شغـ،ـفها عشقاً

موقع أيام نيوز

"بالإذن" 
"هو أنتِ فاكرة بقى العمل بتاع حسنات ده هيخليه ما يتجوزش عليكِ" 
قالتها هذه السيدة النحيفة ذات الملامح الحادة  و تمسك بين يديها صينية يعلوها كوبان من الشاى و تمدها أمام شقيقتها التى أخذت كوب، تسألها بقلق: 
"قصدك إيه يا سعاد؟"
جلست بجوارها و ابتسمت كالحية حينما تزحف حول فريستها قائلة: 
"جوزك الله أكبر عليه حلو و صاحب أكبر محل مفروشات و الفلوس فى إيديه زى الرز يعنى فيه الطمع"
تناولت راوية رشفة من الكوب و تفكر فى الأمر ملياً ثم عقبت برفض و نفى: 
"لاء يا سعاد، استحالة يعقوب يعمل كدة، جوزي و أنا عارفاه أهم حاجة فى حياته الشغل"
رفعت الأخرى جانب ثغرها بتهكم: 
"هاتفضلي هبلة طول عمرك، إذا كان شغله ده بالذات هو اللى تخافي منه، طول النهار ستات داخلة خارجة تشتري و جوزك لسانه حلو معاهم"
أفرغت الكوب و تركته على الصينية و يخالج ملامحها الخۏف و القلق بعد أن ثار الشك بداخلها فسألت شقيقتها: 
"طب و العمل؟، شوري عليا"

"هقولك بـ... 
قاطعها طرق شديد على الباب، عقدت ما بين حاجبيها و هى تنظر نحو الباب
"ده مين اللى بيرزع الباب كدة!، لما أقوم أشوف مين"
فتحت الباب فظهر لها فتى يخبرها: 
"ألحقي يا خالتو أم حمزة، جاسر فتح دماغ الواد على ابن المعلم جابر و هرب"
عندما سمعت راوية ذلك شھقت و تضرب بكفها على صدرها: 
"ابني" 
فتح باب منزله و ولج إلى الداخل على وجهه إمارات الغضپ، يتجول ببصره باحثاً عن ولده فصاح منادياً: 
"جاسر؟، جاسر؟"
خرجت راوية إليه من الغرفة تحدق إليه بخۏف: 
"أيوه يا سي يعقوب، فيه حاجة؟"
نظر إليها بضيق و غضپ يسألها:
"ابنك فين؟"
ابتلعت لعابها ثم أجابت: 
"نايم"
عقد ما بين حاجبيه و أمرها بحزم و إصرار: 
"ادخلي صحيه"
أدركت فى الحال إنه قد علم بأمر ما أقترفه ولده من الإعت8داء على ابن إحدى جيرانهم فى الحارة، فسألته بتوجس: 
"قولي بس الأول هو عمل إيه؟"
كان سؤاله كافياً لسبر أغواره فصاح فى وجهها: 
تم نسخ الرابط