فرح للكاتبة ملك إبراهيم
ـ تؤمريني بحاجة يا ست الكل؟
تحدثت حماته بهدوء.
ـ مع السلامة وخلي بالك من مراتك وعيالك ملكش بركة إلا هما
تحدث عماد بتأكيد.
ـ في عنيا
ثم اخذ زوجته واولاده وذهبوا.
اخذت والدة فرح انفاسها براحة بعد ذهابه قائلة.
ـ ربنا يصبرك يا عزة يا بنتي
ثم نظرت إلى يونس واسلام واضافة.
ـ يلا نتعشىٰ احنا
ثم اضافة وهي ترفع صوتها.
ـ هاتي يافرح الاكل يلا وتعالي
خفق قلب فرح وهي بداخل المطبخ، تشعر بالتوتر من مقابلة يونس، اخذت انفاسها ثم خرجت بالاطباق وهي تخفض وجهها ارضًا.
تابعها يونس بصمت حتىٰ انتهت وجلسوا جميعًا معا يتناولون العشاء وكان يونس يتابع ارتباك فرح الملحوظ وهي تتناول الطعام وهي جالسة بجواره، ثم وقفت فجأة تتحدث بارتباك.
ـ الحمدلله، انا هقوم اعمل الشاي
تابعها يونس بدهشة وبعد انتهائهم من تناول العشاء، جلسوا يتناولون الشاي وهم يشاهدون احد المسلسلات المفضله لوالدة فرح.
تحدثت والدة فرح فجأة بحماس وهي تشير إلى التلفا
ـ البطل اهو اللي فرح بتحبه
نظر يونس إلى التلفاز بفضول، شعر بالغيرة قليلًا من هذا الشاب الذي تحبه فرح وتراه بطلها المفضل، ثم نظر إلى فرح وتحدث اليها بغضب مكتوم.
ـ ممكن اعرف بتحبيه يعني إيه ؟
نظرت اليه فرح بدهشةٍ وتقابلت عينهما للحظات قليلة حتىٰ اخفضت فرح وجهها ارضًا وهي تتحدث بهدوء.
ـ انا مش بحب الشكل
ثم رفعت وجهها مرة أخرى تنظر اليه بعيون لامعة بالدموع وهي تضيف.
ـ انا بحب حنيته وحبه واحتوائه للبطله، كل المشاعر دي مش موجودة غير في الروايات والمسلسلات بس، لكن الحقيقة غير كدا، كل الرجالة انانيين ومش بيفكروا غير في نفسهم واللي يسعدهم وبس
تأملها يونس بدهشة ولمح الدموع بعينيها وهي تحارب كي لا تتساقط دموعها، تحاول منعها بكل قوتها وعندما عجزت هربت سريعًا إلى غرفتها.
نظرت اليه والدتها وتحدثت معه بحزن.
ـ معلش يا ابني، اللي فرح شافته مش شوية
نظر يونس إلى والدة فرح وتذكر حديث اسلام عن والد فرح وعلى معانات والدة فرح طوال حياتها حتىٰ استطاعت تربية بناتها بمفردها، ويعلم ان فرح تخشىٰ ان تعيش معانات والدتها مرة اخرى ويعلم انها تبحث عن الحب والحنان والاحتواء وعن كل ما حُرمت منه.