رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
المحتويات
مراتك يا ابو يحيى .. أبنى كان بيعلمها ويوجهها ويذاكرلها وانت حتى متعرفش هى فى سنة كام ... أنت كنت بتخرج الفجر ترجع نص الليل وامها كانت بتخرج تشتغل علشان تكفى طلباتها هى ويحيى وكنتوا بتسيبوها لوحدها فى البيت وهى عيلة ..أتربت فى حضنى وكبرت فى حضنى ..
بكت أم يحيى كثيرا وهى تستمع لكلمات أم فارس ولقد كانت تعلم أنها محقة ..تابعت أم فارس وهى تشير إلى مهرة وتقول
حد فيكوا عمره سألها مالك .. حد فيكوا عمره عرف حتى أسامى اصحابها أيه واصحابها شكلهم أيه .. حد فيكوا عارف قلبها فى أيه.. بتحب أيه وپتكره أيه ... محدش فيكوا يعرف عنها زيى أنا .. جاى دلوقتى وتقولى بنتى وانا حر فيها.. أموتها وا ها أنا حر
وهبت واقفة بصرامة وجذبت مهرة من يدها وأخذتها تحت ها وقالت لهما بقوة لا تعرف كيف واتتها حينها
جذبتها خلفها بحسم وانصرفت بها أم فارس أمام أنظارهما المبهوتة
ينظران لبعضهما البعض وكل منهما يحاول أن يحمل الآخر مسؤولية أهماله وسوء تصرفه .
أستطاع باسم الحصول على رقم هاتف الضابط محرر محضر القضية وأتصل بوائل وأعطاه رقم هاتفه وطلب منه أن يقابله فى
يذهب إليه فى قسم الشرطة .. بالفعل قام وائل بالاتصال بالضابط وأتفق معه على مقابلة سريعة فى مكان عام ...
ذهب الضابط لمقابلة وائل وعندما حاول وائل إغراءه بالمال ليغير أقواله رفض بشدة
و تركه الضابط وانصرف بحدة ووائل يتابعه بنظراته القلقة الخائڤة وأخرج الهاتف على الفور وهاتف باسم وأخبره بما حدث ..فقال باسم
قال وائل بارتباك
بس دلوقتى يا أستاذ باسم معظم الفلوس معاك هندفعلهم منين
قال باسم بابتسامة متهكمة
ملكش دعوة روحلهم بس واتفق معاهم وسيب الباقى عليا
يا أستاذ وائل بقولك محامى البنت القتيلة لسه نازل من عندنا قبل انت تيجى على طول وهددنا أننا لو غيرنا أقوالنا ومقولناش الحقيقة هيفضحنا قدام المحكمة ويحبسنا پتهمة التزوير .
مال وائل للأمام وقال بثقة
ولا يقدر يعملكوا حاجة ..أنتوا هتقولوا اللى شفتوه
وضيق عينيه وهو يقول مؤكدا
مش كده ولا ايه
نظرا الرجلين إلى بعضهما البعض بقلق وخوف وقال الآخر
طيب يا أستاذ وائل سيبنا نفكر فى الموضوع ده مع نفسنا
نهض وائل وهو يضع أمامهم أرقام هاتفه وقال
كده نبقى متفقين .. تكلمونى بعد يومين علشان نقعد مع بعض ونتفق على كل حاجة
غادرهم وائل سريعا وهو يبتسم بثقة وأغلق الباب خلفه ... نظر أحداهما للآخر وقال
هنعمل أيه دلوقتى.. الراجل
ده شكله شرانى أوى وفى نفس الوقت المحامى التانى هددنا بالحبس پتهمة التزوير .
قال الاخر
طب وبعدين ...
وقبل أن يجيبه سمعا طرقا على باب الشقة فنهض أحدهما وهو ينظر للآخر مترقبا وفتح الباب ونظر إلى القادم بتساؤل ورهبة وهو ينظر إلى حلته العسكرية وهو عاقدا يه أمام ه ويقول بهدوء ولكن بلهجة صارمة
ها اتفقتوا على المبلغ ولا لسه !
وبعد أسبوعين مرتقبين كانت تجلس فى قاعة المحكمة وهى تنظر إلى محامى
المجنى عليها يحمل وجهها قسمات انتصار واثقة بعد أن أكد لها باسم أن الشهود سيغيرون أقوالهم و عدم حضور الضابط الذى يستند إليه محامى المجنى عليها فى أثبات جناية التزوير بدأت الجلسة وأمر القاضى حاجب المحكمة بالنداء على الشهود الثلاث .... نظرت دنيا إلى الأوراق أمامها وهى تشعر بأن كل شى قد انتهى فبمجرد أن يشهد الشهود بنفس الشهادة التى أمام القاضى فى المحضر فسوف يتغير الحكم كما قال لها باسم ..وأخذت ترسم أحلام وردية فى دنياها الخاصة وترى اسمها يسطع فى سماء الشهرة كنجمة متلألأة بين النجوم ..ولكن شعرت بزلزال شديد يفتت أحلامها وينثرها لتسقط من السماء إلى الأرض فى خسف شديد وهو تستمع إلى صوت الضابط الذى وقف أمام المحكمة بهئيته وقد ألقى عليها هى ووائل نظرة استخفاف .
بدأ القاضى بسؤاله عن أقواله وبدا هو فى سرد الوقائع الحقيقية التى حدثت بالفعل وعندما ناقشه القاضى فى الأقوال التى بين يديه فى التقرير المزيف أجاب الضابط بالنفى وأنه لم يكتب هذا المحضر وأن أقوال الشهود فيه مزيفة عن الأقوال التى أدلوا بها من قبل
متابعة القراءة