رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
المحتويات
أحب واسوق فى نفس الوقت بصراحة
عاد فارس لمنزله سريعا بعد صلاة الظهر ليلحق بميعاد الغذاء مع والدته حتى لا تأكل وحدها وهو ما يزال مشدوها مما حدث يوم أمس فى المكتب ومما سمع من هذا الرجل ربتت والدته على رأسه ب وهى تهم بالجلوس بجواره حول مائدة الطعام نظر لها بابتسامتة العذبة فقالت
مالك يابنى من ساعة ما رجعت وانت سرحان وبالك مشغول
أسفه والله يا أستاذ فارس هى الست ام فارس موجودة
نادتها أم فارس من الداخل فأفسح لها فارس المجال للدخول ولكنها اكتفت بأن
تطل برأسها وهى تقول
معلش يا ست ام فارس أصل اختى تعبانة شوية ولازم اروحلها دلوقتى
ممكن بس لو مهرة نزلتلك تخليها عندك لحد ما ارجع.. أصلها عليها واجبات كتير النهاردة ومكنش ينفع اخدها معايا
تدخل فارس قائلا
هى لوحدها فوق ولا يحيى معاها
قالت بحرج
لا أصل يحيى عنده درس دلوقتى ومعاه زمايله فوق .. وانا سبتها معاهم لحد ما ارجع بس ممكن تضايق لوحدها ولا حاجة .. فلو نزلت معلش يعنى استحمليها لحد ما ارجع .. أنا مش هتأخر ان شاء الله
معقول يا ام يحيى.. سايباها مع شباب لوحدها فوق وكمان المدرس
اللى معاهم كده ينفع يعنى
ضحكت أم يحيى وهى تقول
شباب أيه بس يا أستاذ فارس .. دول شوية عيال فى ثانوى وهى مقروضة زى ما انت عارف .. وبعدين مفيش حد غريب ده يحيى معاه محمود أخو البشمهندس عمرو ومعاهم أتنين من زمايلهم فى المدرسة
شوية عيال ! .. والله انت غلبانة يا ست ام يحيى .. ده محمود ده بالذات عاكسها قدامى فى خطوبة عمرو وجيت اكلمه مهموش وعاد نفس الكلام قدامى .. مابالك بقى بالاتنين التانين
تدخلت أم فارس قائلة
خلاص روحى انت وانا هبقى اطلع اجيبها
أنصرفت أم يحيى سريعا وهبطت الدرج على عجلة منها وهمت أم فارس أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا
قالت بدهشة
أتغدى طيب وبعدين انا هبقى اطلع اجيبها
قال وهو يخرج من الباب ويتجه إلى السلم
معلش يا ماما هجيبها الأول واهى تتغدى معانا بالمرة
صعد فارس للطابق التالى لهم وطرق الباب ففتح له يحيى وابتسم عندما رآه قائلا
أبيه فارس أتفضل
دخل فارس قائلا
المستر لسه مجاش.. اتأخر النهاردة وانا قاعد اهو بخلص الواجب اللى كان مديهولنا فى المدرسة
نظر فارس حوله وهو يحدثه فوجد زملائه يعبثان أمام
قنوات التلفاز ويتضاحان بشكل عشوائى ومحمود يقف فى الشرفة يضايق مهرة كالعادة وهى ممسكة بدميتها المفضلة باربى هدية فارس لها أشار له فارس باتجاه محمود وقال پغضب
أزاى امك تأمنك على اختك وسايب صاحبك واقف يكلمها كده ويضايقها
سمعت مهرة صوت فارس فأقبلت مسرعة باتجاهه ضاحكة بينما كان يحيى يقول
مانا مخلى بإلى منها يا أبيه هو انا عملت حاجة.. وبعدين دى تضايق بلد بحالها
زفر فارس بضيق وقال ليحيى
طب خلص الدرس بتاعك وبعدين هبقى اقعد اتكلم معاك فى الحكاية دى بعدين وافهمك
ثم الټفت لمهرة قائلا
يالا روحى هاتى شنطة المدرسة علشان تنزلى معايا
أخذها فارس وهبط
بها لشقته ووجد والدته تعد لها صحنها التى تحب أن تأكل فيه فابتسمت عندما رأتها بصحبته ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول
كويس انى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله فقال
لو سمحتى يا ماما مهرة تفضل معاك معظم اليوم زى ما كانت الأول .. أنا كده هبقى فى الشغل ودماغى بتلف
بعد انتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعه أمام والدته على الطاولة المواجهة لمقعدها بينما جلس هو على الأريكة واستندت مهرة بظهرها إلى أريكته وهى على الأرض بجوار ساقه وتضع كراستها فوق ركبتيها وهى تحل أحد المسائل الحسابية فقالت لها أم فارس
يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر كده ..هتتعبى
قالت مهرة دون أن تنظر إليها بحب اذاكر كده يا طنطى
ألتفت فارس إلى والدته وقال
سيبيها يا ماما ما انت عارفاها دماغها ناشفة
نظرت له والدته وقالت
على فكرة .. أنا منستش أنك كنت سرحان وبالك مشغول ..خدتنى فى دوكه فى موضوع مهرة ده .. قولى مالك
تناول فارس كوب الشاى الخاص به وأخذ منه رشفة صغيرة وقال فارس متعجبا
تخيلى يا ماما واحد جالنا المكتب فقضية طلاق ..ومش هتصدقى كان عاوز ايه
قالت والدته بفضول واهتمام وهى تضيق عينيها
كان عاوز ايه يابنى
قص عليها تفاصيل ماحدث بينه وبينه الرجل والحوار الذى دار بينهما وما سمعه من الدكتور حمدى عقب خروج الرجل من عنده فقالت وهى تهز رأسها بحزن
ومالك يابنى مستغرب كده ليه ده بقى عادى خلاص ..سيرة الناس بقت لبانه فى بؤ كل واحد شوية من غير خشى ولا ضمير.. بالكدب بقى بالباطل مش هتفرق ..
متابعة القراءة