الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
أنا واثقة انك رافضة دا من جواكي.
سرحت في كلامها وانا بقولها:
_ بس انا مبسوطة أن بعيش اللي حرمني منُه ومحدش بيمنعني.
_ الشي@طان مهيألك انِك مبسوطة عشان يضحك عليكي وتستمري في الغلط، تقدري تتبسطي وتعملي اللي عايزاه برضو وانتي بتراضي ربنا، ارجعيلـُه
تاني عشانك مش عشان حد،
ممنوش فايدة دا كُله صدقيني.
نفخت وانا بتكلم بزهق من كلامُهم وضغطهم:
_انتي هتعملي زي فارس اللي طلعلي من البخت دا
_ واحلا بخت، طب ولله لو ماما مكانتش رضعتُه كنت اتجوتُه بس نقول ايه، دا يابختِك بيه يا يثـربّ بجد
غيرت الموضوع وبعدت التفكير دا عن بالي:
_ طب ما تشغلي الشاشة عشان نتفرج.
صحيت الصُبح لما ملاقتش "مريم" جمبي وخرجت برا ادور عليها، لاقيتها قاعدة في الصالة، بس مكانتش لوحدها، ابوها كان معاها، يعتبُر قاعدة علي حِجرُه، وهو وراها، بيضفرلها شعرها وبيضحكوا ويهزروا !!
المنظر دا مُبهج وجميل لأي حد، بالنسبالي دا شرح قلبي بسكيـنة ! أنا اتوجعت لدرجة اتمنيت تعيش جُزء من اللي عيشتُه عشان ارتاح من الصورة اللي شايفاها دي!
مِن زمان وانا عارفة تعُلقهم ببعض وحبهُم الظاهر القوي وحنيتُه عليها، للصراحة كان معتبرني زيها بالظبط ومش بيفرق بينا، بس لما كُنت بروحلها وانا صُغيرة كنت بسئل نفسي؟ ليه مبقاش زيها؟ ليه بابا ميحبنيش كِدا؟ ساعات كرهتها وغيرت مِنها،
ومعرفش الاحساس دا جيه تاني دلوقتي ولا ايه.
_ تِسلم ايدك يا بابا، رغم أن بقيت شـحطة بس بحب الضفيرة اللي بتعملهالي.
باسها من رأسها وهي بتقوم:
ضحكوا وهُما بيهزروا، انتبهولي فكلمني باباها:
_ صباح الخير يا يثـربٌ تعالي يا حبيبتي واقفة بعيد ليه؟
_ تعالي يا يثـربّ نحضر الفطار سوي.
انا مكُنتس سامعهم أصلًا دموعي منزلتش جامده في مكانها، وصورتهم خدتني لنفس المكان دا تانـي !
_ يعني نِزلت المدرسة بشعرها؟
أكدت بـ ارتباك:
_ طب بس اقُطمي خالص، يـــثــربّ
عارفين الكتكوت المبلول؟ أنا كنت الكتكوت دا، ومبلول فعلًا لأني عملتها علي روحي من الخوف وانا ورا الباب سامعه صوت ماما بتشتكي لـ بابا بعد ما رجع من الشُغل، وقالتلُه أنِ نزلت بشعري من غير طرحة عشان المدرسة كانت عاملة حفلة وكُنت عايزة ابقي حلوه زي البنات بس وكان انهاردة وخلاص،