الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
بصتلُه بطرف عيني لما ملقتهوش ساق لِسة، لاقيته حاطط راسُه علي التابلوه وبيستغفر وبيقول ذِكر، وبعدين اتنهد جامد، وشغَل وبدء يسوق، أنا عارفة الطريقة دي، انـُه يستغفر ويذكُر ربنا بصوت عالي، ويغمض عنيه أو يمسح علي وشُه، دي عادة من عوايد "فارس" في انُه يهدأ عصبيتُه بيها، وانا اعرف من "مريـم" أنُه مبيحبش يستسلم
للغضب، عشان عصبيتُه وحِ@شة، فـ بيفضل يستغفر كتير عشان ميفقدش اعصابُه ويسيب
نفسُه لغضبُه وشيط@انُه، لحد ما بيهدأ فعلًا..
اتأكدت أنِ شعللت الغضب جواه، لانُه بطبعُه هادئ جدًا، واللي شوفتُه جوا بعيد عن الهدوء دا..
كان سايق وباصص في الطريق ومش بيكلمني،
فضولي كان قوي اعرف هو عرف مكاني ازي؟
هو بيراقبني ؟ برغم أن متوتره من حالتُه اللي بيسيطر عليها بالذِكر والتجُاهل دلوقتي،
بس كُنت عايزة اسئله:
_ انت بتراقبني؟
لَف بصلي بنظرة خلتني اعدّل كلامي بسُرعة:
_ اصلك جيت يعني فبسئل، مفيهاش حاجة !
_ جي بي اس.
بصتلُه بعدم فِهم، وبعدين افتكرت اني عاملة ربـط أجهزة بموبايلُه عشان موبايلي كان مسروق، فأقترحت اعمل كدا، ضربت علي رأسي بخفة من غبائي، أنا اللي وصلتُه ليَّا ! معرفتش اسُكت لساني واتكلمت برضو:
_ علي فكرة مينفعش اللي عملتُه مع صُحابي.
مردش وفِضل مكمل سواقة، فجزيت علي سناني من تجاهلُه:
_ انت مبترُدش ليه ؟ أنا بكلمك علي فكرة.
_ ليه يعني؟
_ عشان مش عايز اعمل حاجة تزعلك وتزعلني واغضب ربنا بسببها، فالأحسن تسكُتي دلوقتي يابنت الحلال.
سِكت لأني التمست الصِدق في كلامُه، ومحبتش اخرجُه عن شعوره اكتر، بصيت من شباك العربية وسرحت مع الهواء، سِرحت في موقف مُشابـه لموقفي مع "فارس"، يوم ما روحنا أنا ومامـا ازور "مريم" واتعرف عليها اول مرة من ورا بابـا، وهو بيكرهها اساسًا هي وعمتوا، فمسبهاش تعدي مرور الكرام...
_ انتي بتروحيلها من ورايا؟ بتكسري كلام جوزك؟
ردت عليه مامـا من وسط عياطها:
_ ما أنا قولتلك اول ما رجعت، عشان مقدرتش اخبي عليك !
قـلم تالت نِزل علي وشها بكُل قسوة:
_ وتروحي ليه من اساسُه؟ أنا مِش منبه عليكي،
الست دي وبنتها ميتين؟ منعرفهُمش؟
قالت وايدها فوق خَدها الوارم