رواية ودق قلبي لها كاتبة / شيماء سعيد ( ام فاطمة )
ما تشوفوا موضوع تانى تكلموا فيه.
سهير.....يا ابنى هو احنا عندنا اهم منك، ونفسنا نلاقيك مرتاح ومتهنى.
زينب...اه يا زين، وانا متأكدة أن تقى هى اللى هتقدر تسعدك.
دى روحها مرحة وخفيفة وحلوة.
زفر زين بضيق قائلا....وانا عارف سعادتى فين ؟
ولقتها فى أنهار مش فى تقى.
فأنسى موضوع تقى ده خالص.
سهير بغضب...مفيش فايدة فيك، حتى يسيب البنت اللى لسه بتقول يا هادى وهترجع ليك شبابك من جديد وتقدر على تربية ولادك.
وياخد وحدة من سنه يعنى كلها كام سنة وتكبر اكتر وتلف بيها على الدكاترة وساعتها هتن0دم الندم كله.
زين بفراغ صبر...يا امى هو المرض يعرف صغير ولا كبير، المرض لما بيجى مبيرحمش حد وربنا يعافينا.
أما الشباب فالشباب شباب القلب لما اكون مع وحدة تحبنى وأحبها وتريحنى بغض النظر عن السن.
وبالعكس لما تكون قريبة من سنى هتفهمنى اكتر وتريحنى.
لكن بنتها عشان فارق السن ده ممكن يحصل بينا مشاكل كتير عشان عقلها هيكون غير مدرك.
ومش هعرف أنزل لسنها وكمان ولادى ممكن تعمل عقلها بعقلهم لكن انهار شوفت فى عينيها حنية العالم كله.
وحاسس انها هتكون جنة الدنيا باللنسبالى.
ولعلمكم انا روحت وفتحتها فى الموضوع لكن للأسف رفضت.
بس انا قدرت رفضها ده واتمسكت بيها اكتر من الاول.
وهحاول تانى وتالت لغاية ما توافق.
فنظرت زينب إلى والداتها سهير بذهول قائلة...لا كده كتير اللى بيعمله ابنك ده يا ماما.
سهير بغضب...ده كلام برده يا ابنى، ميصحش ابدا كده.
ولكن زين لم يعبىء بكلماتهم تلك، لانه يعلم أنه مهما وصف له مشاعره، فلم يقدرها أحد.
فالجمرة لا تحرق الا من يمسك بها.
ثم ولج إلى غرفته شاردا فيما عليه فعله لكى تقتنع تلك العنيدة بالزواج منه.
تحدثت زينب إلى والدتها مرددة بغيظ وحنق...شوفتى عمايل ابنك !
اعمل ايه دلوقتى انا مع تقى، كده هبص فى وشها ازاى بعد كده.
جبتلك عريس طمع فى امك وانتِ لا ؟
هيكون احساسها ايه ؟
لا كده كتير اللى بيعمله زين ده والله.
سهير وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا..اه والله يا بنتى.
الله يهديك يا ابنى.
زين فى غرفته...هتصرف ازاى دلوقتى يا زين ؟
ثم طرء على خاطره، أن يأخذ رقم هاتف تقى ليصارحها بما يريد، لعلها تقنع هى والدتها بالأمر.
ولكنه تردد قائلا....بس خايف البنت تكون اتعلقت بيا.
ويكون ده صعب عليها، أو تكره امها بسببى.
وبعدين انا احترت فعلا، اعمل ايه ؟
ثم فكر أن ينتظرها بخارج المنزل، لعلها عندما تراه متشبث بها يلين قلبها له.
وبالفعل فى اليوم التالى.
وقف بسيارته أسفل البناية التى تخصهم، وانتظر بها ساعة تلو الأخرى لعلها تريح قلبه وتخرج فيراها.
قامت انهار بالنداء على ابنتها من الداخل قائلة...انا نازلة يا تقى، ومش هغيب،هوصل الأوردر للناس وجاية على طول.
فأسرعت تقى إلى والدتها، وقبلتها فى إحدى وجنتيها بحب قائلة بمرح...ماشى يا قمر، المهم سبتيلى حتتين جاتوه، اتسلى بيهم عقبال ما تيجى ولا ايه ؟
انهار بضحك...همك على بطنك، ومش عارفه اعملك ايه صراحة.
ده أنتِ ساعات بتكلى حاجة الناس واضطر اعمل تانى.
تقى...اعملك ايه يا قمر، ما انت اللى ايديكى تتلف فى حرير وشغلك يفتح النفس.
ومش بقدر أقام حلوياتك يا سكر.
انهار..خلاص خلاص، هتعملى فيلم، هتأخر على الناس كده.
ومتقلقيش نصيبك شيلته فى التلاجة.
واياكى ايديك تروح على كده ولا كده تانى.
عشان الكريم الذاتيه والشيكولاتة دول هستخدمهم فى أوردر تانى هخلصه لما ارجع..
تقى...يوه،طب لحسه من هنا ومن هنا.
انهار بتوعد...تقى قولت ايه ؟
تقى...خلاص،بس متزوقيش، كفاية حتيتين الجاتوه يا قمر انت.
انهار...ماشى يا لمضة، انا نازلة، ومتفتحيش الباب لحد.
تقى بضحك...حاضر يا ماما، حفظت والله التعليمات، فى كل مرة تنزلى.
أنهار بحب...اعمل ايه، بخاف عليكى، ربنا يحفظك.
يلا استودعك الله.
وبالفعل نزلت انهار، وعندما رآها زين دق قلبه لها.
وتسارعت نبضات قلبه حتى أنه وضع يده على قلبه ليهدىء من روعه.
ولكن لم يتحرك من سيارته، وأثر حتى يعلم وجهتها، وتبتعد قليلا عن مسكنها، حتى لا يحرجها أمام أحد تعرفه إذا رآها تتحدث معه.