الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
لحد ما يفوق، ويحققوا معاه..
_ بس ياستي، اطمنتي دلوقتي؟
ابتسمت بسعادة وانا بحمد ربنا في سـّري بدموع،
رغم أن غلطِت في حق ربنا كتيـر واغضبُته،
وقِف جمبي وخـرجني من مُص-يبتي، ووقفلي اللي يشـهد في حقي، ومن مين ؟؟ "زيـاد" اكتر واحد مكُنتش بطيقُه فيهم وبشُك فيه !، ربنا رحيـم بينا اوي.. !
_ شـكرًا يا زيـاد.
ابتسم لي ببساطة:
_ أنا معملتش حاجة، دا كان لازم يحِصل.
_ أنا حقيقي مكسوفة من نفسي أن فهِمتك غلط،
وانت كُنت اكتـر حـد صـح فيهم.
بص في الاوضة بعشوائية:
_ ياستي ما مـحبة الا بعد عدواة، أنا قطعت معاهم أصلًا من بعد اللي حصل، انا بس كنت رافضك تبقي معاهُم انتي غيرهُم، ومكُنتش عاوزاهم يبهتوا عليكي وتبقي شبههم،وواثق انك هترجعي احسن من الاول أن شاءالله، اعتبريني اخ ليكِ من دلوقتِ، في أي وقت تحتاجيني هكون موجود.
ابتسمتلُه بـ امتنان، كُنت بكلمـُه عن طـريق "الكتابة" طبعًا لاني لسه مِش قادرة اتكلم، واللي صمم يجي يزورني قبل ما اروح من المُستشفي لبيتنا، ودخل واطمئن عليَّا واعتذارلي بالنيابة عنهُم.. حسيتُه غيرهُم، ودا كان باين في تصرفاتُه المعارضة لتصرفاتهُم،انا مشوفتش كِدا ومكُنتش بطيقُه، بس اتبسطت أن بقا عندي اخّ جدع، بغـض النـظر عن نظراتُه اللي لاحظتها لـ "مـريم" طول قـعدتنا،و اللي كانت معايا ومش مُنتبهالهُ اساسًا، بس اكتفيت بـ ابتسامة ليهُم.. ولـ "فارس" اللي كان في الحسابات وطلع لاقاه لِسة موجود، لاحظت نظرات الضيق ومِسك ايدي عشان نَسبقهُم ونُخرج، وعرفت انُه بيغير، رغم أن شكُره واستجدعُه، بس انا اتبسطت بالغيـرة دي..
بعد كام يوم، كُنت بجَهز شـنطتي أنا ومامـا، اللي دموعها مفارقتش عنيها، عشان اروح المصـحة، قرار مجاش بسهولة و"فـارس" تعب معايا عشان يقنعني بس مستسلمش لحد ما وافقت اروح !
كُنت مضايقة، رافضة اعمل اي حاجة، مُترددة في الخـطوة دي ! باب اوضتي خَبط، وشوية ودخـل "فارس"، ماسك صنية عليها اكل، حطها قُدامي ومسك ايدي قعدني جمبُه وهو بيكلمني:
_ ممكن اعرف لـيه زعلانة ورافضة تاكلي؟
اتنهدت وسِكت، فكـمل:
_ مِش احنا اتكلمنا ؟ واتفقنا؟ متخافيش يا حبيبي محدش فينا هيسيبك لوحدك هنفضل معاكِ، وانا هكون موجود عندك كل يوم، مش هسيبك لـحظة ! وبعدين اعتبريها رحلة تصفي ذِهنك وتشيلي كُل اللي وحشّ جواكي، وكمان ياستي مش كُنت مش عايزة تقعُدي مع مريم؟ وبتتعصبي وخدودك الحلوه دي تحمر لما اقولك هتعيشي معايا؟ خلاص بيت جديد اهو ومش هعرف اعصبك تاني !.
ابتسمت غصبًا عني، فكمل بـ ابتسامة ومـرح، وهو بيمدلي ايـُده بالمعلقة:
_ ايوه كِدا، ويلا كُلي، اقولك، هفتح نِفسك واكُل معاكِ، أو عشان اكون صريح، أنا عيني هتطلع علي البانيه دا، فـ الحقي كُلي.
كـلت منُه فعلًا وانا بضحك علي كلامُه، وغمازاتي بانوا، ويمكن من زمان مضحكتش لدرجة يبانوا،
او يمكن بضحك من القلب، إنما هو فِضل يأكلني وهو بيكلمني بمرح عشان يهونّ عليَّا:
_ طِلع في احلا ويشبع اكتر من البانيه،خطِة ذكية جدًا، افضلي اضحكي وانا انسي واتأمل، وتطلعي بالصنية لوحدك في الاخر، بالهنـا ياستي.
في خلال سِـت شهور أنا اتعالجت تمامًا، دخلت حالة مشوهة، مجروحة، ومعقدة، وحقودة، ومريضة.