قصة سليمان بن داود ، عليهما السلام عندما استشار نبي الله سليمان
. فطاف تلك الليلة على مائة امرأة فلم تلد منهن امرأة إلا امرأة ولدت نصف إنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قال ص 349 إن شاء الله . لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل إسناده على شرط الصحيح ولم يخرجوه من هذا الوجه .
وقال الإمام أحمد حدثنا هشيم ثنا هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على مائة امرأة تلد كل واحدة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله . ولم يستثن فما ولدت إلا واحدة منهن بشق إنسان . قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو استثنى لولد له مائة غلام كلهم يقاتل في سبيل الله عز وجل تفرد به أحمد أيضا .
وقال إسحاق بن بشړ أنبأنا مقاتل عن أبي الزناد وابن أبي الزناد عن أبيه عن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة وستمائة سرية فقال يوما لأطوفن الليلة على ألف امرأة فتحمل كل ص 350 واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله . ولم يستثن فطاف عليهن فلم تحمل واحدة منهن إلا امرأة واحدة منهن جاءت بشق إنسان . فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو استثنى فقال إن شاء الله . لولد له ما قال فرسان ولجاهدوا في سبيل الله عز وجل وهذا إسناد ضعيف لحال إسحاق بن بشړ فإنه منكر الحديث ولا سيما وقد خالف الروايات الصحاح . وقد كان له عليه السلام من أمور الملك واتساع الدولة وكثرة الجنود وتنوعها ما لم يكن لأحد قبله ولا يعطيه الله أحدا بعده كما قال وأوتينا من كل شيء وقال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب وقد أعطاه الله ذلك بنص الصادق المصدوق . ولما ذكر تعالى ما أنعم به عليه وأسداه من النعم الكاملة العظيمة إليه قال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب أي أعط من شئت واحرم من شئت فلا حساب عليك أي تصرف في المال كيف شئت فإن الله قد سوغ لك كل ما تفعله من ذلك ولا يحاسبك على ذلك وهذا شأن النبي الملك بخلاف العبد الرسول فإن من شأنه أن لا يعطي أحدا ولا يمنع أحدا إلا بإذن الله له في ذلك .
ولما ذكر تعالى ما وهبه لنبيه سليمان عليه السلام من خير الدنيا نبه على ما أعده له في الآخرة من الثواب الجزيل والأجر الجميل والقربة التي تقربه إليه والفوز العظيم والإكرام بين يديه وذلك يوم المعاد والحساب حيث قال تعالى وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب .