دخلهم يابنى انا ماشية على طول
نهض بلال وجلس خلف مكتبه بينما دخل والد عبير وهو يبتسم له ويمد يده للمصافحة صافحه بلال بحرارة مرحبا بهم نظرت أم بلال إلى والد عبير تتفحص هيئته وطريقة حديثه ثم نظرت سريعا إلى الباب وهى تتابع دخول عبير متكأة على يد والدتها بنظرات متأملة متعمقة وتبادلت النظرات معهما ثم قالت لوالدتها
قالت أم عبير بابتسامة متسائلة
الله يسلمك
قالت والدته وهى تعرف نفسها
انا أم الدكتور بلال
صافحتها أم عبير بابتسامة واسعة وحياها والدها مرحبا بيما قالت أم بلال وهى تنظر إليهم
الشرف لينا .. أنا مش هعطلكوا على الجلسة .. أنا أصلى نسيت الأدوات بتاعة الحجامة بتاعتى عند بلال وقلت انزل اخدها وطالعة على طول.. أصل أحنا شقتنا فوق المركز على طول
قالت أم عبير بانتباه
هو حضرتك بتعرفى تعملى حجامة .. ده انا وعبير بنتى كنا دايخين على حد بيعرف يعملها
نظرت عبير لوالدتها بدهشة فهى لم تسمعها يوما تسأل عن هذا الأمر مسبقا ولكنها آثرت السكوت .. وسمعت أم بلال تقول
أيه رأيك تطلعولى بعد الجلسة لحد ما الحاج يروح يصلى العشا ويرجع نكون خلصنا
نظرت عبير ووالدها إلى والدتها وهى تقول بموافقة وحماس
خلاص أتفقنا هنطلعلك بعد الجلسة على طول واهو لحد ما الحاج يروح يصلى العشاء مع الدكتور بلال
أبتسمت أم بلال وهى تنظر لأم عبير التى بادلتها النظرات وكأن كل منهما يتبادلان النظرات المشفرة التى لا يعلم معناها إلا هن فقط!
خرجت أم بلال تودعهم وأغلقت الباب خلفها بابتسامة كبيرة وهى تشعر انها قد حققت هدفا فى مرمى حياة ولدها المستقبلية جلست عبير على
نفس المقعد الصغير ووضعه قريب منها كما فعل فى المرة السابقة وهو يقول بجدية مفاجأة
أنت مبتسمعيش الكلام ليه
نظرت له نظرة خاطفة وقالت بقلق
يعنى ايه
تابع بنفس الجدية
انا مش قلت عاوزك تعتمدى على نفسك فى الحركه ومحدش يساعدك .. ليه شايفك داخلة دلوقتى متسندة على والدتك
قالت عبير بخفوت وهى تنظر للأرض
ده دلوقتى بس لكن فى البيت لاء
أومأ برأسه ونهض من مكانه أحضر كرسيا آخر له مسند غير الذى تجلس عليه وقال بحزم
تعالى اقعدى هنا علشان نبدأ
شعرت عبير بصعوبة وهى تنهض بمفردها ولكن ليس هذا ما تشعر به فقط وليس هذا هو سبب توترها لا تعلم لماذا ترتجف عندما يتحدث إليها بشكل مباشر هل لأنها غير معتادة على أن رجل غريب يتحدث إليها بشكل مباشر أم لشىء آخر لا تعلمه !
أتجهت إلى حيث أمرها فابتعد عن مقعدها وتركها تجلس وأتى بمقعده ووضعه أمامها ..جلس عليه وهو يقول
كل حركة هعملها لازم تعملى زيها بالظبط
أومأت برأسها موافقة ورأته يرفع ساقه ويمدها أمامه ببطء شديد ويعيدها إلى مكانها ببطء مرة أخرى فشعرت أنها لن تستطيع فعل ذلك التمرين يبدو سهلا ولكنه بالنسبة لمن يعانى من كسر جديد فى قدمه فهو صعب للغاية
قال متابعا
يالا هتفردى رجلك ببطء على عشر تسبيحات وترجعيها مكانها تانى ببطء برضة على عشر تكبيرات ..أتفقنا
نظرت له بدهشة وقالت
ازاى يعنى
قال بابتسامة عذبة
يعنى ياستى بدل ما نقول نرفع رجلينا ببطء على عشر عدات أو عشر دقات ..لاء أحنا هنعمل التمرينات على ذكر الله وكده التمرينات يبقى فيها بركة وفى نفس الوقت أخدنا ثوابها
أبتسمت عبير من خلف نقابها وتبادلا أمها وأبيها النظرات وألتفتا مرة أخرى إلى الدكتور بلال وهو يقول
شوفى زى كده بالظبط
وبدء فى رفع ساقه ببطء قائلا
سبحان الله ...سبحان الله ...سبحان الله ....
ثم أعادها إلى حيث كانت مرة أخرى ببطء أيضا وهو يقول
الله أكبر... الله أكبر .... الله أكبر....
جاهدت عبير
لفعل ما أمرها به ولكنها كانت خجلة وهى تسبح وتكبر بصوت
متابعة القراءة