شغـ،ـفها عشقاً

موقع أيام نيوز

و رفعت يدها بصعوبة و تقول بصوت يكافح الخروج من بين شفتيها حيث هزمها المرض المفاجئ شر هزيمة:
"تعالي يا مريم، تعالي يا حبيبتي" 
ذهبت إليها و جلست على مقعد مجاور إليها، أمسكت بيدها بين كفيها و ابتسمت لها قائلة: 
"ألف سلامة عليكي يا ماما هويدا" 
"ياه لسه فاكراها لما كنتِ صغيرة و بتقوليها لي" 
هزت رأسها بالإيجاب و أخبرتها بامتنان: 
"أنا عمري ما أنسي الحلو اللي قدمتيه ليا، مهما كان مقابله مواقف سيئة خلاص تقريباً نسيتها" 
"بس أنا ما نستهاش، أنا فعلاً جيت عليكِ كتير و المفروض كنت اخدت حقك من ابني لما كان بيتعدي حدوده معاكِ، كنت خليت خالك يكملك تعليمك من غيرما تروحي تشتغلي و تتبهدلي، كنت وقفت لجاسر و مخلتهوش يتجوزك، أنا مكسوفة أطلب منك تسامحيني، ده أنا مش مسامحة نفسي على كل اللي عملته معاكِ" 
مازالت الأخرى تبتسم إليها، و تمسك بيدها تمسدها بحنان فأخبرتها بسعادة: 
"أنا قولتها لأمنية و بكررها لحضرتك أنا مسامحاكِ من غير أي حاجة"

و دنت منها ثم طبعت قبلھ فوق جبينها:
"ألف سلامة عليكِ" 
كم من قلوب نقية قُ٦ذفت بالوحل فجاء الغيث عليها بغزارة لتعود إلي نقائها مرة أخرى.
و بعد ثلاثة أيام صرح الطبيب بخروج السيدة هويدا من المشفى و المتابعة من حين إلى آخر و تذهب لأخذ جلسات علاج بالمادة الكيميائية. 
ذهبت أمنية إلى المنزل فوجدته رأساً على عقب و زجاجات خمر فارغة ملقاه على الأرض و أعقاب سجائر متناثرة فوق السجادة، حدقت نحو هذا المنظر الش٨نيع باز٨دراء قائلة: 
"إيه القـ،ـرف اللي هو عامله ده!"
ذهبت إلى غرفة النوم وجدته يتمدد على بطنه فوق المضجع، على الكمود جواره صينية عليها بقايا طعام من الوجبات الجاهزة، تركت مُتعلقاتها و حقيبة يدها جانباً و أخذت ترتب هذه الفوضى حتي انتهت و داهمها الشعور بالتعب، ارتمت فوق الأريكة فانتفضت عندما رأته يقف أمامها يسألها بلهجة حادة:
"كنتِ فين من ورايا؟، كنتِ بتقابلي بنت عمتك السا،@فلة اللى و ربنا أول ما هاشوفها هاك٨سر لها عضمها عشان ما تقدرش تخطي برة باب الشقة تاني" 
تم نسخ الرابط