الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
_ متحُطش نفسك في جُملة واحدة معايا، انت عُمرك ما كُنت اختيـاري.
حسيت بـ غِصتُه ونظراتُه اختلفت، مش للو-جع بس، دا برغم كُل عصب-يتُه وحزُنه، بيتكلم بهدوء وكمان بيناقشني بهدوء، هو طَبعه الهدوء، ويوم ما يتع-صب ويز-عق اعرف انك خرجت اخر ما عندُه من صبر، في حال اي راجل تاني كان ممُكن يقت-لني فيها لما شافني كدا، ودلوقتي بيبُصلي بكُل الحنية والدفئ اللي في الدُنيا:
_ بس انتي كُنتي اختيـاري يا يـثربّ.
خـلل صوابعـُه في خُصلات الشعري، اللي بالنسبالُه، اول مرة يشوفها، برغم كتب كتابنا كُنت برفض أشيل النقاب حتي قُدامه:
برقت بدهشة:
_ انت هتحبسني؟
_ خُديها بمَعني تاني، اعتبريها هُدنة وراجعي نفسك بهدوء.
اتنفست بعص-بية وانا بشوفه بيسحب مُفتاح الاوضة، وناوي يخُرج، جريت بسُرعة عشان اخُرج بس منعني بأيدُه وخرج وقفلُه وراه في ثوانٍ، فِضلت اخبط وارزع علي الباب وانا بصرخ فيه بغض-ب:
_ افتحلي يا فـارس، متفتكرش انك هتح-بسني، مفيش حاجة هتوقفني تاني علي فكرة!.
سمِعت صوتُه من ورا الباب:
_ لـ مصلحتك يا يـثربّ صدقيني لازم احميكي من نَفسك.
فِضلت لـ دقايق اخبط من غير رد، حتي مامـا قالتلي انُه نبهه عليها متفتحليش، بالعكس مأيداه جدًا لأنها فاكراني اتهبلت، وسابتني اكلم نفسي !
وقفت قُدام المرايا، وانا حاسة بكُتلة نار من الغَضب، أنا خِلصت من بابـا وكُل اللي عيشتُه زمان، مش هيطلعلي شخص تاني يفرض تحكُماتُه عليَّا،
_ بابـا انت بتقفل عليَّا ليه؟
جالها صوتُه من ورا الباب بكُل قسوة:
_ هتُقعدي هِنا طول الليل، لحد ما تعرفي غَلطك.
اتكلمت بنبرة مُغلفة بعياطها:
_ أنا اسفة مش هلعب معاهُم في الشارع تاني، وهسمع كلامك، بس متقفلش عليَّا.
_ أنا قولت كِلمة، عشان تعرفي لما أحذرك وتكسري كلامي وتنزلي تلعبي مع ولاد الجيران، ليه بنتي متربتش تلعب مع ولاد؟ قولتلك من يوم ما اتحجبتي انك المفروض بقيتيِ مُلتزمة وتنسي اللعب في الشارع وقِلة الادب دي،
_ خلاص مش هتتكرر ولله يا بابا.
تجاهلها وسمعتُه بيوجهه كلامُه لأمها بصرامة:
_ اقسُملك بالله يا هالة، لو فتحتِ لها لـ تكوني طالق.
ردت امُها بقلة حيلة:
_ طب بلاش اوضة الخزين، احبسها في اوضتها، نورها بيرعش وممكن يقطع في أي وقت وهي بتخاف من الضلمة.
بصلها بسُخرية:
_ بطلي دلعك الملزق، خليها تتعا-قب عشان تتعلم.
_ أنا اللي قولتلها تلعب، بلاش بقا حوار الحبس دا، دي صُغيرة عليه اوي، ما انت ضر-بتها من شوية وخِلصنا !
_ بطلي كِدب ياولية انتي، مش لِسة قايلة أنها قعدت تلعب لما بعتيها تجيب الطلبات واتأخرت؟ يبقي تتحمل نتيجة أفعالها..