الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
المحتويات
_ كُل دا هيتغير يا مريـم أنا مش هسيبها غير ما تخِـف وترجعلنا من جديد،امال أنا جبتها هِنا ليه؟ بس بعد ما تشِفي كُل الجروح اللي جواها من ابوها، هترجع احسن من الاول كمان.
_ كُنت واثقة، عشان كدا قررت اعرفك كُل حاجة عن حياتها واللي عاشتُه في بيتها مع ابوها، حسيت أن انت الوحيد اللي هتعرف تعالج المُشكلة دي !
قطع رده عليها صوت خبط الباب القـويّ، مشي ناحيتُه ولِسه الموبايل في ايُده، واتفاجئ بيَّا قُصادُه لما فتح..
مقدرش يداري ابتسامتُه وسعادتُه بمُجرد ما شافني،
وسعلي ادخُل، بس انا مدخلتش، كنت متعصبة.. ببصُله بتكشيرة وغضب، وجوايا بُركان مشاعر كتير، عايزه افجُره في أي حد.. وملقتِش غيُره هو مع الاسف..
سِمعتُه بيقفل مع "مريم" الخط، ولِسه علي ابتسامتُه:
_ اقفلي يا مريم دلوقتي وهكلمك تاني.
_ بتتفقوا عليًَا تلاقيكوا؟ ما انتوا زي بعض.
شال الموبايل في جيبُه، وتجاهل مَقصد كلامي:
_ ادخلي
مدخلتش ومتحركتش، بصالـُه وانا في قِمة الغيظ، أنا مش هتقيد بيه ! أنا لازم اتحرر منُه هو كمان:
_ هتفضلي واقفة كتير؟
اتفاجاء بيَّا بزقـُه وانا بض.ربُه في صِدرهُ، وصوتي كان عالي وانا بقوله:
_ أنا مش عايزاك، مِش عايزة مريـم، مِش عايزة اي حد منكوا، انتوا مُتحكمين فيَّا، وانا مش هفضل لعبة في حياتكوا تحركوها زي ما انتوا عايزين.
فِضل علي نفس هدوئه، ومسكني من ايدي، عشان يقَربني ليه، ولاقيتُه حضَني ود-فن راسُه في شعري ! وهو بيطبطب علي ضهري بحنية،:
يمكن الحُضن دا يقدر يطبطب علي قلبك الموجوع شوية؟
سِكتت من الص.ـدمة، أنا أول مرة اتحـضن بالحنية دي، بابـا عُمره ما عملها معايا، عُمره ما قالي كلمة حلوه اصلًا، رغم أن كُنت في اشـدَّ الاحتياج للحُضن دا منُه ! وحاولت ادور عليه برا وملقتش !!
حاجات كتير اتحركت جوايا مع حُضن "فـارس" ليَّا، وعرفت انُه عِرف تفاصيل حياتي،
وانا اتخلصت من كُل اختيارتُه، فاضل هـّو..
تناسيت كُل اللي حاساه، وجيت علي نفسي بعدتُه وزقيتُه بعيد عني بغِل، وانا اكبر كدابة أنا عايزة افضل في الحُضن دا، احس بالحنية واعوض احتياجي !..:
_ هتُشفق عليَّا يعني ولا ايه؟
علي فكرة مش فارق معايا بقا، اهو مـات وهنتبه لـ حياتي بعد كِدا.
مَلس علي شعري بـ ابتسامة دافئة:
_ مش شفقة يا يـثربّ، الموضوع كُله في أن عاوز اعوضك عن دا كُله، عاوز احتويكي،
اسمحيلي بالفُرصة، وانا مَش هتخلي عنـك،
أنا مِش زيـُه والايام هتِثبتلك، أنِ بحـبك اكتر من روحي، ومِش هندمك لحظة علي اختيارك.
متابعة القراءة