شغـ،ـفها عشقاً
"أمرك يا بيه"
ذهب فقال جاسر:
"و إيه حكاية الضرايب اللي ما بتخلصش دي كمان، دول بياخدوا أكتر من اللي بكسبه، منهم لله هم و مراتي اللي منكدة عليا في ساعة واحدة"
استدار بزاوية بالمقعد الجالس فوقه، فتح الخزنة و أخذ مبلغ من المال و قال:
"لما أروق علي نفسي شوية هاروح أسهر مع البت سماح فرفشة، اهي تزيح عني الهم و النكد اللي عايش فيه من يوم ما أتجوزت البومة مريم"
تجلس أمام التلفاز تشاهد إحدى الأفلام الأجنبية الرومانسية و بها حكايات عن الحب و الفراق، ظلت تتأمل ذلك المشهد و كان البطل رأي حبيبته برفقة رجل أخر في احتفال، جعلها تتذكر ذلك المشهد الذى لن تنساه قط، نظرة عيونه التي تلاقت بخاصتها و كم الاتهام الذى وجهه إليها من خلال تلك النظرة التي أخبرتها إنها قد أصبحت أمامه مجرد خائنة.
أخذت هاتفها من فوق المنضدة التي أمامها و ترددت قبل أن تجري الاتصال عليه، كل ما تريده أن تدفع عنها اتهاماته لها و تخبره هذا الزواج كان رغماً عنها.
قامت بلمسھ على علامة الاتصال، تلقت رسالة صوتية مسجلة محتواها أن الرقم غير موجود بالخدمة، يبدو إنه أوقف الخدمة لهذا الرقم و استبدله بأخر، هل قرر استبدالها من حياته كما استبدل شريحة الاتصال!
فقررت أن تتصل بخالها و الذى أجاب عليها:
"أزيك يا مريم، عاملة إيه يا بنتي؟"
"الحمدلله يا خالو، أنا بخير"
"ديماً يا بنتي"
"تسلم يا حبيبي، بقولك يا خالو عايزة أسألك بس ياريت ما تفهمش سؤالي غلط، بس ڠصب عني و الله"
أدرك خالها ماهية سؤالها قبل أن تتلفظ به فأخبرها بحزم:
"غلط يا مريم و أوعي تعملي كدة، أنتِ دلوقتي ست متجوزة، حتى لو ما بتحبيش جوزك بس لو سألتي على راجل تاني كان ما بينك و ما بينه أي مشاعر دي تعتبر خېانة، و أنا ما ربتكيش على كدة أبداً، أنتِ بينضرب بيكِ المثل فى الأخلاق و الأدب"
أجابت على مضض:
"حاضر يا خالو أطمن بالتأكيد مكنتش هعمل كدة، كان مجرد سؤال مش أكتر"
"أوعي تكوني زعلتي يا بنتي؟"
طيف ابتسامة لاح علي ثغرها فقالت:
"و هزعل من إيه، مفيش حاجة أبقي سلملي على أمنية و طنط، سلام"
أنهت المكالمة و عادت لمتابعة الفيلم، صدح رنين جرس المنزل فأمسكت بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز و ضغطت على زر كاتم الصوت ثم ذهبت لتري من الزائر، نظرت عبر فتحة الباب أولاً: