رواية ودق قلبي لها كاتبة / شيماء سعيد ( ام فاطمة )

موقع أيام نيوز

أما سالم الصغير عندما رأى انهار اسرع إليها، وقام بجذبها من فستانها، لتنبه لمن يجذبها قائلا...ماما انهار وحشتينى كتير.

فوقعت دفىء الكلمة على قلبها كالبلسم الشافى من جروحها، لتثنى بركبتيها إليه وتحمله إلى صدرها مرددة...اهلا يا حبيبى،وانت وحشتنى كتير اوى.
وانت عامل ايه،وسليم عامل ايه ؟

هو كمان وحشنى اوى.

سالم...انا وسليم بنحبك كتير.

ونفسى تيجى عندنا.

انهار...ان شاء الله يا حبيبى.
زين مراقبا الموقف فحدث نفسه  ...هو انا حبيتك من شوية.

انا مش عارف قلبك ده،زى ما يكون اجتمع فيه حنية العالم كله.

بس الا عليه انا، امتى بس تحنى على قلبى اللى محتاجك.

اقترب زين من والدته وهمس فى أذنها...ارجوكى يا امى، عشان خاطرى روحى وكلميها، يمكن لما تكلميها تقدر فعلا انى عايزها، فتوافق.

سهير...على عينى والله يا ابنى، حاضر.
هروح اكلمها.

فذهبت سهير بخطوات بطيئة بسبب ضعف جسدها، واستقبلتها انهار بابتسامة.
انهار...اهلا يا امى.

سهير...اهلا بيكى يا بنتى.
بصى انا هدخل فى الموضوع على طول.
ما تيجى يا بنتى نخلى الفرحة فرحتين.

وتقبلى تجوزى زين ابنى، ده بيتمناكى من اول يوم شافك فيه.

وادى بنتك الحمد لله اتجوزت، يعنى خلاص مبقاش فيه حاجة تقدر تمنعك من شرع ربنا.

أنتِ لسه يا بنتى صغيرة، ومحتاجة حد يقف معاكى ويحرك ويراعيكى، سند يعنى بعد ربنا.
ومش هتلاقى زى زين ابنى  ابدا.

اخفضت أنهار عينيها خجلا، فهى تريده بالفعل زوجا محبا يعوضها عن سنين عمرها الضائعة ولكن مازال فى قلبها غصة، أنه لم يكن لها من البداية وجاء خاطبا لابنتها وهذا وإن تزوجت ابنتها فربما تظن أنه تركها من أجلها، فيحدث فجوة فى علاقتهما وهذا ما لن تتحمله ابدا.

فقد تتحمل فراق الحبيب عن فراق فلذة كبدها.
لأنها أم ولا شىء يعادل تضحيتها ومحبتها لأولادها مهما كان.

فرددت بخجل....صدقينى يا امى، انا فعلا شايفه استاذ زين زى ما حضرتك قولتى.

لكن للأسف صعب عليا اتقبل، انه طلب بنتى فى الاول.
فمعلش سامحونى وان شاء الله ربنا يكرمه بأحسن منى.

تبدلت ملامح سهير بحزن مرددة...يعنى مفيش فايدة يا بنتى.

انهار...اسفة والله يا امى، سامحينى.

ثم قالت والدموع بدئت تلمع فى عينيها..بعد اذنك هشوف تقى عشان خلاص الفرح قرب ينتهى.
وحضرتك برده شوفى زينب.

سهير...اه طبعا، اتفضلى وربنا يسعدهم ويهنيهم.
وعندما غادرتها اسرع لها زين بقلب ينبض مشتاق لخبر موافقتها بفارغ الصبر ولكن عندما اقترب من والدته ورأى فى عينيها نظرة حزن، علم ما فى الأمر.

فتراجع من غير أن يسئلها،وشعر بضيق فى صدره،وكان الهواء قد نفذ من رئتيه، فخرج مسرعا من القاعة  يلتقط أنفاسه، وأخذ يجوب فى الطرقات لا يعلم أين يتجه ولكنه يمشى فحسب.

واخذ يحدث نفسه...ليه مصممة تبعدينى عنك، ليه عايزة تموتينى، ده جزاء حبى ليكى.

حرام والله ده، اعمل ايه تانى عشان تقبلينى ؟
وخرج من شروده على رنين الهاتف.

سهير...انت فين يا ابنى، الفرح خلص ؟

وانا مستنياك نوصل العروسة ونتطمن عليها.

