الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
_ متستعبطيش، الليّ اديتيلُه كلام في العضم لما قالك انُه مُعجب بيكي وعاوز تتكلموا، وقولتلِه بيتك مفتوح، يجي يطلُبك، وانك مش بتتكلمي مع حد، وبقا كُل يوم يزورني يا سُبحان الله عشان يتأملك، مصلحجين زي بعض، ولايقين يا باردين، اهو قالي هيتقدملك ياستي.
لاقيت الابتسامة بقت من الودن للودن، وطنشتني وراحت تبُص لنفسها في المرايا، طب ومُشكلتي دلوقتي؟:
_ ودا وقتـُه يعني؟ دا الليّ يشوف الكلام اللي بتدهوله زي السـَم ميقولش انك واقعة كِدا!
طب والمُشكلة الليّ عملتهالي دلوقتي !
لفت برأسها ليَّا وهي بتقولي، تزامنًا مع خبط "فارس"الباب ودخوله الاوضة:
وهي خارجة ضربت كـف، بكـف "فارس" وهو ابتسملها، بصتلـُه بغيظ،:
_ انتوا بتتفقوا عليَّا بقا؟ ومشغول ومش هقدر اجيّ المصحه، هان عليك تقولها أصلًا.
رفع ايدُه بـ استسلام وبراءة:
_ ولله كانت فكرة مريم، وخلتني انفذها تحت التهديد، بس تعرفيِ أنها ذكية، عرفت تجيلي الرد الليّ يريح القلب المسكين دا.
ضميت شفايفي بحرج، ووشـّي بقا لونُه احمر اكتر من الطماطم، مع نظراتُه الليّ بيطالعني بيها، فرديت بتوتر:
_ علي فكرة بقا كُنت بهزر، أنا ولا بحبك ولا حاجة.
معرفتش ارُد عليه، فوطيت راسي وسكِت، قـّرب مني وهو بيرفعها عشان ابُصلـُه، وابتسامتُه الحنينِة:
_ متوطيش راسك، انتي متعرفيش أنا استنتها منِك ازاي ! أنا كُنت بدعيّ ربنا في صلاتي، انُه يحنن قلبك عليَّا، وتحبيني زي ما بحبـك، بـُعدك عني كان مـو-ت بالظبط.
بصتلـُه بأبتسامة وانا بدمع، فـ كمل:
_ قوليها تاني.
اتكسفت، فضِحك:
_ عشان خاطري.
_ لا... متطمعش أنا هبقي اقولها لك في الفـرح.
رفع حاجبُه بلعبية:
_ يعني دا اعتراف مِنك انك عايزة تحددي معاد الفـرح !؟؟
اتكلمت بدهشة وحرج:
_ ايه، لا.. أنا بقول فرضًا يعني في الفـرح قُريب.
_ ودا اعتراف تاني انِك عايزاه علي الاسبوع الجاي بالكتير.
زقيتُه بغيظ:
_ امشي من هِنا يا فارس، أنا غلطانة، مش عايزة فرح خالص.
لاقيتُه بيشيلني، وبقيت بتمرجح علي دراعـه في الهواء، وهو بيتكلم بضحـك:
_ ودا اخـر اعتراف، دا الليّ هناخُد بيه، اني اخطفك علي بيتنا وبلاها فـرح، وانتي كدا كدا مراتيّ، عين العقل يلا بينـا.
_ أنت ما بتصدق ولا ايـه ياعم انت !
ضِحكت اوي، واحنا مبطلناش هزار وكلام، فِضل موجود عندنا هو و"مـريم" الليّ قررت تبات معايا، ولحد بليل "فارس" معايل، وفي الاخر ودعني بُحضن دافئ وروح، وانا معاه بقا دا الطبيعي، الضِحكة بتُخرج من القـلب..
بعد كام شـهر من التجهيز، اخيـرًا فرحي أنا و"فارس"، يوم مش قادرة اوصُفه، فرحة مفرحتهاش قبل كِدا !؟ مبسوطة جدًا، لدرجة أن هوزع سعادتي علي العالم كُله...
دخلت عليَّا "مـريم" وانا بالفُستان الفرح، بعد ما جِهزت، والشَكل الجديد، بصتلي بدموع وفـرحة، كانت اتنين !
نَفس الموقف دا كان من شهور بس في فروق، قبل كدا كُنت مُشوهة وبتصَرف بلا وعيٌ،
دلوقتي أنا مُحبة، فاهمة الحياة وحباها، واهم نُقطة اوصلها أن ارضيّ ربي من تاني، والليّ مسَابنيش لحظة..
قـربت مني "مريم"، ف؟ ابتسمتلها بتوتر:
_ تفتكري المُفاجاة هتعجبُه؟
_ دا هيتهبل يا يـثربّ ! انتي طالعة حلوه اوي وبقيتي حلوتين اكتر كِدا.