شغـ،ـفها عشقاً

موقع أيام نيوز

༺الفصل الخامس عشر༻ 
يتجمع العمال حول يوسف الذي وصل للتو، ما بين الترحاب و بين يلقون عليه شكواهم من عدم أخذ رواتبهم منذ شهور نظير وعود شقيقه الواهية. 
"نورت محلك يا أستاذ يوسف" 
قالها احدهم فأجاب ترحيبهم الحار بنبرة مليئة بالأمل و التفاؤل: 
"ده منور بيكم يا رجالة، و المحل ده مش محلي و لا محل أخواتي، ده محلنا كلنا هو و باقي السلسلة، كل جدار شاهد على تعب و شقي سنين اتبني بعرقكم و مجهودكم، مش عايزكم تقلقوا خالص أنا دفعت كل الضرايب بالغرامات اللي علينا كلها الحمدلله، مش ناقص غير حاجة واحدة و هي أنكم تاخدوا رواتبكم المتأخرة، و أنا بوعدكم هتاخدوها بعض ما أطلع علي اساميكم واحد واحد و مين اللي اشتغل طول الشهر و مين اللي غاب، عشان كل واحد ياخد حقه بما يرضي الله، اتفقنا؟" 

تعالت الهمهمات و صاح من بينها: 
"ربنا يبارك لك يا استاذ يوسف، و إحنا معاك و مش محتاجة سؤال طبعاً اتفقنا" 


ردد الآخرون أخر كلمة في صوت واحد، فأومأ إليهم قائلاً: 
"تمام يا رجالة، يلا كل واحد يروح علي شغله و عايز أتنين يشيلوا اليافطة اللي برة و يعلقوا اليافطة القديمة" 

أجاب احدهم أيضاً و كان رجل في منتصف العقد السابع: 
"اعتبره حصل يا ابن الغالين" 
ولج عم عرفة من مدخل المتجر مهللاً: 
"الله، الله هو ده الشغل و لا بلاش، نورت المحل يا ابن الغالي" 
"تسلم يا عم عرفة، إلا قولي طنط أم محمود عاملة إيه دلوقتي؟" 
تنهد الأخر ثم أجاب: 
"الحمدلله علي كل حال، بدأت جلسات الكيماوي ونسأل الله الشفا" 
"بإذن الله ربنا هيشفيها" 
قالها و أخذ ظرف من درج المكتب وضعه أمام العم عرفة الذى سأله: 
"إيه ده يا بني؟" 
أخبره الأخر قائلاً: 
"أنا عارف مصاريف العلاج غالية و الدنيا مزنقة معاك، خد المبلغ ده و لو احتاجت تاني أنا تحت أمرك، أنا برضو زي محمود ابنك" 
لم يصدق حاله و شعر بالحرج: 

تم نسخ الرابط