تنهد زين بألم....حاضر، جى.
ثم عاد إلى القاعة مرة أخرى، فتقابلت عينيه معها فى نظرة عتاب طويلة.

فوجدها تتمتم بكلمة...اسفة غصبة عنى.

ثم فرت  من أمامه هاربة، واستقلت سيارة عرس ابنتها تقى.

أما هو فكتم صراخ قلبه حتى لا يشعر به أحد،ورسم على وجهه ابتسامة واقترب من أخته وقبلها بين عينيها قائلا....مبروك يا زوز،وهتوحشينى وتوحشنى لمضتك.
زينب...الله يبارك فيك وعقبالك يارب.

فنظر لها بإنكسار قائلا....خلاص يا زينب، إظاهر مش مكتوبلى افرح.

ويلا يا عرسان اركبوا اوصلكم.
وبالفعل ذهبوا معها لشقتها.

وهمست سهير فى إذن ابنتها....ربنا يهنيكى يا ضنايا وخلى بالك من نفسك وجوزك.

وخليه فى عينيكى، هيخليكى فوق رأسه.
زينب بخجل...حاضر ياماما.

سهير...وبقولك يعنى فى ساعة صفا كلمى محمد جوزك فى موضوع زين وخليه يكلم عبد الرحمن وهو يفاتح تقى ويجس نبضها.
يمكن هى يا بنتى اللى تقنع امها وتحل المشكلة.

واخوكى يفوق لنفسه ولحاله وعياله،ده غلبان وطيب ويستاهل كل خير.

زينب...انتى هتقوليلى يا ماما، وانا مش محتاجة توصية على زين، ده اخويا الغالى وسندى بعد ربنا.

وانا كنت فعلا هكلم محمد يعمل كده، بعد ما خلاص تقى اتجوزت.
وربنا يقدم اللى فيه الخير.

سهير...ربنا يحفظكم لبعض يا بنتى، ثم غمزتها قائلة، يلا اسيبكم بقا، عشان شايفة وش محمد بيجيب الوان ومستعجل نطرء برا.

فابتسمت بخجل زينب مرددة..والله هتوحشونى.

اقولك لا انا مش هقدر تمشوا وتسبونى مع محمد الوحش المفترس اللى مستنى لحظة الهجوم ده.
انا جاية معاكى يا مامتى يا حبيبتى.

سهير بضحك...يا حلاوة يا ولاد، هو لعب عيال ولا إيه ؟
اعقلى يا بنتى، أنتِ خلاص اتجوزتى وبقا ليك زوج وبيت.
فحافظى عليهم بإيدك وسنانك.

ليأتى محمد مرددا...هو فيه ايه يا ماما ما تضحكونى معاكم ؟

سهير...اسئل مراتك !

محمد...خير يا زوجتى.
زينب...مفيش يا زوجى، كل الحكاية، انى هروح ابات مع ماما يومين كده وارجعلك ماشى.

ليقف محمد مصدوما فاتحا فمه ببلاهة، لتضحك سهير، ثم تأخذ بيد زين قائلة...يلا بينا يا ابنى، قبل ما اختك تخلص على جوزها، عشان نبقا احنا بعيد عن مسرح الجريمة.

فضحك زين ثم شاور إلى زينب وغمز لها هامسا...ارحمى الراجل يا زوزو.
يلا سلام.
حاولت زينب الإسراع إليهم ولكن جذبها محمد من ذراعها قائلا...هتروحى فين منى يا قلب محمد من جوه، ده انا مصدقت الأقيكى.

ليقضوا ليلة جميلة حلموا بها كثيرا.

كذلك تقى وعبد الرحمن، التى وجدت منه تقى حنان الاب ومحبة العاشق فكانت اسعد ليلة فى حياتها.

على النقيض من أنهار التى قضت ليلتها فى بكاء بعد أن أصبحت وحيدة بين الجدران، لا انيس ولا صاحب، بعد زواج تقى.

وايضا زين الذى ظل على فراشه ساكنا وقد جفاه النوم، من كثرة شروده فى انهار.

ثم قال...لا انا كده حاسس هيجرالى حاجة.

لما اقوم اصلى ركعتين لله واطلب منه سبحانه أنه يجمعنى بيها، هو قادر على كل شىء.
( امن يجيب المضطر إذا دعاه).
 

تم نسخ الرابط