فارسي
المحتويات
بقى انى اعرف أوصل للورقة دى و حتى لو عملت كده فارس مش هيسكت ده غير أنه لو رفض القضية الراجل أصلا مش هيرضى حد مش معروف زى يشتغلها مهما قلناله
نظر وائل للجالس بجواره مبتسما بانتصار وقال لها
المشكلتين دول محدش هيقدر عليهم غير واحد بس...الأستاذ باسم
أعتدلت على الفراش وكأن حية قد لدغتها وهتفت متسائلة
باسم مين ..اللى كان معانا فى المكتب
قال وائل مؤكدا
هو الوحيد اللى كان فى مكتبنا ليه معارف كتير فى النيابة ويقدر يخلصلنا موضوع الورقة والشهود وهو برضة اللى هيقدر يلاقى حل لمشكلة الدكتور فارس
صمتت دنيا لتفكر بالأمر كادت أن ترفض وتنهى المكالمة على الفور رافضة للعرض والأقتراح ولكن المبلغ المعروض أدار رأسها ليس بهين على الأطلاق إنه كافى أن يذيب الصخور بينها وبين باسم وينسيها ما فعله بها وما تلاقيه الآن بسببه وأن يلتقيا من أجله مرة أخرى ..قالت فى تردد
أنهى وائل المكالمة معها ووضع الهاتف فى جيبه وهو ينظر لباسم الذى كان يقف بجواره ويلقنه بعض الكلمات ..ربت باسم على كتف وائل وهو ينظر أمامه بتفكير قائلا
برافوا عليك
قال وائل لاهثا
متأكد يا أستاذ باسم أنها هترضى
أبتسم باسم وهو يجلس خلف مكتبه ويشبك كفيه فى بعضهما وقال بثقة
زى ما انا متأكد أنك واقف قدامى دلوقتى .
ثم همهم بخفوت
وقال
دى تبيع ابوها علشان
الفلوس
أنهت دنيا المكالمة وهى شاردة تماما وقد ومض فى عقلها صور متتابعة وكأنه شريط سينمائى لليوم الذى هربت من بيتها وذهبت إليه فى مكتبه وما حدث بينهما ...شعرت بغصة فى قلبها وهى تتذكر وحشيته
كل شى أمامها بشكل متناقض لم يخرجها منها إلا أن سمعت صوت باب الشقة وهو يغلق بهدوء فعلمت أنه حضر..أغلق فارس الباب بهدوء وهو ينظر للمنزل الهادىء حوله فى سكون.. فهذا ما كان يحتاجه فى تلك اللحظة..السكون ..جلس على أقرب مقعد ووضع الملف بجواره وارتمى بظهره إلى ظهر المقعد وفرك جبينه فى قوة فمازال يعانى من الصداع الشديد ..فى تلك اللحظة خرجت دنيا من غرفتها ونظرت إلى وجهه المتعب وهى تقول بخفوت
أدار رأسه إليها وأومأ بنعم بدون كلام ...توجهت إلى غرفتها وأحضرت له قرص مسكن للألم مع كوب المياه وقالت
هروح أعملك كوباية شاى تظبطلك دماغك
وضع كوب المياه بجواره وأغمض عينيه بإسترخاء يتلمس قليلا من الراحة والسکينة محاولا ان يبتعد بذهنه عن الافكار التى أدت به إلى هذه الحاله ...وضعت أمامه كوب الشاى وظلت تنظر إليه وهو يرتشف منه ببطء وفى صمت
حتى أنتهى منه وحرصت على أن لا يدور بينهما حديث من اى نوع ... وضع الكوب ونهض واقفا متوجها لغرفته ..دخلت خلفه ونظر إليها مندهشا وهى تأخذ سترته من يده وتعلقها فى الخزانة فهى لم تفعل ذلك منذ زواجهما وها هى تفعله دون أن يطلب منها مساعدته ... ألتفتت له وقالت مبتسمة
زادت دهشته ولكنه قال
لا مليش نفس يدوب هاخد دش واقعد اشتغل شوية
أنتظرت حتى أخذ ملابسه ودخل الحمام ثم انطلقت إلى المقعد الذى وضع عليه الملف ...أخذته بين أيديها وفتحته وتجولت فيه بنظرها بسرعة فتأكدت انه الملف المطلوب وتأكدت من المعلومات التى سربها إليها وائل .. ومن الواضح أن فارس لم يدرس القضية كاملة حتى الان ...تركت الملف ووضعته كما هو وأنتظرته حتى خرج من الحمام وتوجه إلى الاريكة وأستلقى عليها
وقفت بجواره وقالت بخفوت ورقة
أنت شكلك مرهق أوى يا فارس تعالى نام على السرير علشان جسمك يرتاح ..
وأستدركت فى حزن
ولو كان عليا يا سيدى انا مش هنام دلوقتى
هز رأسه نفيا وقال بصوت نائما
لا متشكر روحى نامى انت ..أنا هغفل ساعة واحدة بس وهقوم أكمل شغلى
دخلت غرفتها ولكنها لم تستطع أن تنام كانت تريد ان تخلق معه اى حوار بخصوص القضية ولكنه غير مستعد للحديث على الاطلاق واى حديث الان سوف يؤدى إلى عواقب وخيمة .. تقلبت فى فراشها كثرا وهى تحاول أن تجد مخرجا ما .. لابد أن تتودد إليه بالحكمة حتى يأمنها ويتحدث معها بما يجول فى خاطره وبدون قيود ... لم تستطع النوم ابدا ظلت هكذا حتى شعرت بحركته فى الخارج فعلمت أنه استيقظ أنتظرته حتى
توضأ ووقف يصلى ركعتين خفيفتين قبل أن يبدأ فى العمل ... بعد أن أنتهى أخذ الملف ووضعه على الطاوله وجلس امامه وكأنه أمام لغم يوشك ان ينفجر عند أول لمسة له ..خرجت دنيا من غرفتها وتوجهت للمطبخ مباشرة وأعدت له فنجان القهوة التى يحبها ووضعتها أمامه بابتسامة رقيقة وهى تقول
أتفضل
نظر إليها وهو يشعر أن هذا اليوم هو يوم المفاجات فلا داعى للتعجب من شىء بعد ذلك ... جلست أمامه واستندت على راحتيها وظلت تتابعه وهو يقرأ ويتأمل فيقف على معلومه
متابعة القراءة