الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
"احمد" في نُص الوقت من قعدتنا، بصلي وقام وقف وقالي بابتسامة:
_ ما تيجي نُرقص يا يـثربّ.
"نوراة" بصتله بصد@مة وقامت وقفت جمبه:
_ انت بتهزر ولا ايه، وانا روحت فين؟
_ بطلي افورة، عادي يعني ما برقُص معاكي علي طول، ها يا يـثربّ؟
_ هو انتي مخطوبة يا يـثربّ؟
بصيت للدِبلة اللي محاوطة ايدي، وتقريبًا نسيتها بس هو بيفكرني بوجودُه حتي في غيابُه !
رديت وانا بقلعها:
_ كُنت.
سئل "زياد":
جاوبتُه ببرود، اكتسبتُه علي مدار سنين:
_ دي حاجة ترجعلي.
رفع حاجبه بـ استنكار:
_ انتي بتتكلمي كِدا ليه ؟
قاطعتُه "دهـب" بحِدة:
_ ما بس يا زيـاد انت هتتخانق؟ ما هي حُرة تلبس اللي هي عايزاه.
قاطعتهم "نِسمة" بملل:
_ هو انتوا هتتخانقوا هنِا؟ احنا جاين ننبسط بقا بطلوا، مخطوبة ولا لأ ميهمناش.
رد "احمد" بمعني ونظراتُه عليَّا:
_ لأ يهمنا ونُص علي فكرة ! وقولتي ايه هترقُصي؟
_ مين دي اللي تُرقص معاها، دي جاية تتفرج بس دي قِفـل وهتُـرفـ.....
_ تمام، هرقُص.
بصتلي بصد@مة وغض-ب، و"احمد" اللي ما صدق مَدلي ايُده، جالي بأبتسامة، اللي خلاني ارُد بتحدي وتوافق لهجتها وهي بتتكلم عليَّا، فقررت استفزها، ودي حاجة تانية اكتشفتها فيَّا بجانب ردودي وتصرفاتي، أن استفز اللي قُدامي واحرق دمُه من الغيظ لو حاول بس يقلل مني، وانا مكُنتش كدا !
قومت معاه تحت ابتسامة "دهب" "ونِسمة ومحمد" ونظرات الغضب الكارهّ من "نوراة" والاستهجان من "زياد".. خدني لصالة الرقص حاوطني من وسطي، اتنفضت من اللمسة وبعدتُه جامد، بصلي بتساؤل ؟
بلعت ريقي بتوتر، معرفش خوفت واتلدعت من طريقة مسكتُه ليَّا ! عُمري ما كُنت اتخيل أن ممكن ارقُص مع واحد غريب ويلمسني كِدا !؟
قولتلُه بأرتباك وانا ببتسم:
_ معلش بس لازم اروح الحمام.
مسِكني من وسطي تاني بأبتسامة رغم اعتراضي، بالعافية:
_ خُدي بس هنا هو احنا لحقنا نُرقص !.
ملامحي اتغيرت، وابتديت اتعص-ب انُه مسكني تاني من غير ما اسمحلُه وكُنت لِسة هكلمُه وابمسح بيه الارض وسط الناس، بس في صوت، ما بين الدوشة، صوت غاضب وعالي أنا سمِعتُه، خلاني اتخَض، كـان صوتُه هـو "فـارس":
_ يــثــربٌ.
بلعت ريقي لما بصتلُه، يعُتبر كان واقف علي مسافة مش بعيدة، قُريبة مننا اوي، وعنيه كُلها علي ايد "احمد"، هتحرقها من بصتُه، اللي محاوطاني، بعدتُه بفزع، ومعرفش أنا خوفت منُه ليه اوي كدا وانا المفروض مش مهتميالُه نهائي، بس يمكن وجوده في المكان دا بدون تفسير وصلي ازاي ! او يمكن أنه شاف حد حاضني وبيرقُص بيّا وانا من جوايا رافضة الفكرة دي، في حينَّ أنا كُنت برفُض أشيل النقاب قُدامُه وانا مراتُه عشان اعذبـُه..
بس انا اللي خوفني، نظرتُه اللي وجهها ليَّا، حسيت بوجع معرفش سببُه جوايا من نظرتُه، مش غضب بس لأ حاجات كتير أنا بشوفها في عنيه !؟