الإنعكاس بقلم سلمى ناصر

موقع أيام نيوز

 ولُه الحق
اتكلمت بعصبية بعد ما استكفيت:
_ لأ ملوش الحق ! ملوش الحق يعاملنا زي البهايم،

ملوش الحق يفرض كلامُه علينا من غير نقاش وكأننا ملناش إرادة، ملوش حق يمشي حياتنا علي كيفُه ورغبا@تُه ومينفعش نتكلم لانُه بيستخدم حيلة حلوة، بيتكلم بأسم الدين اللي ميعرفش عنُه حاجة، واللي ميستحقش يتقال عليُه شيخ والناس مخدوعه في الوش السِمح الطاهر دا اساسًا.

قـلم نـزل علي وشي سَمرني ملحقتش استوعب، قبل ما احس بصوبعها وضوافرها بتتغرس علي كتفي بتنهش لحمي من الغضب، واتكلمت وهي بتع@يط:

_ اوعي اسمعك بتقولي علي ابوكي المي@ت كِدا فاهمة؟ ابوكي اللي كان بيبذُل كُل جهدُه عشان يطلعك مُخترمة، يبقي دا جزاتُه؟ دا لو عاش لليوم اللي يشوفك فيه كدا كان قتلتك وشِبع فيكي مoت !

يارتني اقدر، يارتني اقدر اعملها واغسل الع@ار اللي انتي جيبهولي من يوم ما م١ت..

لاقيت دموعي بتنزل لوحدها من القهرة، وانا زعلت من نفسي، لاني وعدتها مفيش عي@اط تاني بعد موتُه، بس طلعت كدابة:

_ اقولك حاجة ياريتك ما جبتيني للُدنيا اللي مشوفتش فيها يوم حلو ولا حُض@ن حنين ولا ايد تطبطب ! مشوفتش الا القسوة والضر@ب والاجبار،

وتقولي ابوكي ! هو في آب كِدا؟ في آب توصل بيه يعمل فيَّا اللي عملُه زمان دا؟ خليكي عارفة العار اللي بتقولي جبتهولك دا، انتوا السبب فيه ! لمُوا نفسكُم متلومنيش، عشان أنا هعيش لدماغي ولنفسي بعد كِدا..

سيبتها ودخلت انام، ومدريتش بالدُنيا بعدها، معرفش أنا هنام فعلًا ولا بهرب ؟

_ أنت بتِعمل ايه هِنا !
قولتها بفـزع لما فتحت عينيا الصُبح علي وجود "فارس" في وشي، قاعد علي سريري بيبُصلي وساكت ! 
اتنهد تنهيدة كبيرة:
_ جيتلك عشان اخدك معايا زي ما قولتلك امبارح.
اتعدلت وانا بتكلم بـ استنكار:

_ وفي حاجة اسمها استئذان قبل ما تُدخل اوض الناس كدِا.
رفع حاجبُه:
_ أنا جوزك وعادي ادخُل، بس ما علينا والدتك قالت انكوا اتخانقتوا ولما جت تصحيكي مرضتيش تصحي، فدخلت اطمئن.
قولتُله وانا قاصدة اضايقُه:
_ متقلقش مش هم@وت وانا علي ذِمتك.

سِمعت صكُ سنانُه، هو من امبارح بيحاول يتمالك اعصابُه، وميتعصبش وياخد رد فِعل ومع ذلك بعصبُه وبج@رحُه، بعيد عن بابـا مكانش اتردد يقتلني عادي !

قام من علي السرير مرة واحدة وخرج وهو بيقولي:

_ معاكي عشر دقايق، أنا مستنيكي برا.

لعبت في شعري ببرود:

_ أنا مبلبسش في عشر دقايق، ممُكن اخُد ساعة.

لف بضهُره قبل ما يخُرج، ولاقيتُه فتح الدولاب بيدور فيه، كُنت لِسه هتعصب وأقوم اتخان@ق انُه ميفتحش حاجتي، بس قالي:

_ هُما كلُهم مكشوفين؟ فين فساتينك الطويلة؟

تم نسخ الرابط