رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
ووضع وسادته واستلقى بجسده المنهك وأغمض عينيه فى أنهاك شديد تحت عينيى دنيا المتابعة له وهى جالسة على الفراش ترقبه وقد عزمت على تنفيذ ما قررته وأن تستعيد مكانتها لديه ثانية نهضت من فراشها وقالت
هتفضل تنام على الأرض لحد أمتى .. هو احنا مش متجوزين ولا ايه
قال بجدية دون أن يفتح عينيه
حاول أن تمحى من أفكارها كل ماهو ليس له علافةومذاكرتها وتتعايش مع الواقع بشكل أكثر حسمأ وواقعية ولكن الواقع هو الذى لم يتركها لشأنها كثيرا تزوج والدها بامرأة أخرى وأصبح أكثر أهمالا لهم ماديا ومعنويا ولم يكن هذا هو العبء الوحيد عليها وأنما لحق به عبأ آخر بدأ العرسان يتوافدون عليها وبدأت هى الصراع فى الرفض دائما مماجعل والدها يزداد سخطا عليها وعلى رفضها المستمر بدون أسباب حتى كانت الطامة الكبرى بالنسبة لها وتقدم للزواج منها أحد الأشخاص الذين يصعب على والدها الإنصياع إليها ولم يقتنع باسبابها ولكنها أصرت مما جعله يضربها لأول مرة ...وأخيرا أضطر والدها إلى الأستماع إلى رأى زوجته أم يحيى واللجوء إلى الشخص الوحيد الذى يظن الجميع أنه يمكن له أن يقنعها بالموافقة فتح فارس باب منزله ليجد أمامه والد مهرة ثائرا جدا و لكنه قال بحرج
قال فارس بدهشة متسائلا
طيب اتفضل شوية مينفعش من على الباب كده
معلش يا أستاذنا مش هينفع
أومأ فارس برأسه وقد
بدأ القلق يتسرب لنفسه وقال
حاضر ثوانى هغير واجى معاك
بدل ملابسه سريعا وهو يشعر بقلق بالغ وتوجه إلى والدته بالمطبخ يخبرها بالأمر ثم
أخذه والد مهرة وصعد به إلى شقته وجلس معه فى غرفة استقبال الضيوف وقال بحنق
بص بقى يا أستاذ فارس البت دى غلبتنى وطلعت عينى وبصراحة كده امها شارت عليا ان مفيش حد غيرك هيقنعها ويخليها تغير رأيها بما أنك مربيها ومن صغرها وهى بتسمع كلامك
فى ايه طيب فهمنى
لوح الرجل بيديه وقال بعصبية
عماله ترفض عريس ورا التانى وانا ساكت عليها ومش عاوز اغصبها لكن العريس ده بقى هتجوزه حتى ولو ڠصب عنها ..يا أستاذ فارس ده لاعيب كورة معروف وغنى وهتتبسط أوى معاه وهتخرج من هنا لمستوى تانى خالص.. أنا مش عارف
البت دى مالها كده
مال فارس للأمام واستند بمرفقيه على قدمه وفرك كفيه فى توتر وقال
مهرة لسه صغيرة
قال والدها بحنق
وأيه المشكلة .. هى يعنى هتجوز النهاردة ..الراجل عاوز يكتب الكتاب بس
حك فارس ذقنه بعصبية وقال متهكما
هيخطب ليه .. ده جاهز من مجاميعه ومش عاوز مننا حاجة خالص ولا حتى شنطة هدومها
زاد اضطرابه
وتوتره وتعرقت يديه بشدة وقال محاولا التحكم بعصبيته
اه علشان كده بقى
دخلت أم يحيى وقدمت له الشاى قائلة
والله يا أستاذ فارس شاب يفرح ويشرح القلب ومن ساعة ما شفها عند الدكتور بلال وهو هيتجنن عليها.. وهى دماغها ناشفة
ثم توجهت للخارج وهى تقول
انا هناديهالك وانت بقى تحاول تاثر عليها.. أنا عارفة انها بتسمع كلامك
دخلت أم مهرة غرفتها وقالت لها بلهفة
قومى بسرعة أستاذ فارس عاوزك بره
جاى يقنعنى انى اوافق على العريس.. مش كدة
أومأت أمها برأسها وقالت مؤكدة
أومال معطل نفسه وطالع مع ابوكى ليه .. وبعدين يا مهرة خلى بالك لو فضلتى رافضة ابوكى هيبهدلنا ويمكن يطلقنى يابنتى .. يرضيكى امك تطلق على كبر كده
زاغت نظراتها وهى تجلس على مقعدها مرة أخرى ترمى بثقل جسدها عليه دفعة واحدة بعد ان خذلتها قدميها وقد شعرت أن الألم يعتصر قلبها اعتصارا محاولا أن يتخلص من هذا الرجل الذى طالما أحبه وعشق كل سكناته وخلجاته وحروف كلماته وضحكاته بل وآلامه وأحزانه خرجت كلماتها بصعوبة بعد أن بللت الدموع ها وقالت
قوليلوا مفيش داعى يتعب نفسه يا ماما ..أنا خلاص موافقة
خرجت أم يحيى من غرفة ابنتها وهى تطلق الزغاريد فنهض فارس ووالدها متسائلين فقالت أم يحيى بسعادة كبيرة
بركاتك يا أستاذ فارس .. أول ما خطيت بيتنا عنادها اتفك
ونظرت إلى زوجها قائلة
كلم العريس وقوله البت وافقت يا ابو العروسة
خفق قلبه بقوة وهو ينظر إليها مشدوها قائلا
هى قالتك انها موافقة يا ام يحيى
ضحكت أم يحيى وهى تقول
طبعا يا أستاذ فارس موافقة
توجه والد مهرة إلى الهاتف بينما شعرهو أن الدنيا تميد به وأنه يتنفس من ثقب أبرة لا تروى ظمأ رأتيه فاتجه إلى الباب خارجا وهو يتمتم غاضبا
مبروك
عاد الفارس مهزوما إلى شقته ولكن غاضبا لأقصى حد فتح الباب پعنف وأغلقه خلفه بقوة خرجت والدته من المطبخ فزعة ورأته غاضبا بشدة لا يرد عليها ودخل إلى الحمام وضع رأسه تحت الصنبور لعله يطفأ الڼار التى نشبت برأسه وهو لا يدرى م الڼار الحقيقية وقفت والدته بجواره ترجوه أن يتحدث ويخبرها ما به وأخيرا أغلق الصنبور