قصة سليمان بن داود ، عليهما السلام عندما استشار نبي الله سليمان

موقع أيام نيوز


ذهب بابنك . فتحاكمتا إلى داود فحكم به للكبرى فخرجتا على سليمان فقال ائتوني ص 343 بالسکين أشقه نصفين لكل واحدة منكما نصفه . فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها . فقضى به لها ولعل كلا من الحكمين كان سائغا في شريعتهم ولكن ما قاله سليمان أرجح ولهذا أثنى الله عليه بما ألهمه إياه ومدح بعد ذلك أباه فقال وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ثم قال ولسليمان الريح عاصفة أي وسخرنا لسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين الأنبياء 80 82 . وقال في سورة ص فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب لما ترك الخيل ابتغاء وجه الله عوضه الله منها الريح التي هي أسرع سيرا وأقوى وأعظم ولا كلفة عليه لها . تجري بأمره رخاء حيث أصاب أي حيث أراد من أي البلاد . كان له بساط مركب من أخشاب بحيث إنه يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة والخيول والجمال والأثقال والرجال من الأنس والجان وغير ذلك من الحيوانات والطيور فإذا أراد سفرا أو مستنزها أو قتال ملك أو أعداء من أي بلاد الله شاء فإذا حمل هذه الأمور المذكورة على البساط أمر الريح فدخلت تحته فرفعته فإذا استقل ص 344 بين السماء والأرض أمر الرخاء فسارت به فإن أراد أسرع من ذلك أمر العاصفة فحملته أسرع ما يكون فوضعته في أي مكان شاء بحيث إنه كان يرتحل في أول النهار من بيت المقدس فتغدو به الريح فتضعه بإصطخر مسيرة شهر فيقيم هناك إلى آخر النهار ثم يروح من آخره فترده إلى بيت المقدس كما قال تعالى ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عڈاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور سبأ 12 13 . قال الحسن البصري كان يغدو من دمشق فينزل بإصطخر فيتغدى بها ويذهب رائحا منها فيبيت بكابل وبين دمشق وبين إصطخر مسيرة شهر وبين إصطخر وكابل مسيرة شهر . قلت قد ذكر المتكلمون على العمران والبلدان أن إصطخر بنتها الجان لسليمان وكان فيها قرار مملكة الترك قديما وكذلك غيرها من بلدان شتى كتدمر وبيت المقدس وباب جيرون وباب البريد اللذين بدمشق على أحد الأقوال . وأما القطر فقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد هو النحاس . قال قتادة وكانت باليمن أنبعها الله له . قال السدي ثلاثة أيام فقط أخذ منها جميع ما يحتاج إليه للبنايات وغيرها .

ص 345 وقوله ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عڈاب السعير أي وسخر الله له من الجن عمالا يعملون له ما يشاء لا يفترون ولا يخرجون عن طاعته ومن خرج منهم عن الأمر عذبه ونكل به . يعملون له ما يشاء من محاريب وهي الأماكن الحسنة وصدور المجالس . وتماثيل وهي الصور في الجدران وكان هذا سائغا في شريعتهم وملتهم . وجفان كالجواب قال ابن عباس الجفنة كالجوبة من الأرض . وعنه كالحياض . وكذا قال مجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم . وعلى هذه الرواية يكون الجواب جمع جابية وهي الحوض الذي يجبى فيه الماء كما قال الأعشى 
نفى الذم عن آل المحلق جفنة كجابية السيح العراقي تفهق
وأما القدور الراسيات فقال عكرمة أثافيها منها . يعني أنهن ثوابت لا يزلن عن أماكنهن . وهكذا قال مجاهد وغير واحد . ولما كان هذا بصدد إطعام الطعام والإحسان إلى الخلق
 

تم نسخ الرابط