الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
نكَست راسي بُحزن هو أنا كُنت ناقصة دا كمان ؟!، رفع دقني ليه وهو بيكلمني بحنية:
_ مش عايز اشوف نـظرة الحُزن اللي في عيونك دي،
هي مسألة وقت مع علاجك، وربنا مش بيجيب حاجة وحِشة، هتبقي أحسن أن شاءالله.
ابتسمتلُه بقِلة حيلة، ورجعت افتـكرت "احمـد" بصتلـُه وانا بتمني يفهم أنا عايزة اسئلُه علي ايه؟!
_ عايش اطمني، وهو اللي هيتحبس كمان انتي ملكيش ذنب، ربنا بيحبك يا يـثربّ.
بدأ يحكيلي، لما دخلوا كُنت في حالة غريبة من عدم الوعي اللاوعي، بصُر-خ وانا مُنه-ارة وسادة وداني بـ ايدي وبطلُب منُه يوقف ضـر-ب وانا هسمع كلامُه !
في المُستشفي بعد ما ركبولي الكلابشات لأني مُتهمة في محاولة قت-لُه، "فارس" كان وصِل بعد ما رن علي موبايلي كتيير وردو عليه عرفوه اللي حَصل، وجالس علي طول، بس لما شافني متكلبـشة، اتعصب، وخـرج للظابط اللي بيستجوب "نـوراة، ومحمد ونسمة وزياد"...
_ أنا عايز اعرف ازاي تحُطلها الكلا-بشات وهي في الحالة دي؟
الظابط جاوبُه ببرود:
_ دا قانون يا بشمُهندس، دي محاولة قَت-ل، ومُشتبه فيها، لازم يتحطلها الكلا-بشات لحد ما تفوق ونحقق معاها.
رد "فارس" عليه بغض-ب من برُوده:
_ لما تفوق اعمل ما بدالك، ولو انها كانت مدافعة عن النَفس، إنما شوية مـُرعاة لحالتها اللي الدكتورة قالتلك عنها، اكيد مِش هتنُط وتجري وهي نايمة.
قـطع رد "فارس" علي الظابط، "نوارة" اللي صـرخت في وشُه بغضب وغِل:
_ مراتـك تستَحق الإعدام أصلًا دي كانت عايزة تق-تُله!
بصلها "فارس" بنظرة شمُولية مُستنكرة:
_ البيه اللي بتدافعي عنه اوي كِدا، نسيّ ربـُه وضميُره ونسيكي شخصيًا، وكان بيحاول يتحر-ش بيها، وطبيعي هي هتدافع عن نفسها ومش هتسمحلـُه، يبقي هو اللي يستحق الإعدام هو واللي يشاهدلـُه علي أفعاله القَذرة.
_ ولما هـّي متجوزة، اي اللي بجيبها بيت واحد عازب ولوحدُه ؟ يبقي كان جاي علي هواها،
ومغصبهاش علي حاجة ! ويبقي ولا تحَر-ش ولا حاجة، كُله بمزاجها، مراتك قـت-لت زميلها في الجامعة واللي ريحالُه برغبتها فاهم؟
_ عشان هو اعتد-اء عليها، أو كان ناوي يعِمل كِدا
يثـربّ مكانتش تعرف أن دا بيتُه، هو فهمها انُه بيت نِسمة وكُلنا هنتجمع عندها، وهي بحُسن نيَّة صدقتُه وجات معاه، وكان مَحضر كُل دا عشان يكسر عينها،
وعرفنا باللي هيعمُله، وانا حاولت امنعُه ومسمعنيش،
فكـلمتُهم كُلهم وجيتلُه البيت الحقها، بس هي اتصرفت قبلي.
"نوارة" بصتلُه بصد@مة وهي بتصُرخ فيه:
_ دا كداب متصدقهوش، هي كانت عارفه وريحالُه.
ابتسم لها "زيـاد" بسُخرية مُهينة:
_ انتي لِسة بتدافعي عنُه وبتكدبي علي نفسك؟
فوقي يا ماما هو كُل يوم يعرف عليكي واحدة وانتي مش في بالُه اساسًا، لمي اللي باقي من كرامتك بقا.
الظابط اتَدخل وزعـق وفَض بينهُم قبل ما يتخانقوا، ومع كلام "زيـاد" اللي لفت انتباهُه،
قرر ياخدهُم كُلهم القِسم يستَجوبهُم من جديد،
ويتفتح محضر، باقي الشِلة شـهدّو أن "احمد" كان ناوي يعمل كدا فعلًا وعرفـُهم، وبقت "يـثربّ" هي الضحـية، وفَكلوها الكلابشات، وحطوها لـ "احمد"