شغـ،ـفها عشقاً
"مين؟"
أجابت فى الخارج:
"أفتحي يا مريم أنا خالتك راوية"
قامت بفتح الباب فألقت الأخرى التحية فأجابت مريم أيضاً بالتحية مشيرة إليها نحو الداخل:
"أتفضلي يا طنط"
ذهبت كلتيهما فجلست راوية ثم مريم التي سألتها:
"حضرتك بتحبي تشربي إيه؟"
"أنا مش جاية عشان أشرب، أنا عارفة إن ابني مش هنا و زمانه سهران فى الكباريهات، و أنا اللي كنت بقول ربنا هداه و أتجوز رجع أنيل من الأول، ليه سيباه يعمل كدة يا مريم؟"
تعجبت من لوم هذه السيدة و كأنها لا تعلم طريقة زواج ابنها منها تحت الت1هديد و المساومة، جزت على أسنانها ثم قالت:
"أعتقد حضرتك مش واضحة لك الرؤية خالص، ابنك مين اللى ربنا هداه، ابنك يقول للشي1طان قوم و أنا أقعد مكانك"
نظرت إليها والدة زوجها بلوم و عتاب:
"ما هو ده دورك يا بنتي، المفروض تخليه يتغير، أنا عارفة إنه فيه كل العبر، مش لو حبتيه و غيرتيه يمكن ينصلح حاله و يرجع الحقوق لأصحابها و يبقي كسبتي فيه ثواب"
قد فاض بها الأمر و لم يعد للصبر مكاناً، الكل يلقون عليها اللوم و كأنها هي الجانية و ليست المچني عليها، صاحت بكل ما يجيش في صدرها:
"أنتِ أصلاً بتقولي إيه!، ابنك اټهم خالي بقضية سرقة لفقها له عشان يساومني علي تنازله عن المحضر مقابل إنه يتجوزني، و وافقت ڠصب عني عشان الراجل اللي رباني و عمره ما خلاني محتاجة حاجة"
اقتربت خطوة وعيناها تنضح بالشرر و تلوح بيدها مردفه:
"ابنك اللي أكل ميراث أخوه و مليون في lلمية زَور في الأوراق، و عارف إن أنا و أخوه بنحب بعض و أتجوزني عشان يقهره مش عشان يحبني، و جاية تقولي لي حبيه!، أنا بكرهه و كل يوم بكرهه أكتر و بدعي عليه، و مش هقولك غير حسبي الله و نعم الوكيل عشان معرفتيش تربي"
لم تكن راوية قادرة على الرد، تعلم أن مريم لديها كل حق في كل كلمة، و تذكرت ما تم تداوله بين أهل الحارة و هو أن ولدها يريد الزواج من ابنة خالها عرفة، لكن وجدت أن هذا لم يؤثر في الأخرى سواء علمت بذلك أم لا.
"حقك عليا يا مريم، و معلش جيت أخدت من وقتك، عن إذنك"