رواية ودق قلبي لها كاتبة / شيماء سعيد ( ام فاطمة )
ثم تركتها وغادرت وهى تقول...مش عارفه صراحة مين الام والبنت فينا على الحال ده !!
تصنمت أنهار مكانها وتصبب وجهها عرقا وزين ينظر إليها مبتسما على حالها هذا وكأنها تلميذة خائفة أمام معلمها.
حاول زين يخرج كلماته المتصلبه فى عنقه، وود لو اكتفى بالنظر إليها فقط دون حديث، ليشبع عينيه منها.
وهذا يكفيه، فالنظرة إليها حياة.
وهى من إعادته من عالم الاموات الى الدنيا ونعيمها مرة أخرى وكأنها جنته على الأرض.
ثم حاول اخراج صوته المكتوم قائلا بخفوت...أنهار، انا مش مصدق خلاص إنك وفقتى.
وكمان واقفة قدامى، اه شكلك زى ما يكون بتقولى...يا ارض انشقى وابلعينى من الخجل.
بس زى القمر ووشك شبهه الطمطماية كده.
بس متقلقيش لانه بجد رغم سننا وان سبق لينا الجواز وعندنا عيال.
بس لسه قلبنا نقى من بتاع زمان،مش قلوب شباب دلوقتى.
وانا فعلا شايفك بعينيه ولا بنت ١٦سنة، لسه وردة مغمضة.
بس كل الحكاية انى بحبك يا أنهار.
وبتمنى اعيش باقى عمرى معاكى ولو حتى يوم واحد، ده هيكون بعمرى كله.
ليظهر حب أنهار التى اخفته فى صدرها لمدة أشهر مرددة بخوف...بعد الشر عليك، ربنا يبارك فى عمرك.
وتعيش لما اتجوز سالم وسليم وتفرح بولادهم.
فابتسم زين لطيبة القلب تلك التى أثرته بطيبة القلب فى بادىء الأمر ثم ذاب عشقا بها فى كل حالاتها.
زين بمكر..مكنتش عارف انى غالى عندك كده.
بس أنتِ دوختينى معاكى اوى يا أنهار.
تعبت بجد وكل ما كنت أقرب، أنتِ تبعدى.
لغاية ما حسيت باليأس دخل قلبى، وحسيت انى هموت ولولا انى ساعتها قومت صليت لله ركعتين وطلبتك من الله عز وجل، ساعتها حسيت بأمل تانى من جديد.
ورجعت للحياة تانى.
وكأن ربنا سبحانه وتعالى بيقولى ( أبشر )
وفعلا أنتِ اجمل بشرة فى حياتى.
أنهار متعجبة من كلماته ...ياالله انا كل ده !
زين...واكتر صدقينى.
أنهار بندم...اسفة سامحنى، كان غصب عنى.
موقفى كان صعب اوى قدام بنتى.
إزاى اخد منها عريسها، خصوصا إنها فى الاول كانت مبسوطة.
فكان لازم اعمل ده، رغم انى قلبى فعلا بعد سنين طويلة من الحرمان بدء يتحرك.
بس برده فضلت بنتى عليا، واى أم فى مكانى كانت هتعمل كده برده.
لان لو معملتش كده هخون ثقة بنتى فيا.
وده كان مستحيل يحصل.
زين....وانا فعلا قدرت ده، واتمسكت بيكى اكتر.
وادى اهو، الفضل لله ثم محمد جوز تقى، اللى جميله فى رقبتى طول عمرى.
وجبلها الافضل والمناسب لست البنات تقى.
عشان تروق كده ست الستات أنهار وتهدى وتقبلنى كزوج.
أنهار ....بس برده كنت خايفة لغاية اخر وقت، بس لما كلمتنى وشوفت فى عينيها الفرحة ليا، ساعتها بس وفقت.
فصاح زين بحب...يا كريم يارب.
طيب يلا بينا على المأذون،مش عايزين نضيع اى لحظة من عمرنا، كفاية اللى ضاع من عمرى قبل ما اشوفك.
أنهار بضحك...مأذون كده على طول،لا نصبر شوية.
زين...لا معنديش صبر، انا صبرت كتير.
افترشت انهار بنظرها الأرض مرددة...بس يعنى انا مش جاهزة للجواز وكده، انت فاهمنى.
ويعنى محتاجة اشترى شوية حجات.
فالموضوع محتاج كام شهر كده،معلش.
أيقن زين ما ترمى إليه أنه ليس بوسعها تجهيز بعض احتياجاتها الآن وتحتاج فترة لتدبر أمرها.
فابتسم مرددا...تسمحيلى اخدك دلوقتى، تشترى كل اللى نفسك فيه.
ثم أخرج من بنطاله كرت الفيزا، ثم قدمها لها مرددا...وخلى كمان دى معاك، عشان لو احتجتى تشترى حجات خاصة وتكسفى تشتريها معايا.
ثم غمزها بمكر وتابع...بس زودى فيها عشان تعوض شهور الصبر اللى عشتها.
شعرت أنهار بالحرج ورفضت أن تأخذها بقولها...لا لا.
انا هتصرف بس معلش سبلى فرصة اظبط نفسى.
زين مطمئنا لها....يا حبيبتى، انا من اليوم مسئول عنك فى كل حاجة.
ولو يعنى مكسوفة، يبقا نكتب الكتاب عشان تكلمى معايا بأريحيه شوية وتحسى انك فعلا فى عصمة راجل بيحبك ولو يطول نجمة من السما يجبهالك.
وممكن كمان نأخر الدخلة اسبوع زى بعضه، عقبال كمان متظبطى حالك وتيجى تشوفى الشقة، هى طبعا جاهزة، بس مقفولة من ساعة المرحومة.