شغـ،ـفها عشقاً

موقع أيام نيوز

ظهر إليه عرفة و يبدو عليه العجلة من أمره، ألقى عليه التحية فبادله يعقوب ثم سأله: 
"خير يا عرفة فيه إيه،  اللحمة ما كفتش الناس؟"
ابتلع ريقه و أخبره: 
"بص يا معلم، عم حسين اللى حكيت لك عنه، اللى بيته وقع السنة اللى فاتت بسبب الزلزال و جه سكن فى الشقة اللى قصادنا"
كان الأخر ينصت إليه عاقداً ما بين حاجبيه فسأله بإهتمام: 
"ماله؟"
ألتقط أنفاسه ثم أجاب: 
"تعب و دخل المستشفى و الدكتور قالنا لازم يعمل عملية لأنه بعيد عنك جاله جلطة على القلب، و العملية تكلفتها عشرة آلاف جنيه، بنته الوحيدة معهاش غير ألف فبصراحة أتصرفت عشان يدخلوه العمليات و دفعت التلات آلاف اللى المفروض اطلعهم لله"
عقب الأخر و يفكر فى الأمر بعناية: 
"مش مشكلة أهو طلعوا لله برضو، أنت كدة عايز باقي المبلغ، تعالي أقعد عقبال ما أدخل أجيب لك المبلغ"

ذهب إلى غرفته و فتح الخزانة، فتح درج خشبي صغير و تناول منه مبلغ من المال، و قبل أن يغلق الدرج لاحظ أن هناك نقص فى النقود الموضوعة
عاد إلى عرفة و قال إليه بصوت خافت: 
"خد دول تسعة آلاف ادفع باقى حق العملية و الباقي أديه لبنته بالتأكيد هيحتاجوا فلوس و لو فى أى حاجة تعالي قولي"
رفع الأخر يده فى وضع الدعاء: 
"ربنا يبارك لك يا معلم و يرضيك و يرزقك من حيث لا تحتسب" 
مع مرور كل دقيقة و الإنتظار أصعب ما يحتمل، تجلس متكأة بمرفقيها أعلى فخذيها و كفيها على وجهها، تردد الكثير من الأدعية من أجل والدها، تتلو ما تحفظه من الآيات، حتى وصل إلى سمعها صوت فتح باب غرفة العمليات، خرج الطبيب و يعتلي الوجوم ملامح وجهه، نهضت على الفور تسأله و قلبها على حافة الهاوية: 
"خير يا دكتور طمني على بابا؟"
نظر إلى أسفل بحزن و أسف قائلاً: 
"البقاء لله"

تم نسخ الرابط