الإنعكاس بقلم سلمى ناصر

موقع أيام نيوز

لاقيت نفسي ببتسم لها ووشيّ بيـوردّ، بعكس الاول، لما كانت بتجيب سيرة الموضوع دا كُنت بقلب الدُنيا وبتعصب، أنا بقيت اهديٍ، ومُحبة جدًا..
_ هو مجاش ليه يا مامـا؟
ردت "مـريم" بخُبث:
_ وراه شُغل، ومفضيش يجيلك.
حسيت بضيق كبير، وبأن علي وشيّ، وقولتلها بـ استنكار:

_ هو الشُغل اهـَّم مني؟ دا قالي أنا هكون موجود اول ما تخلصيّ.
شوفتها بتبتسم مع مامـا، فـ ردت وهي بتشدني، نحضر الشنطة:
_ واحنا مِش مالين عينك ياست يـثربّ؟
يلا يلا خلينا نخلص لـم الحاجات دي.

قـومت معاها بدون شـغف، وانا حاسة أن ناقصني حاجة، أنا كلمتُه وقالي جاي، أمتي جالُه شُغل !

"مريـم" كانت بتبُصلي بين الفترة والتانية بـ ابتسامة خبيثة، سيبتُهم وهُما بيحضرو حاجتي وبعدت اتِصل بـ  "فارس"، بس كان مُغلق، اتنهدت بغيظ،
هو ازاي سايبني كِدا؟ الوقت بيبقي تقيل، لما ميكلمنيش، واسمع صوتُه فيه..

كُنت هرجع معاهُم، بس صوت التلفزيون الليّ شغال، لفـت انتباهيّ..

_  عقوقِ الابـاءَّ..

لما بصيت في التلفزيون، شوفت شيـخ داعية، معرفش ليه خدت الريموت وعليت التلفزيون اكتر..
وانـا، مش بحب ولا بهتم لكلامٍ اي شيخ ومش بصدقهُم، لأنهم بالنسبالي "بابـا".. بس يمكن كلامُه خلاني اسمعُه...

كَلام الشيـخ، بنبرة مُتساهلة هادية، وهو بيبتـسم !:

_ العقـوق، اول ما هنسمع الجُملة دي هيجي في بالنا الأبناء، بس في الحقيقة هو في عقوق الابـاءٌَ كمان،
هنسئل ازاي ياشيخنا بتقول كِدا !؟ هو الاباءّ ليهُم عقوق، دول مهما يعملوا دول اباءَّ، وملهُمش عتاب علي اي حاجة، الأبناء بس الليّ يتقالهُم كِدا !

هـرُد واقولك، طبعـًا ربنا وصانـَا علي الوالدين، وجزمتهُم فوق دماغنا، بس برضو ربنا وصاهُم علي اولادهُم، ودي قُصاد دي..

مامـا بصـٌت أنا مركِزة في ايـه، وبقت تِسمع هيٌ كمان معايا..

_ عقوق الاباءَّ تتَمثل في حاجات كتير، 
هديلك مِثال، أما ام مثلًا تِفرق في مُعاملة اولادها، تِحب الولد اكتر مِن البنت، الولد كان عاوز ياكُل أكلة مُعينة البنت مش بتحِبها وكانت عايزة أكلة هي بتِحبها بس اخوها مش بياكُلها، تقوم الأم عاملة الأكلة اللي اخوها بيحبها، وتقول عشان اخلص من زنُهم، طب ما كِدا البنت هتقول اشمعنا هو ! وهتبدأ التساؤلات النقيمـة، انتي كِدا بتفٕرقي؟ بتبني غيرة بينهُم ! ويبقي في فتور من ناحية بِنتك، كان ممُكن ببساطة تعملي اكل مُختلف تمامًا، وتفهميهم أنها كُلها نِعم ربنا، ويوم هتعملي الصنف دا ويوم تاني هتعملي الصنف دا، تبقي خلصتِ وبرضو راضيتي الأطراف وعادلتي بينهُم، ومفضلتيش حد عن التاني، كـذالك تبقي جاية من برا، صادفتك لِعبة ابنك بيحب يلعبها، فـ تشتريهالُه وترجعيلُه بيها فهو يفرح، والبنت تبقي مستنية لعبتها، متلقيش اي حاجة،تقوليها معلش اصل ملقتش اللعبة اللي بتحبيها، هتبتسم في وشك من جواها هتضايق وتِحزن، انتي افتكرتي اخوها بس، ودي تفـرقة غير عادلة، حتي لو ملقتيش اللعبة، هاتلها ياستي اي حاجة تانية، أن شاءالله شيكولاتة، المُهم تبقي هـديتيها زي اخوها ومنسيتيهاش، وحسستيهُم أنهم زي بَعض.

_ في بقا مثال تاني، ودا شائع..

تم نسخ الرابط