شغـ،ـفها عشقاً
المحتويات
༺الفصل الثانى༻
صوت الشيخ محمد رفعت يدوى بين أرجاء المنزل حيث تجلس النساء يرتدين الثياب السوداء، و أمام المنزل نُصبت السرادق، يأتي الرجال لتأدية واجب العز1اء الذى قام بالإشراف عليه عرفة و بعض من رجال الحارة، و قد أتى الآن يعقوب فنهض عرفة ليرحب به و يعد إليه مقعد خاص:
"اتفضل يا معلم"
رفع الأخر يده ليوقفه قائلاً:
أجاب و هَمَّ بالعودة إلى داخل البناء:
"ثوانى هقول لأم محمود هخليها تنده لها من جوة، أصل الشقة عندها مليانة لا مؤاخذة ستات كتير"
ذهب عرفة و أخبر زوجته بطلب يعقوب، فولجت إلى داخل منزل رقية التى حاولت أن تتماسك أمام الجميع، يكفيها بكاءً، فمنذ أن أبلغها الطبيب بوفاھ والدها لم تكف عن البکاء بتاً حتى لم يعد لديها قدرة على ذرف الدموع مرة أخرى، ربما أصاب الجفاف عينيها
نهضت على الفور و خرجت إليه، بينما هو كان يخفض بصره، قال لها عندما وقفت أمامه:
"البقاء و الڈم .. لله يا آنسة رقية"
سرعان أن أخترق سَمعه صوت أنثوى ناعم قد أرهقه الحزن:
"فى حياتك الباقية يا معلم يعقوب"
و بدون أن يشعر نظر إليها و ظلت عينيه تتجول على ملامحها التى تتميز بالهدوء و الس،ـ7كينة، ربما لم تكن أكثر جمالاً من زوجته، لكن لديها شىء ينقص الأخرى بل أشياء كثيرة كان يتمني أن يجدها فى شريكة حياته كالقبول و الراحة و كأن روحه وجدت ما تسكن إليه،تلك العيون التى ذبلت من فرط الدموع اهتزت إليها جدران فؤاده، ما هذا الشعور الغريب الذى داهمه من مجرد نظرة!
كان صوت عرفة و عندما أدركه الأخر تحمحم و قال:
"لو محتاجة أى حاجة أنا تحت أمرك، إحنا جيران و كلنا واحد"
أومأت إليه و أجابت:
"تسلم يا معلم"
قاطع تلك اللحظة دخول مجموعة من السيدات قد جاءوا من أجل تأدية واجب العزاء، فشعر بالحرج قائلاً:
متابعة القراءة