رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
المحتويات
كل ده وساكت.. طب ليه يا فارس سكت ليه
نظرت لها مهرة بعدم فهم وقالت متسائلة
يعنى أيه الكلام ده هو فارس كان عارف
عقدت حاجبيها وهى تقول غير مصدقة
كل تصرفاته بعد ما رجعوا من اسكندرية كانت بتقول أنهم مش كويسين مع بعض .. مع أنهم مكانش لسه بقالهم أسبوع متجوزين جديد .. وهو شكله كان كأنه شايل هم كبير أوى ومش عارف يا حبيب امه يتكلم مع حد ..
أتاريه مكنش عاوز ېفضحها .. تقوم فى الآخر تعمل فيه كده ! .. بقى يسترها ويخبى سرها وفى الآخر تبهدله الپهدلة دى وكل ده علشان كانت طمعانة فى القضية وفلوسها .
وضعت مهرة الخطاب بجوارها ولفت يها حول أم فارس وأسندت رأسها على كتفها وقد انزلقت دمعتين من عينيها فى صمت .. ثم قالت
قالت كلمتها ومدت يدها للخطاب وقبضت عليه فى راحتها بقوة ونهضت لتلقى به فى القمامة ولكن أم فارس أوقفتها وجذبت الخطاب منها وقالت بتصميم
مش هنسترها تانى.. لا انا ولا ابنى.. خلاص .. لازم يشوف الجواب ولازم تاخد جزائها علشان نارى تبرد شوية.. وانا عارفة انه مش هيأذى نفسه.. بس كفاية انه يبرد ناره شوية ويعرف اللى حواليه عملوا فيه كده ليه .
سمعت رنين هاتف المنزل وتوجهت لتجيب
المتصل وهى تقول
السلام عليكم
أتاها صوتا محملا بالفرحة واللهفة .. صوتا كان ولا يزال محملا بال الجارف دائما ..سقطت السماعة من يدها المرتعشة على أثر المفاجأة الغير متوقعة عندما سمعته يقول بشوق
مهرة
ألتقطت السماعة سريعا ووضعتها على أذنها غير مصدقة وأم فارس تنظر إليها متعجبة منها ولكن دهشتها زالت وقفزت فرحا من مكانها عندما
فارس
أخذت أم فارس سماعة الهاتف من يدها ووضعتها على أذنها تمسكها بيدها الاثنتين فى شوق ولهفة وهى تقول
فارس ..أبنى.. أنت بتتكلم منين
وضعت مهرة يدها على ها وهى تشعر أن قلبها سيقفز من مكانه فرحا واحتقن وجهها بشدة وهى تستمع لأم فارس تقول من بين دموعها
يعنى انت طلعت يا فارس .. بجد يابنى طلعت.. طب انت فين
تعالى بسرعة يا فارس.. تعالى بسرعة.. نفسى اخدك فى
حضنى يابنى
وحشتنى أوى
أنهى فارس المكالمة وهو يمسح دموعه ويد الدكتور حمدى تربط على كتفه قائلا بمرح
أيه ده.. هو انت لسه شوفت حاجة ..أومال لما تروح بقى هتعمل أيه
ثم مد يده بالهاتف إلى بلال قائلا
أبتسم بلال واستنشق الهواء النقى خارج جدران المعټقل حتى أمتلا ه به ثم زفر بهدوء وقال
لا يا دكتور معلش ..أنا عاوز اعملهم مفاجأة
ضحك الدكتور حمدى وهو يقول
حرام عليك يلاقوك قدامهم كده فجأة
ضحك فارس ثم قال
طول عمره بتاع مقالب يا دكتور.. هو كده من زمان
ضحك ثلاثتهم وهم يستقلون سيارة الدكتور حمدى فى طريقهم إلى منازلهم كان الدكتور حمدى يقود السيارة وهو ينظر إلى فارس الجالس بجواره نظرات خاطفة ورأسه يدور لا يعلم ماذا يفعل .. لابد أن يخبره بأمر زوجته التى قدمت ضده بلاغ وزجت به فى معتقلات الأهوال تلك ظلما ولكن هل يخبره الآن أم ماذا ... قطع فارس عليه تفكيره وقال متسائلا
معرفتش يا دكتور مين اللى عمل فينا كده
ألتفت إليه الدكتور حمدى ثم أعاد النظر للطريق وقد حسم أمره ثم قال
فارس .. لازم تعرف الدنيا دى كلها فيها الكويس وفيها الۏحش فيها اللى بيعمل خير لوجه الله من غير سبب وفيها برضة اللى بيأذى الناس من غير سبب ولو الأذيه جاتلك من اقرب الناس ليك أوعى تزعل نفسك .. واعرف ان ربنا بيكشفلك اللى حواليك علشان متفضلش عايش موهوم ومخدوع فيهم ..
أستدار فارس بجسده إليه ونظر للخلف إلى حيث بلال التقت نظراتهما فى تساؤل صامت قطعه فارس وهو يلتفت إلى الدكتور حمدى قائلا
الكلام ده معناه ان حضرتك عرفت مين
أومأ الدكتور حمدى برأسه وهو يقول
أيوا عرفت ... بس كنت محتار اقولك دلوقتى ولا لما تروح بيتك وترتاح شويه من اللى شفته
أعتدل بلال فى جلسته وقد شعر أن الدكتور حمدى يقصد شخصا قريب جدا من فارس بينما قال فارس سريعا
مين يا دكتور قولى مين
أضطرب صوت الدكتور حمدى وهو يقول ببطء
مراتك دنيا
أتسعت عيني فارس هلعا ونظر إلى بلال الذى لم تكن الصدمة عليه أقل من فارس .. حدقا فى بعضهما البعض بينما هتف فارس
دنيا مراتى .. أزاى و ليه .. حضرتك متأكد يا دكتور متأكد انها مراتى اللى عملت فيا كده
ظهر الأسف على وجه الدكتور حمدى وهو يقول بإشفاق
هو ده اللى انا عرفته.. ولعلمك محدش هيقدر يجاوب على سؤالك .. إلا انت بس .. أنت بس اللى ممكن تقولنا ليه هى عملت كده
أعتدل فارس فى جلسته مصډوما واستند بظهره إلى
متابعة القراءة