شغـ،ـفها عشقاً
قالتها و غادرت خالية الوفاض، تاركة الأخرى في بحر من الأحزان.
تجبرنا الحياة على خوض معارك نحن الطرف الأضعف فيها و علينا الصمود حتى الرمق الأخير، فكيف لنا أن نحارب في معړكة خاسرة مجهولة النتائج!
مرت أيام معدودة و تم زواج جاسر و أمنية في حفل عائلي، فكلا والديها رافضين هذه الزيجة التي ستأتي من خلفها الخلافات و المصائب كما أخبرتها والدتها، لكن كان إصرار ابنتها عجيباً و كأنها تريد خوض معړكة تريد أن تنتصر فيها بشتي الطرق.
"معلش بقي يا مريم نسينا نعزمك علي فرحي أنا و جاسر، أصل مفيش واحدة عاقلة هترضي تحضر فرح جوزها"
"ألف مبروك يا أمنية، أنا فرحت لك أوي"
جز جاسر على أسنانه بڠيظ من ردة فعل مريم و التي تبدو إنها سعيدة بزواجه، عقبت هويدا بعدما تنفست الصعداء خوفاً أن تنشب معړكة بين ابنتها و بين الأخرى:
نظرت مريم إليها و قالت:
"تسلمي يا مرات خالي، يعلم ربنا إن أنا بعتبر أمنية زي أختي و أكتر، و النهاردة فرحت لها أوي"
حدقت جاسر و مازالت تبتسم قائلة بتمني: "عقبال يا جاسر لما نتطلق"
اقسمت إنها تري نيران من الچحيم تندلع داخل عينيه، و قبل أن يقترف فعل أحمق معها أمام زوجة خالها و ابنتها قالت:
"عن إذنكم هاروح أنام، تصبحوا علي خير"
و أغلقت الباب قبل أن يفتك بها زوجها أمامهم، فصب غضبه علي والدة أمنية قائلاً:
"مش زغرطي يا حماتي و وصلتي بنتك لحد باب الشقة يلا بقي أنزلي لعم عرفة تحت هتلاقيه بينادي عليكِ"
حدقته بامتعاض و قالت:
"مقبولة منك يا بني، أهم حاجة عايزاك تاخد بالك من بنتي"
"ما أنا واخد بالي منها اهو ليه محسساني إن هاكلها، يلا بقي أتكلي علي الله"
لكزته أمنية وأخبرته بنهي:
"اتكلم مع أمي عدل يا جاسر"
تسحبت والدتها و هبطت علي الدرج، بينما جاسر لم يتحمل أكثر من ذلك فقبض علي عضد أمنية و دفعها أمامه:
"قدامي يا عروسة، و أنا هوريكِ هاتكلم إزاي"
و بعد قليل...
كانت نافذة غرفة النوم التي تتمدد فيها مريم مقابل نافذة غرفة النوم داخل الشقة المقابلة، دوي صوت صـ،ـرخة ابنة خالها و اتبعه صوت جاسر يوبخها:
"اكتمي صوتك ده خالص"
أدركت ما يفعله معها فوضعت الوسادة علي رأسها، لا تريد سماع أي شيء أخر، تذكرت ما