رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
أخرى فتعلقت أبصار الجميع به .. دخل الشاويش المسئول عن العنبر وتقدم باتجاه عمرو وفارس وبلال وأشار إليهم بحزم وقسۏة قائلا
تعالوا معايا انتوا التلاتة
نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض بتساؤل ف بهم بصوت كريه مرة أخرى
بقول قوم انت وهو
نهض ثلاثتهم وهم ينظرون إليه بحنق وتعلقت به أبصار شركائهم فى العنبر وهم ينظرون إليهم بشفقة ..سار ثلاثتهم خلفه وبعد أن أغلق العنبر أمرهم ان يسيروا خلفه ..ساروا قليلا حتى توقف بهم أمام أحد الزنازين وشرع فى فتح بابها وهو يقول متبرما
حظكوا من السما ...
فتح الزنزانة ثم دفعهم داخلها بقسۏة مرة أخرى وأغلقها خلفهم كانت الزنزانة أقل عددا من العنبر الآخر بكثير.. كانت تبدو أكثر آدمية من التى ا .. والفرش والأغطية كانت تبدو أكثر راحة من العنبرالأول نوعا ما ...نظر زملائهم إليهم متسائلين كما يفعل مع كل معتقل جديد فالقى بلال السلام ..فأجابه البعض بخفوت
بعد ساعة استيقظ بلال على هزات خفيفة ..أنتبه من نومه دفعة واحدة بإنفعال فربت الرجل الذى كان يوقظه على ه يهدئه وهو يقول
أهدى يا أخى انا بصحيك علشان تلحق الصلاة متخافش
نهض بلال وهو يشعر أن عظامه مختلطة ببعضها البعض فى ألم شديد ..توجه إلى فارس وعمرو وأوقظهما بنفس الهزات الخفيفة فاستيقظوا بنفس الأنتباه المفاجىء واتساع حدقاتهما بإنفعال شديد فطمئنهم وهو يقول
يلا قوموا علشان نلحق الصلاة
يا أخى حرام عليك ده انا مصدقت يغمضلى جفن
توجه فارس إليه وهو يمسك بيده لينهضه رغما عنه قائلا
قوم صلى يا عمرو .. الله أعلم احنا أعمارنا هتخلص أمتى هنا
وقف بلال بعد أن توضأ ليصلى بهم ولكن الرجل الذى أيقظه اقترب منه وقال محذرا
كل واحد يصلى لوحده يا دكتور .. صلاة الجماعة ممنوعه هنا
أومأ بلال برأسه وقد تذكر ..فألتف إليه فارس قائلا
ويمنعوا صلاة الجماع ليه
عمرو كفا بكف وهو يقول
هو أحنا فى غوانتانمو ولا ايه
أنتهى الثلاثة من صلاتهم تباعا واحدا تلو الآخر.. مر يومان والحال هكذا لم يتغير ..
وكارهة لهم يظهر ذلك فى عينيه جليا كلما الټفت إليهم على مدار يومين كاملين ولأول مرة يتدخل هذا الرجل بالحديث عندما رأى فارس ينهض من فراشه ويجلس على طرف فراش بلال وهو يقول بقلق
فقال هذا الرجل هاتفا
والله أهلكوا زمانهم مستريحين منكوا ومن التشدد بتاعكوا
ألتفت إليه فارس پغضب بينما ربت بلال على ه حتى لا يرد عليه پغضب فصمت فارس وترك المجال ل بلال بالرد
فقال
له بابتسامة
هو فى أهل فى الدنيا يبقوا مستريحين وولادهم فى السچن
ترك زملائهم فى الزنزانة ما كانوا منشغلين به وبدأوا فى متابعة الحوار ظنا منهم أنه سينتهى بمعركة تكون نهايتها زنزانة تأديب منفردة
لكل منهما...نظر له الرجل بحنق قائلا
لا طبعا بس اللى زيكوا أهلهم هيستريحوا منهم .. تلاقى كل واحد فيكم عنده أخت بيجرجرها من شعرها وينزل فيها لو شافها بتسمع أغانى
ولا بتتفرج على فيلم
آخر عبارة نطقها جعلت فارس وبلال ينظران إلى بعضهما البعض ويبتسمان رغما عنهما ..
مال فارس للأمام وهو يقول له
حضرتك العنوان غلط .. اللى بيعملوا كده الممثلين اللى بيطلعوا فى التلفزيون مش أحنا
نظر له الرجل بتهكم وقال
الممثلين دول بيمثلوا حياتكم واللى بتعملوه فى أهلكوا بسبب تشددكوا فى الدين
تدخل بلال قائلا
ممكن اسأل حضرتك سؤال ..مش زمان كنا بنسمع أن الممثل علشان يندمج فى الدور بتاعه لازم يروح يعيش فى وسط الناس اللى هيمثل دورهم فى المسلسل
يعنى مثلا كنا زمان نسمع ان واحد راح دخل السچن علشان يعرف يمثل حال المساجين صح ولا لاء
أومأ الرجل برأسه قائلا
أه طبعا سمعنا كده كتير
ابتسم بلال ثم قال
طيب هل الممثل اللى بيمثل دور الملتزم ده بيروح يعيش مع الملتزمين فى بيوتهم وبيشوفهم بيعاملوا أهإليهم أزاى واخوتهم
وزوجاتهم
قال الرجل ساخرا
هيروح ازاى يا شيخ يعيش معاهم فى بيوتهم هو طبعا بيتصور حياتكوا مع اهاليكوا
رفع بلال حاجبيه وقال بهدوء
طيب مش يبقى ده ظلم أنه يحكم علينا اننا بنضرب اخواتنا وزوجاتنا وهو عمره ما عاش وسطنا ونجرجرهم من شعرهم كمان علشان بيسمعوا أغانى ويطلع يمثل كده فى التلفزيون ويخلى الناس
تصدق عننا كده وتخاف مننا وأحنا مش بنعمل كده أصلا
تدخل زميلا آخر لهم وقال
والله أنت معاك حق يا شيخ ده أنا ليا جار زيك كده لما مراته بتقعد مع مراتى يرغوا مع بعض شوية