الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
ومرضيتش اسمع كلام ماما وروحت بشعري، بس حِلفت هتقول لبابا افتكرتها بتهد@دني بس قالتلُه بجد..
عيطت من مُجرد ما ندالي بس، ومن الخو@ف مخرجتش، لاقيته فتح الباب ودخل فبصتلُه برعـُب، مسكني من ايدي:
_ مش بندهلك؟ مخرجتيش ليه؟
اتكلمت بتلعثُم:
_ مش انا قولت انك خلاص بقيتي مُحجبة؟
فضلت ساكتة، فزعق فيا ونشف الد@م في عروقي:
_ رُدي.
_ ايوه.
_ يبقي تسميّ اللي عملتيه دا ايه؟
_ وللـ... ولله يابابا كان انهاردة بس عشان المدرسة عاملة حفلة وكُنت عايزة ابقي بشعري زي صُحابي
عيطت اكتر:
_ يعني هموت زي عمتو !
_ دا كان تنبيه بس انتي جبتي أخري،
سابني وخرج وانا جريت علي مامـا اللي بقت تلوم نفسها انها قالت له، رجـع معاه ماكينة الحلاقة بتاعتُه، سئلتُه ماما بتوتر:
_هتِعمل ايه بـ ماكينة الحلاقة؟
_ هحلقلها شعرهـا اللي فرحانة بيه.
اتفزعت في حُض@ن مامـا وعيط@ت بصوت عالي وانا بتحايل عليه:
_ لالا يابابا، أنا بحب شعري
_ ودا درس اتعلميه، عشان تغضبي ربنا وتقلعي الطرحة بعد ما بقيتي مُحترمة واتحجبتي.
مامـا ردت عليه بعصبية:
_ مِش للـدرجة دي يا مُرتضي، واللي بتعمُله انت ميغضبش ربنا؟
تجاهلها وسحبني من حُض@نها وانا بص@رُخ بـ انهيار، وماما بتتحايل عليه، وتقوله يوقف العقاب دا أن شاءالله يضر@بني بالخرطوم زي كُل مرة بس ميحلقش شعري الطويل، عشان الجيران ميتكلموش !!
بس مسمعناش، وبدأ يحلقُه فعلًا، وقتها في حاجة اتكسرت جوايا، أنا مفهمتهاش، بس لما كبرت فهمتها واستوعبتها، مع كُل خُصلة كانت بتُقع من شعري !
ماما بصتلي ودموعها علي خدها وهي بتملس علي رأسي اللي يعُتبر بقت شِبه "صلعه" !!
_ ليه كدا ! شعرها الجميل، الجيران يقولوا علينا ايه دلوقتي ؟!
رمي الماكينَة ووطي لمستوايا وبصلي وانا تقريبًا مش مستوعبة حاجة، ينصـَّح وبلُغة الشيوخ اللي بيستعين بيها كــسَتار علي افعالُه اللي بعيدة كُل البُعد عن المُتدين:
_ يا يثـربّ ؟ انتي مسَهـمة في ايـه؟
بصيت لـ "مريم" بجمود، وهي بتكلمني بقلق وبطبطب علي ايدي، صوتها فوقني اسوأ ذِكرة عدت عليَّا وانا طِفلة، وكانت السبب أن افتكرها، موبايلي اتهز في جيبي طلعتُه لقيت "دهـب" اللي بترن زقيت ايد "مريم" بعنُ@ف وانا داخلة الاوضة عشان ارُد علي "دهـب":
_ ابعدي ايدك عني، أنا مبحبكيش، مبحبش حـد فيكوا...... !!!!؟
يتبــــع...